الصفحة الاولىمن الاولى

سورية تجدد وقوفها إلى جانب لبنان وجيشه في مواجهة الإرهاب أحزاب لبنانية: لا مكان بيننا للمترددين والمتواطئين في المعارك المصيرية

سورية تقف إلى جانب لبنان وجيشه في مواجهة الإرهاب الذي يتهدد البلدين والمنطقة، هذا ما أكده سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم بعد لقائه وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أمس.
ودعا عبد الكريم الجميع إلى قراءة حقيقية لخطر الإرهاب، موضحاً أنه طرح خلال اللقاء وضع كل الإمكانيات لمواجهة هذا الإرهاب، الذي يشكل وجهاً آخر للعدوان الإسرائيلي والأطماع الإسرائيلية في المنطقة، مشيراً إلى أن الوزير مقبل كان متفهماً، وهناك إحساس عال بالمسؤولية، وإلى التكامل بين البلدين والشعبين والجيشين، وضرورة التعاون بين الحكومتين والقيادتين السورية واللبنانية لمجابهة خطر لا يستثني أحداً ويشكل تهديداً للبلدين وللمنطقة ككل.
من جانبه، رأى الرفيق الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن الخلاص من الخطر الإرهابي التكفيري وشروره أصبح قضية إنسانية وأخلاقية لا يستثني من مواجهته أحداً، وإن كان مجلس الأمن قد اتخذ قراراً في هذا الشأن، إلا أن هذا القرار يبقى ناقصاً لأنه لا يحدد آليات لتنفيذه والمهام المنوطة بكل طرف والتنسيق والعمل المشترك بين مختلف تلك الأطراف من أجل وضع حد لهذه العصابات المجرمة التي استباحت كل المحرمات وباتت تشكل خطراً على الإنسانية جمعاء.
وأكد أن هذا الإرهاب بات يهدد لبنان كما يهدد سورية والعراق وبلدان أخرى، وقال: إن المحاولات الجارية الآن لتجزئة مواجهة هذا الإرهاب ومحاربته في مكان ودعمه في مكان آخر هي مدعاة للشك والتساؤل حول المواقف الحقيقية من هذه العصابات الإرهابية.
من جانبه، حذّر الرئيس اللبناني الأسبق أميل لحود من خطر الإرهاب التكفيري الخارجي، الذي ما زال ماثلاً على الحدود اللبنانية السورية رغم إفشال الجيش اللبناني المخطط الإرهابي، موضحاً أن الخطر الكياني والوجودي لا يزال كامناً من جراء انكفاء هذا الإرهاب إلى أوكاره في الجرود على تخوم لبنان أو سواها من البيئات الحاضنة، ما يتوجب توحيد الكلمة والموقف من دون مواربة للتصدي لهذا الإرهاب الذي يمكن في أي لحظة أن يكشّر عن أنيابه وينقض من جديد على لبنان، ورأى أن أي هدنة مع الإرهابيين التكفيريين تريحهم وتمكنهم من إعادة تنظيم صفوفهم، وأن أي تفاوض معهم هو مرفوض أخلاقياً وسياسياً ووطنياً وعسكرياً، لافتاً  إلى أن الإرهاب التكفيري لا يفهم إلا لغة الحديد والنار، ذلك لأنه إرهاب إلغائي للآخر، بحيث يجب استئصاله بالقوة، وهذا الأمر غير مستحيل، فكلنا جيش وكلنا مقاومة، ولا مكان بيننا للمترددين والخائفين والوسطيين الرماديين والمتواطئين في المعارك المصيرية.
وأكد العلّامة عفيف النابلسي أن المقاومة في لبنان هي من حمت اللبنانيين من تمدد التنظيمات الإرهابية التكفيرية وقدّمت التضحيات الجسام في سبيل أن يبقى لبنان ساحة للأمن والاستقرار، بينما بقيت معظم القوى في حالة استرخاء مكتفية بالتصريحات والخطب والكلام الذي لا طائل منه، مشدداً خلال لقائه وفداً قيادياً من حزب الله على ضرورة وعي مخاطر التنظيمات الإرهابية ووضع خريطة طريق أو استراتيجية شاملة لمواجهتها، داعياً المستمرين بالتشكيك أو تبني سياسة النأي بالنفس أو من يدعو مجلس الأمن لتوسيع القرار الدولي 1701 إلى الكف عن ذلك، فالعالم كله لن يتحرك للحفاظ على لبنان في حال لم يحافظ اللبنانيون عليه ويتوحدوا لحمايته، ونبّه إلى أن التكفيريين ينفذون مخططاً لتقسيم دول المنطقة وتخريبها وتفكيكها وإعادة تركيبها في سياق مشروع جديد تتقاطع فيه المصالح الأميركية- الإسرائيلية الغربية مع مصالح هذه التنظيمات الإرهابية، وهذا المشروع لو تحقق فسيحوّل المنطقة إلى كتلة من لهب.