محليات

الفن والبطالة خطان مستقيمان قد يلتقيا في مرسم؟!

كثيرة هي الإحصائيات عن الفقر ونسبة من يعيش تحت خطه رغم أن الجهود مستمرة لإعطاء رقم صحيح للبطالة والتسول، ولسوء الحظ فإن الأزمة التي أرخت بظلالها القاتمة على الأداء، وأفرزت العديد من الحالات والمشاهد المحزنة التي كانت في قاموس السوريين ضرب من المحال، فالجامعي الذي كان يبحث عن فرصة عمل بعد تخرجه ليس وحيداً في بحثه، ورب الأسرة لا يمثل حالة فرديه بسعيه لتحسين مستوى معيشته، وحتى الأديب والفنان كل بطريقته المختلفة وبأدواته الخاصة.
هل أجد لديك عمل أعيش من ورائه أنا وأطفالي فمنذ أكثر من شهر لم نذق طعم الخبز الطري: يسأل أبو أحمد المهجر من دير الزور والفاقد لبيته وعمله معاً والذي يتخذ من الحديقة مأوى له..؟، ويجيب الرسام الذي تجاوز الستين من عمره ويعمل في مرسم بالتكية السليمانية، أنا من حيث المبدأ لا أعارضك يا صديقي فبحثك عن عمل خير لك من سؤال الناس، لكني بنفس الوقت لا أختلف عنك فأنا أنتظر طول النهار من يشتري لوحة واحدة من لوحاتي لأكمل يومي بسلام.
مفارقة موجعة، أن تتقاطع الحياة وتجتمع على المعيشة، مواطنان يحلمان بعيش كريم كل بمنحاه المختلف عن الآخر، من قال الخطان المستقيمان لا يلتقيان، هنا في هذا المرسم الذي غطى الغبار أجمل لوحاته التي تكدست فوق بعضها بطريقة عشوائية، يمكن أن يصبح المستحيل حقيقة؟!.
الرسام وأبو أحمد لوحة متكاملة تصور وجع الناس وضياعهم؟!.

دمشق – نجوى عيدة