الصفحة الاولىمن الاولى

تضحيات الغزيين بنداً أول على جدول "مفاوضات القاهرة" المقاومة ثابتة على مواقفها: نزع السلاح أضغاث أحلام

مع دخول الهدنة الإنسانية يومها الثاني لا يزال أهل غزة يلملمون جراح الحرب الهمجية عليهم، فيما تتواصل في القاهرة المفاوضات، التي تقودها مصر، بين الوفد الفلسطيني الموحّد ووفد الاحتلال لبلورة حل يفضي إلى وقف إطلاق نار مستمر في القطاع، يتلاقى مع الشروط التي أعلنت عنها الورقة الموحّدة، التي اتفقت عليها فصائل المقاومة قبل بدء المفاوضات..
أعضاء الوفد الفلسطيني أكدوا أنه لا تراجع عن المطالب التي تمّ الإعلان عنها “من فك الحصار وفتح المعابر وتشغيل المطار والميناء وإعادة الإعمار”، وأي محاولة لفرض شروط جديدة على المقاومة كنزع سلاحها غير مطروح..
صمت هدير العدوان في غزة مؤقتاً، لكن الحرب لم تنته.. بدأت في مصر معركة الفلسطينيين الدبلوماسية، وحضرت تضحيات الغزيين بنداً أول على جدول المفاوضات.
عالياً كان صوت من أثخنهم العدوان بالجراح، يقول هؤلاء: لا يخفف من آلامنا سوى التمسك بالوحدة.. يريد الفلسطينيون كسب المعركة الدبلوماسية، كما حققوا النصر على العدوان، وافقت إسرائيل سراً على وقف العدوان ورفع الحصار، لكنها رفضت السماح بفتح المطار والميناء والطريق بين الضفة الغربية وغزة، لكن الرد الفلسطيني جاء واحداً: لا تراجع عن مطالبنا المحقة..
لن تكون مهمة الوفد الفلسطيني سهلة، لكنها لا تبدو مستحيلة بعد نتائج الميدان، لم تنته المعركة إذاً… المقاتلون على الزناد، كما أكدت الفصائل حتى يذعن العدو، وإلّا فالمقاومة قادرة على الاستمرار.. فصائل المقاومة أعلنت بصراحة أنها تتعامل مع حالة التهدئة الحالية كمرحلة مؤقتة، وأن السلوك الإسرائيلي هو ما يحدد سير المعركة ومآلاتها، أما مسار المقاومة فواضح ويمكن اختصاره بعبارة: “المعركة مستمرة حتى نيل حقوق الفلسطينيين المشروعة، وأي حديث عن نزع سلاح المقاومة ترويج إسرائيلي”.
“إسرائيل”، من جهتها، اعترفت أنها فشلت في إنهاء المقاومة، حيث كان لافتاً ما كتبه أحد أعمدة كتاب اليمين الإسرائيلي “مناحيم بن”: إن انسحاب الجيش من قطاع غزة يمثل هزيمة لأنه لم يحقق أياً من أهدافه التي وضعها قبل الحرب، لقد انسحب “جيشنا” من قطاع غزة وذيله بين رجليه، ومن دون أن يحقق الأهداف التي حددتها الحكومة، في حين تمكنت الفصائل من الاحتفاظ بكامل قواتها، أضف إلى ذلك توجيهها لضربات شديدة في صفوف الجيش الذي كان جنوده يخافون الخروج من مدرعاتهم خوفاً من كمائنهم.
وفيما تواصلت عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض، التي خلّفها القصف الوحشي على غزة، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدتي قباطية والزبابدة جنوب جنين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً من مدن الخليل وبيت لحم وجنين وطولكرم بالضفة الغربية، كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز السام على منازل الفلسطينيين في بيت أمر ما تسبب بإصابة العديد بحالات اختناق.
وفي جديد المواقف الدولية المتضامنة مع غزة، أكد نواب بريطانيون أن القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنقلات السكان الفلسطينيين في قطاع غزة غير متكافئة وتتنافى مع القانون الدولي، فيما أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم مجدداً العدوان الصهيوني على قطاع غزة وعمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وخاصة الأطفال الأبرياء والنساء، وقالت في مؤتمرها الأسبوعي: إن الكيان الصهيوني أوجد سجناً كبيراً في قطاع غزة بتأييد من أمريكا التي تقدّم دعمها للسجانين، معربة عن قلق بلادها من الدعم الأمريكي الواسع والمطلق للكيان الصهيوني، ودعت الدول الغربية إلى الكف عن دعم الكيان الصهيوني، وأن يقوم دعاة حقوق الإنسان بمعاينة ما حدث في غزة من جرائم وحشية وإبادة جماعية، مجددة دعم بلادها لأي مبادرة تلبي مطالب الشعب الفلسطيني وتحقق طموحاته، وقالت: إننا طلبنا من الدول الأخرى ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني لاحترام حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي حمص، عبّر طلبة جامعة البعث المشاركون في الوقفة التضامنية دعماً لصمود أهالي غزة في مواجهة العدوان الصهيوني عن إدانتهم ورفضهم لسياسات القتل والتدمير التي ينتهجها العدو الاسرائيلى ضد الشعب الفلسطيني، وطالب المشاركون في الوقفة التي نظمها فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية وشعبة الطلبة العرب بجامعة البعث في المدينة الجامعية بحمص الدول العربية الداعمة للإرهاب بوقف إرهابهم وقتلهم لأشقائهم العرب ومساعدة أهل غزة وأطفالها الذين يعانون ويلات العدو الإسرائيلي، كما دعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة جرائم العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وشددوا على ضرورة توحيد كلمة الشباب العربي في وجه كل الحكام المتآمرين، والوقوف صفاً واحداً من أجل تحرير كل شبر مغتصب من الأراضي العربية وعودة فلسطين لأهلها.
وأعرب عدد من الفنانين والناشطين اليمنيين خلال وقفة نظموها في صنعاء أمس عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي ومنددين بالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وبالصمت العربي حيالها.