الصفحة الاولىمن الاولى

التحالف بين التنظيمات الإرهابية والعدو إلى العلنية "إسرائيل" تعترف: "النصرة" لا تشكل أي خطر علينا

أقر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي بأن إسرائيل لا تنظر إلى “جبهة النصرة” الإرهابية كمصدر خطر عليها، رغم وجود عناصر هذا التنظيم في مناطق متاخمة للأراضي التي تحتلها “إسرائيل” في الجولان السوري المحتل، كما أكدوا اطمئنانهم لميليشيا “الجيش الحر”، التي تنظر لإسرائيل بإيجابية، حسب قولهم.
ونقلت صحيفة هآرتس عن هؤلاء المسؤولين تأكيدهم أن “جبهة النصرة” لا تشكل أي خطر على إسرائيل من حيث تنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل، مؤكدين أن إسرائيل لا تلاحظ وجود خطر داهم جراء الوضع الحاصل في القنيطرة، وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى: “إنه باستثناء رفع جبهة النصرة راية تنظيم القاعدة الإرهابي في الجانب الشرقي من معبر القنيطرة في الجولان لم يكن هناك أي عمل استفزازي ضد إسرائيل”.
فضل “إسرائيل” على “المعارضة السورية”، بمختلف تنوعاتها، ومن بينها “النصرة”، كبير، إلى حدّ جعل أحد المراسلين العسكريين يقول: “الوضع تحت السيطرة، فحتى جبهة النصرة غير معنية بقتال إسرائيل والصهاينة”.
وتأمن “إسرائيل” خطر التنظيمات الإرهابية، التي تثير قلق المجتمع الدولي، بعد أن قدّمت لهم ملجأ آمناً ومنحت جرحاهم علاجاً ورعاية صحية فائقة، حيث وصل عدد الإرهابيين الذين تلقوا العلاج في مشفى بوريا في طبريا نحو 98 إرهابياً حتى الآن، مع وجود 106 جرحى من جبهة النصرة يخضعون للعلاج في مشفى نهاريا.
واعترفت وسائل إعلام الاحتلال مؤخراً بإقامة مشفى ميداني على أرض الجولان العربي السوري المحتل لمعالجة مصابي التنظيمات الإرهابية، الذين يقاتلون في سورية، وأنه عولج فيها حتى الآن أكثر من 700 إرهابي يحظون برعاية واهتمام طاقم طبي إسرائيلي، وينقل منهم من حالته خطرة إلى مشافي الاحتلال ليتلقى العلاج، ومن ثم يتمّ تهريبهم مجدداً إلى الأراضي السورية ليكملوا أعمالهم الإجرامية في سورية ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية.
ولا يتوانى الكيان الصهيوني عن دعم الإرهابيين في سورية بكل الوسائل من تهريب المرتزقة وإمدادهم بالسلاح والمال والدعم السياسي والإعلامي والاستخباراتي وصولاً إلى العلاج والرعاية الطبية، لإدراكه أن هؤلاء يقدّمون أكبر خدمة له من خلال استهداف سورية ومقدراتها وزعزعة الأمن فيها، وهو ما تؤكده العديد من التقارير الإعلامية والوقائع الميدانية.
وتبنّت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة، أمس، خطف 44 جندياً فيجياً في قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان الخميس الماضي، وفق المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية الالكترونية “سايت”، وأكد التنظيم الإرهابي في بيان “أن المحتجزين في مكان آمن وفي حالة صحية جيدة ويقدم لهم ما يحتاجونه من طعام وعلاج”.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة بالهجوم على الجنود الدوليين الفلبينيين واحتجاز رفاقهم الفيجيين من العاملين ضمن قوة “أندوف”، محمّلاً المسؤولية لـ “أفرقاء مسلحين لا يتبعون لأي دولة، بينهم جبهة النصرة الإرهابية، وطالب في بيان تلاه المتحدث باسمه بـ “الإفراج الفوري وغير المشروط” عن الجنود الدوليين المحتجزين، مناشداً جميع الأطراف التعاون بشكل تام مع قوة “أندوف”.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر السبت بياناً تبنّاه بإجماع أعضاؤه الـ 15، مطالباً بـ “الإفراج الفوري وغير المشروط” عن الجنود الفيجيين، و”تسهيل عبورهم”، كما جدد مطالبته “الدول التي يمكن أن تمارس تأثيراً” بالضغط على الجهات الخاطفة.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أنه تمّ إجلاء 32 جندياً فلبينياً يعملون ضمن قوة “أندوف” من مواقع كانوا عالقين فيها بسبب معارك في هذه المنطقة، وهم جزء من كتيبة تتألف من 72 جندياً فلبينياً كانوا عالقين في موقعين في الجولان السوري منذ أيام عدة، وأضاف: إن الجنود الباقين لا يزالون يتعرضون لقصف بالهاون والرشاشات الثقيلة من “عناصر مسلحة”، ولم يكن بالإمكان نقلهم إلى مكان آخر، وتابع البيان: لم يسجل وقوع ضحايا أو إصابات، وأضاف: الأمم المتحدة تبذل جهوداً لإطلاق سراح 44 جندياً فيجياً يعملون في قوة “أندوف”.
وفي سياق متصل أعلن متحدثون باسم الجيش الفلبيني أن جميع الجنود الأمميين الفلبينيين الـ 75 في قوة “أندوف” هم بخير، وقال اللفتنانت كولونيل في الجيش الفلبيني رامون زاغالا: “الجميع في أمان.. لقد غادرنا موقعنا، لكننا حملنا كل أسلحتنا”، وأوضح أن أربعين جندياً فلبينياً واجهوا مسلحين من تنظيمات إرهابية خلال “تبادل لإطلاق النار استمر سبع ساعات”، مشيراً إلى أنهم تمكنوا في نهاية المطاف، مستغلين هبوط الليل، من الوصول سيراً إلى موقع للأمم المتحدة يبعد نحو كيلومترين.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الفلبينية أن جنودها خاضوا مواجهات مع عناصر من التنظيمات الإرهابية المسلحة في الجولان، وقال وزير الدفاع الفلبيني فولتير غازمين في رسالة نصية موجهة للصحفيين: “إن اثنين وسبعين جندياً فلبينياً من قوات الأمم المتحدة حوصروا في موقعين في الجولان وتمكنت إحدى المجموعتين من الجنود الفلبينيين من الخروج من موقعها، لكن المجموعة الثانية تتعرض حالياً لهجوم”، وأضاف: “إن الاشتباك وقع في ساعة مبكرة من صباح السبت”، لافتاً إلى أن معنويات الجنود مرتفعة، دون أن يشير إلى سقوط ضحايا.
يُذكر أن إرهابيين اختطفوا يوم الخميس الماضي 43 جندياً من قوة “أندوف” وحاصروا 81 آخرين في محيط قريتي رويحينة وبريقة في الجولان السوري.