ثقافة

وقفة مع كفاح الشعب الفلسطيني في غزة

بحروف من ألم وأمل، وقصائد من عنفوان وتحدٍ، وتحت عنوان “دعم كفاح الشعب الفلسطيني في غزة ” كانت الأمسية الشعرية التي دعا إليها  الحزب السوري القومي الاجتماعي في المركز الثقافي العربي في “أبو رمانة” وقد زينتها كلمات تحدثت عن قداسة أرض فلسطين وارتباطها التاريخي بالأرض السورية، كما واستحضرت القصائد الإرث الحضاري الكبير للشعوب العربية وقدرتها على تجاوز النكسات وتحقيق الانتصارات على الطغيان، وافتتحها الدكتور نذير العظمة بمجموعة قصائد، تحدثت عن أطفال غزة الذين استشهدوا في سبيل بلادهم، وماتوا وهم يبتسمون ضد العدو الصهيوني الذي لن يهنأ كما لم يهنأ جميع المعتدين من قبله، فنحن سننتصر على العدو بقوة عزيمتنا وبقيادتنا التي تملك الحكمة، وأضاف العظمة: من الضروري أن تواكب الفعاليات الإبداعية المسألة القومية  التي شغلت المنطقة والعالم، وهي تعبير عن قرارنا في المقاومة  وتثبيت الهوية والدفاع عن المصير، التي يجب أن نسمعها على كل المستويات التربوية والثقافية والإبداعية، لننقل نبض المعركة إلى صفوف الشعب.
بدوره اعتبر المحامي عبد الله خبازة أن نضالات غزة أصيلة وليست طارئة وأن شعب غزة يموت ولايستسلم، وهذا ما أثبتته المعارك الأخيرة التي يواجه فيها أقسى وأعنف عدو لايعرف إلا لغة الذهب والفضة ويصنع رؤى أسطورية افتراضية للحفاظ على منابع الثروة،  ولذلك نحن اليوم بحاجة للفكر، لأن الفكر هو الذي يسير المعركة وليس الجنود، ودعا السوريين جميعاً للوقوف بوجه غول الطائفية، ووصف حياة غزة بهذه الكلمات:
الجوع والحصار… حياة غزة
النار والدمار…   حياة غزة
الصبر والألم…المجد والعلم.. رجال غزة
بينما  تحدث الدكتور نزار بني المرجة بكثير من الأسف والإحباط عن الصور التي نراها لتخاذل بعض الحكام العرب فقال:
غزة..صعب قتلك بسكاكين الاخوة …
كأني بالقاتل يطعن ظهرك..ويدنس طهرك
على الرغم من أنه رأى أن هذا يؤدي إلى وضوح في الصورة، ويرشدنا إلى من نتوجه، وعلى من نعول في هذه المعركة الوجودية، فغزة اليوم تواجه صراع وجود وليس صراع حدود، وهذه الوقفة الأسطورية لشعب غزة هي واحدة من المواجهات الأخيرة التي ستدق المسمار الأخير في نعش العدو الصهيوني، كما قدم بني المرجة عبر القصيدة إضاءة تاريخية على علاقة الإنسان العربي بأرضه وبتاريخه وارتباطه بمدينة غزة التاريخية.
كما قدم الشاعر والناقد الدكتور نزار بريك هنيدي أربع قصائد تحمل نبض الشارع الوطني، وجهها للشعب الفلسطيني والعراقي ولرجال المقاومة في الجنوب اللبناني ولشعبنا الصامد في مجدل شمس والجولان المحتل من خلال قراءة واقعية وحقيقية لمسيرة النضال العربي،  وعبّر من خلال قصيدته “حنظلة” عن ضرورة ألا يثق الشعب الفلسطيني بمن خذلوه وأن يستمر في المقاومة:
فانتفض ياحنظلة..لاتصدق أحد
لاتنتظر من أحد شيئاً… وقاوم
لاتساوم..ليس إلاك …فقاوم
ودعا قوى المقاومة أن تدرك هذا الوضع، وتوسع نشاطها بين الجماهير صاحبة الإرادة القوية، وألا تسير وراء الحلول الوهمية التي تدعو إلى أنصاف الحلول.
لوردا فوزي