ثقافة

أتفاءل.. التدخين سينتهي في العالم كله

أكرم شريم
لا.. لا تظنوا أنني متسرع في التفاؤل، ذلك أن التدخين ضار باعتراف الجميع، بل باعتراف كل الشعوب والأمم، وكل الأطباء وعلى اختلاف اختصاصاتهم؛ ومعذرة لأنني أذكر بديهة معروفة، إن التدخين ضار ولكنني أردت الانطلاق منها، لأؤكد الأسباب التي بدأت تتشكل للقضاء عليه وبالتالي فإنه سينتهي وحده!.
وأول هذه الأسباب، حادثة سأرويها لكم وستعرفون منها أنها ستكون حجر الأساس في هذا العالم كله، لكي ينتهي هذا العالم الإنساني من التدخين كله، وبكل أنواعه!
هذه امرأة قوية الشخصية وحاذقة، وهي زوجة أحد المدخنين الذين ماتوا بسرطان الرئة بسبب التدخين، قد رفعت دعوى قضائية على شركات التدخين، واستطاعت أن تحصل على أكثر من عشرين بل ثلاثة وعشرين مليون دولار كتعويض عن مرض زوجها بسرطان الرئة وموته بسبب التدخين!
وما أقوله، أنا الحاذق هذه المرة، أن في العدالة فائدة مؤكدة، وهي أن تقبض التعويض عن أضرار بل أخطار التدخين مالاً، مبالغ كبيرة، وكثيرة، وهذه الفائدة التي في العدالة إنما هي العدوى التي يمكن بل من المؤكد أنها ستنتشر، فكل مريض بسبب التدخين سيصبح بإمكانه أن يقبض التعويض من شركات التدخين منفردة أو مجتمعة، فما بالك إذا كان قد توفي بسبب التدخين سواء بسرطان الرئة أو بغيره وسترتفع الدعاوى في كل مكان في العالم فهي حقوق أولاً ومبالغ كبيرة وكثيرة، وعداً ونقداً، ودائماً، والعدالة عادلة. ودائماً أيضاً! فمن سيبقى بعد ذلك يصنع التدخين والأهم من سيبقى بعد ذلك يزرع التبغ والذي يعتبر، من الأكثر ربحاً ورواجاً بين كل الزراعات؟!
من المؤكد لا أحد، وذلك لسبب منطقي، أنه لا يمكن أن يوجد هذا الصناعي أو المزارع الذي يعمل ليخسر، وخاصة إذا استخدم المحامون إبداعهم في المرافعات القضائية وجاؤوا بالتقارير الطبية (بيانات دامغة.. وأضرار مثبتة) وإلى آخر ما يمكن أن يبدعوا فيه، ووقتها سيكون بإمكان الأم أو أي ولي أمر أن يرفع الدعوى على هذه الشركات منفردة أو مجتمعة بأن ابنه الصغير، الشاب، أو المراهق أو حتى الطفل في العاشرة أو فوقها بقليل، يدخن، وتصور ماذا يفعل التدخين بصدره، صدر الشاب أو المراهق أو الطفل، وكذلك المرأة، هذه الأم الحنون، وماذا فعل التدخين بها وبأنفاسها الكريهة حين تحدث ابنها، وأنا أتقصد ذلك لأن تدخين الأم كارثة، وخاصة الحامل وحتى المرأة بكل مراحل عمرها منذ أن تكون مراهقة وحتى آخر عمرها!
وهكذا ستنتشر هذه العدوى “العدالية” إذا جاز التعبير، وهو جائز ولكنه غريب لأنه جديد، ويرفع الناس بل الشعوب ملايين الدعاوى ويتقاضون ملايين المبالغ وبكل العملات، الأمر الذي سيجعل كل زارعي وصانعي التدخين يلوذون بالفرار من هذه المهنة القاتلة! وأقول ذلك هذه المرة بصدق وعن قناعة. وننتهي من التدخين أخيراً وفي كل أنحاء العالم؛ وهكذا تكون النصيحة اليوم أن كل شيء ضار وفي الوقت نفسه منتشر بين الناس، يمكن أن نقوم بمواجهته وإنهائه منفردين أو مجتمعين، فنحظى بذلك بمباركة المحبة والإنسانية ومدى الحياة أيضاً وعلى عكس ما يخطط له وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!