الصفحة الاولىمن الاولى

"التهدئة" تكشف فظائع العدوان الصهيوني.. والانشقاقات تتسلل إلى صفوف الحكومة البريطانية غزة تقول كلمتها.. والمقاومة تتمسك بشروطها وتُجبر قوات العدو على الانسحاب

 
بضع كلمات اختصرت وجعاً وصموداً ونصراً، وجع لموت الضمائر الإنسانية في قلوب كثيرين ممن لم يتحركوا لنصرة غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، وصمود شعبي كان ظهيراً للمقاومة في تصديها للاحتلال، ونصر ينطق به الحجر قبل البشر.
بضع كلمات لفلسطيني عائد إلى خزاعة شرق خان يونس، تلك المنطقة التي شهدت أبشع مجازر العدوان والتي ظل شهداؤها تحت الأنقاض لأيام بعد منع الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول إليها، اختصرت ما يختلج في عقل وقلب كل فلسطيني: تعجز الكلمات ويعجز اللسان، هذا العالم ظالم ومجرم.. نقف ونقول: كانت هنا حياة، جمعيات حقوق الإنسان والحيوان مجتمعة في العالم لم تردع إسرائيل، لأنها فوق القانون لا تقم حساباً لأحد.. إذا كان هناك من ضمير حي فهذا كذب. لا ضمير حياً، لا عرب، لا مسلمين.
هنا الفئة المنصورة، هنا المقاومة تتكلم، هنا الركام يتكلم، هنا العزة، هنا غزة، هنا النصر، هنا مرّغ أنف إسرائيل في التراب.. هنا الثبات، هنا الصمود، هنا صاروخ الغراد، هنا “إم 75” يضرب عمقهم، هنا الجبناء جندلوا..
إعلان الاحتلال بأن قواته ستغادر قطاع غزة بشكل كامل، قبل الموعد المقرر لسريان “تهدئة مدتها 72 ساعة”، ثمرة لثبات الشعب الفلسطيني، ويعزو محللون قبول سلطات الاحتلال بـ “التهدئة” إلى العوامل الميدانية التي فرضت نفسها على الأرض والمقاومة القوية التي واجهتها قواتها من قبل الفصائل الفلسطينية، وهو ما أقرت به وسائل إعلام الاحتلال كافة، والتي اعتبرت أن “الحرب على القطاع لم تحقق أهدافها” منتقدة أداء “الحكومة الإسرائيلية” ومحمّلة إياها “هذا الفشل”.
ومع بدء سريان  “التهدئة” انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية جثامين 11 شهيداً من تحت الأنقاض، وتحدث شهود عيان عن عشرات المفقودين إلى جانب جثامين الشهداء تحت الأنقاض لم يتمكن أحد من الوصول إليهم بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية.
وعن الآثار الاقتصادية للعدوان أعلن مسؤول في وزارة الاقتصاد الفلسطينية أن ما بين 4 و6 مليارات دولار هي قيمة الخسائر المباشرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتاً إلى أن الدول المانحة ستجتمع في أيلول المقبل لبحث تمويل إعادة إعمار القطاع.
إلى ذلك، قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): إن الأطفال يشكلون ما نسبته 31% من الضحايا المدنيين الذين سقطوا بسبب العدوان الإسرائيلي، وحسب إحصائيات ذكرها الصندوق فإن أكثر من عشرة أطفال يقتلون يومياً في غزة، وكان أصغرهم رضيعاً في شهره الثالث، وذكر تقرير للمؤسسة الأممية أن ما يزيد عن ألفي طفل على الأقل تعرضوا لإصابات وجروح متعددة المستويات من جراء القصف على القطاع، وأن 142 مدرسة تضررت، منها 89 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
في الأثناء، وتضامناً مع غزة  قدّمت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الجاليات والمعتقدات سعيدة وارسي استقالتها احتجاجاً على موقف الحكومة البريطانية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتة إلى أنه لم يعد بوسعها تأييد سياسة حكومة بلادها تجاه ما يجري هناك، وعبّرت في تغريدة  عن أسفها العميق تجاه ما يجري في غزة.
كما خرج آلاف اليمنيين في مظاهرات حاشدة بساحات العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية تضامناً مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وأكد المشاركون في المظاهرات وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة حتى تحرير الإنسان والأرض والمقدسات من العدو الغاصب والإعداد الدائم لمواجهة أعداء الأمة وتغيير واقعها مهما بلغت التحديات والمخاطر. كما دعا منسق الشؤون الأمنية في حزب الخضر النمساوي بيتر بيلز إلى فرض عقوبات ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي رداً على عدوانه المتواصل ضد قطاع غزة، واصفاً الكيان الصهيوني وتصرفاته وأفعاله بـ “الغبية” وانتهاجه سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى سقوط 1867 شهيداً فلسطينياً و9470 جريحاً، بحسب الحصيلة النهائية لوزارة الصحة الفلسطينية.