ثقافة

تحت عنوان”دوري في بناء بلدي” ورشة الكتابة الإبداعية بدأت أمس وتختتم اليوم

تحت عنوان “دوري في بناء بلدي” بدأت صباح أمس ورشة الكتابة الإبداعية التي تقيمها وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب على مدار يومين في مركز ثقافي أبو رمانة بمشاركة مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-13 عاماً
وقد أكد أ.غسان كلاس مدير منشورات الطفل في تصريحه للبعث أن الورشة تهدف إلى بناء شخصية الطفل والوقوف على إمكانيات الإبداع عنده والسعي لتأهيلها وصقلها من خلال مجموعة من النشاطات تأتي من ضمنها هذه الورشة التي أتت تحت عنوان هام لأننا نريد لأطفالنا مزيداً من الوعي تجاه ما يحدث في بلدهم والتعبير عبر الكلمة عما يجيش في دواخلهم تجاه هذا البلد وعلاقتهم به، مبيناً أن وظيفة المشرفين على الورشة تقديم ملاحظات وتوجيه الأطفال حتى يصلوا إلى مرحلة من الكتابة المميزة.
في حين بيّنت أ.فلك حصرية إحدى المشرفات على هذه الورشة أنها لمست وجود إبداعات يجب أن يتم تبنيها واحتضانها لتأخذ طريقها في المجتمع، وهي متفائلة بأن عدداً كبيراً منهم سيكونون في يوم من الأيام أعضاء في اتحاد الكتّاب العرب، مؤكدة على ضرورة إيلاء الاهتمام الأكبر بأطفالنا لأنهم عدة المستقبل، وأن سورية ستبقى مزهرة بفضل هذا الجيل الذي يمتلك إمكانيات وطاقات كبيرة، مشيرة إلى أن الورشة تضم أطفالاً من شرائح متعددة تمثل المجتمع السوري وقد حاولت من خلال الاحتكاك معهم الوقوف على مواهبهم سواء في القصة أو الشعر أو المسرحية من خلال عنوان “دوري في بناء بلدي” وأسعدها أنها لمست مواهب ستؤتي أكلها في المستقبل وسيكون لها مواقع متقدمة في مجال الإبداع، وقد لفت انتباه حصرية من خلال كتابات الأطفال التأثر الكبير بما يحدث في سورية والمحبة الكبيرة التي يكنها هؤلاء الأطفال للوطن وللجيش العربي السوري، منوهة إلى أن أهمية هذه الورشة تنبع من متابعة هؤلاء الأطفال في مسيرتهم الكتابية، مبينة أن التواصل معهم أمر غاية في الأهمية، وهذا ما يجب أن يسعى إليه الجميع.
وبيّنت حصرية أن معايير اختيار النصوص المكرمة تقوم على مدى أهمية الأفكار المطروقة والطريقة الفنية التي تم التعامل معها ومستوى اللغة العربية المستخدمة من قبل كل طفل، خاصة وأن أخطاء باللغة العربية ليست بالقليلة يرتكبها هؤلاء الأطفال، وهذا ليس ذنبهم برأيها لأن المدرسة هنا هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى، وبالمقابل عبّرت عن إعجابها بالخيال الواسع الذي يتمتعون به رغم الظروف الصعبة التي نعيشها.
ولتنمية إبداع الطفل بشكل عام أشارت حصرية باعتبارها رئيسة فرع دمشق في اتحاد الكتّاب العرب أن الفرع يحاول في خطته الجديدة التركيز على عالم الطفل من خلال منشوراته والندوات والورشات المتعلقة بمواهبهم في جميع المجالات.
وختمت حصرية تصريحها للبعث مؤكدة على أن أطفالنا أطفال مبدعون والمستقبل لهم لأنهم يتمتعون بمستوى عالٍ من الوعي والإبداع ولا يحتاجون إلا لمن يمد يده لهم ليدلهم على الطريق الصحيح.
أما أ.صبحي سعيد وهو أحد المشرفين على الورشة فرأى أن أهمية الورشة تنبع من كونها نشاطاً موجهاً للطفل ونحن مع أي نشاط يكون الهدف منه الطفل مهما كان نوعه وتوجهه، فكيف إذا كان يصبّ في موضوع الأدب بصورة أساسية باعتباره يساهم مساهمة كبيرة وأساسية في بناء شخصية متكاملة للطفل، معترفاً بتقصير الجميع تجاه الطفل وهذا برأيه ليس أمراً جديداً مؤكداً أن مثل هذه النشاطات يجب ألا تكون موسمية بل مستمرة لأن الطفل كالنبتة بحاجة إلى الرعاية والاهتمام وإقامة النشاطات التي تملأ فراغه لا بما يلبي رغباته لأن ذلك خطأ كبير بل بما يصحح اتجاه هذه الرغبات. من هنا فإن غياب مثل هذه النشاطات يولد ثغرة كبيرة في حياته في حين أن استمرارها يجب أن يكون أمراً مدروساً يتم التأكيد فيه على قضايا هامة كتوطيد وتنمية علاقته بأرضه ولغته لتُفتح أمامه آفاق واسعة في الحياة ليعطيها ما تحتاجه ويكون كفؤاً لها لا مجرد رقم من الأرقام.
أما المعايير التي يتم وفقها اختيار النصوص الأدبية المتميزة لتكريمها أوضح سعيد أنها تستند إلى قدرة المشارك في التعبير عن الموضوع الذي اختاره وتلمّس مدى علاقته بالأدب بحيث لا تكون هذه العلاقة حيادية، منوهاً إلى أن عمر المشاركين 10-13 هي مرحلة حساسة ومهمة فمنها يخرج الطفل من مرحلة الطفولة باتجاه مرحلة الناشئة ومنها تتبلور شخصيته وتبدأ طموحاته تتخذ شكلاً مختلفاً.
هذا وكانت “البعث” قد التقت بعض المشاركين من الأطفال الذين أكدوا على أهمية هذه الورشة والاستفادة العظيمة التي تقدمها لهم من خلال ملاحظات المشرفين على كتاباتهم ليسلكوا الطريق الصحيح نحو عالم الأدب.
تختتم فعاليات الورشة بعد ظهر اليوم عند الساعة الرابعة باختيار مجموعة من الكتابات ليتم تكريم أصحابها في ختام ندوة أدب الأطفال وأثره في بناء الشخصية وتنمية الإبداع تشجيعاً للاستمرار في عالم الكتابة.

أمينة عباس