تتمات الاولىمحليات

عندما تعطي خباز “آلي المزة” خبزه.. وتأكل 25 ألف ربطة يومياً؟!

يشهد مخبز المزة الآلي هذه الأيام حركة تطوير وتحديث لأوجه العمل والإنتاج عبر تشكيل ما يمكن أن يكون ورشة إعادة تأهيل شاملة تغطي الفرن من بابه إلى محرابه إن كان على مستوى صناعة الرغيف أو فيما يخصّ تحسين المشهد العام من خدمات ونظافة وإعادة ترتيب.
ومع أن المخبز الذي مرت عقود على خدمته كان له دور في تأمين الخبز دون توقف لكافة القطاعات والشرائح، إلا أن تصميماً يبدو واضحاً في تحمل مسؤولية “إعطاء الخبز للخباز ولكن دون أن يأكل ولو كسرة منه”..  هنا يلمس المواطن تطوراً يظهر عند منافذ البيع المباشرة على صعيد نوعية الرغيف التي تحسّنت مؤخراً، والتعاطي الإداري لطاقم جديد من الباعة الذين يقدمون صورة مختلفة عن “القطاع العام”.
وكي لا نُتهم بالتناقض بين ما كتبناه مؤخراً حول المخبز ذاته وما نحن بصدده اليوم، فإن المصداقية والأمانة المهنية تقتضي الإشارة إلى التحول الذي لمسه الجميع من إدارة وعمال تعهدوا بالتغيير الذي لا يكلف سوى “مزيد من راحة الضمير الوظيفي” لمن يطعمون الناس لقمة الخبز الجيدة والطيبة؟.
وإذا كان الإنجاز الأهم للمخبز هو تشغيل خط الإنتاج الجديد بطاقة 15 طناً باليوم وبتكلفة 13 مليون ليرة وفرتها الوحدة الاقتصادية التابعة للمخابز الآلية التي جهزته خلال أقل من أربعة أشهر فقط، فإن صيانة وإعادة إعمار خطوط التبريد وعمليات التعبئة كانت الشغل الشاغل للعاملين في وقت كان لخدمة توليد الكهرباء وتوفير المازوت والماء وصيانة الحمامات والحدائق والشوارع والساحات والمستودعات نصيب من الاهتمام في محاولة لتغيير العمل والأداء النمطي والمترهل؟.
تقول إدارة المخبز إن ثمة عمليات “تدبير رأس” يتم اللجوء إليها لتفادي إشكالية توفر الطحين والخميرة وجودتهما خدمة للرغيف، كما أن النظام الداخلي لا يسمح ببيع الخبز مباشرة دون تعبئة، ومع ذلك تمّ تجاوز الأمر عبر ترك الربطة شبه مفتوحة وغير ملصًقة ليبردها المواطن على مناشر تم وضعها عند كوات البيع ويتأكد من “خبزاته”، حيث لدى المخبز إمكانية لإنتاج نحو 35 طناً يومياً بمعدل 25 ألف ربطة من الخطين القديم والجديد.

دمشق– البعث