الصفحة الاولىمن الاولى

53 عائلة تركية تنضم إلى تنظيم "داعش" خلال أسبوع واحد سورية: الدور التخريبي لحكومة "العدالة" بات مفضوحاً وجلياً

تستمر حكومة حزب العدالة والتنمية، والتي فتحت حدود وأبواب تركيا أمام الإرهابيين الأجانب للتسلل إلى سورية والقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية فيها، في حملتها الدعائية المضللة ضد سورية، بما في ذلك مزاعمها حول استخدام مواد كيميائية، رغم أن الوقائع أثبتت قيام عناصر من تنظيم القاعدة بتصنيع واختبار أسلحة كيميائية في مختبر يقع بمدينة غازي عنتاب التركية، تمهيداً لاستخدامها ضد المدنيين السوريين.
وصرح مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: لقد أصبح جلياً الدور التخريبي للحكومة التركية، سواء من خلال احتضان وتدريب وتسليح وتسهيل مرور الإرهابيين إلى سورية، وتزويدهم بالمواد الكيميائية، التي ما زال القضاء التركي يحقق فيها، أو شراء النفط السوري المسروق من قبل عصابات “داعش”، وكذلك تفكيك وسرقة المصانع السورية، بهدف ضرب البنية التحتية والتقدّم الذي حققته سورية في مجال التنمية.
وأوضح أن حكومة حزب العدالة والتنمية التي تقوم بتزوير مضامين تقارير لجان الأمم المتحدة، التي ما زالت تحقق في مزاعم استخدام غاز الكلور في سورية، تنتهك بهذه السياسات وبشكل سافر قرارات الشرعية الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، وآخرها القرار 2170، الأمر الذي يفقدها أي مصداقية عندما تتحدث عن الالتزام بالقانون والمواثيق الدولية.
وكانت الحكومة السورية وجهت مئات الرسائل والوثائق والصور وتسجيلات الفيديو، والتي تثبت قيام مجموعات إرهابية عديدة، “داعش” و”النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وغيرها، بنهب مقدرات الشعب السوري من خلال سرقة وتهريب النفط وبيعه عبر الحدود عن طريق سماسرة أتراك وأوربيين، لكن تمّ التعامل مع كل الوثائق بتجاهل متعمد وخفة سياسية مذهلة.
إلى ذلك كشف النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض آتيلا كارت أن 53 عائلة تركية على الأقل، بعضها يضم أطفالاً، تسللت عبر الحدود إلى سورية من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، خلال الأسبوع الماضي وحده، مشيراً إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا لم تتخذ إجراءات ملموسة وفعلية لوقف هذا التدفق، وأوضح كارت أن 16 شخصاً على الأقل من مدينة قونيا وحدها توجهوا إلى مركز لتجنيد الإرهابيين على الحدود التركية مع سورية، والتقوا هناك عائلات تركية أخرى وتمّ فيما بعد تهريبهم عبر الحدود على شكل مجموعات صغيرة.
وأشار إلى أن المعلومات التي تحدث عنها، ويؤكدها مسؤولون أمنيون، تستند إلى تصريحات أفراد من عائلات الأشخاص الـ 16، الذين توجهوا إلى مركز تجنيد الإرهابيين، ليتمّ فيما بعد نقلهم إلى داخل الأراضي السورية تحت مسمع ومرأى السلطات التركية.
وتأتي تصريحات كارت بعد نفي رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التقارير الكثيرة التي تؤكد تزايد أعداد المواطنين الأتراك الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، متذرعاً بأن عدد الأوروبيين الذين ينضمون إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق أكبر من عدد الأتراك.
من جهته دحض كارت ادعاءات رئيس الوزراء التركي، واتهم حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بتسهيل تدفق الإرهابيين، سواء الأتراك أو غيرهم من الجنسيات الأوروبية والأجنبية، إلى سورية من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، ولفت إلى أن مشاركة الأتراك في تنظيم “داعش” الإرهابي كبيرة جداً، ولا يمكن مقارنتها بدول أخرى، مبيناً أن التنظيم الإرهابي المذكور يقوم على الأرجح بتجنيد العائلات بهدف استخدامها كدروع بشرية.
وتؤكد عشرات التقارير الأمنية والإعلامية أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا وعدداً من ممالك ومشيخات الخليج والحكومات في المنطقة دأبوا على دعم التنظيمات الإرهابية المسلحة، وأصبحت هذه الدول حاضنة للإرهاب، مثل “داعش” و”جبهة النصرة” وأخواتهما وبعض قيادات الإخوان ومدها بالمال والسلاح تنفيذاً لإملاءات واشنطن باستهداف سورية، ما أدى إلى تمدد هذه التنظيمات الإرهابية وازديادها شراسة وتشكيلها خطراً على المنطقة والعالم.
وأشارت صحيفة أيدينليك التركية إلى تصاعد الجدل حول وجود إرهابيي تنظيم “داعش” في تركيا ونشاطاته، في ظل مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين لإعادة تشكيل المنطقة بذريعة مواجهته، منبهة إلى أن أبعاد الخطر تبدو أكبر مما هو ظاهر في ظل انكشاف تفاصيل الدعم الذي قدمته حكومة حزب العدالة والتنمية للتنظيمات التي تعمل على إسقاط الحكومة السورية ونشاطات المقاتلين المتطرفين الكثيفة في تركيا، وأوضحت أن ما يتمّ نشره في وسائل الإعلام التركية حول نشاط إرهابيي “داعش” في تركيا لا يشكل سوى غيض من فيض، لافتة إلى أن هذا التنظيم الإرهابي كان يواصل نشاطه تحت اسم “الجهاد” في تركيا قبل أن يعلن عن هويته بشكل رسمي.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في تلك الفترة، تجاهل التحذيرات الأمنية حول احتمال تحوّل هذه النشاطات إلى تكوين إرهابي، وقام وقتها بتوبيخهم قائلاً: “لا تحاولوا إلصاق تهمة الإرهاب بسياستنا الخارجية”!.
وحصلت الصحيفة على تفاصيل خطيرة حول نشاط إرهابيي “داعش” في تركيا، وقالت: إن الإرهابيين كانوا يجتمعون في إطار هيئات الإغاثة الإنسانية التابعة للجمعيات الإسلامية والأوقاف ومؤسسات الإغاثة الإنسانية المقامة حول المساجد المختلفة في اسطنبول وكونيا وشكلوا خلايا إرهابية من جهة، ودخلوا إلى سورية لمواصلة نشاطهم هناك من جهة أخرى، مؤكدة أن عملية تجنيد المقاتلين التابعين للتنظيمات الإرهابية أدت إلى تشكيل بنية اقتصادية عملاقة خلال العامين الماضيين، بينما دفعت المبالغ النقدية التي قدمتها قطر والسعودية ودول الخليج الأخرى للمتطرفين وهيئات الإغاثة والأوقاف الدينية المشاركة في هذه النشاطات الإرهابية.
وبيّنت الصحيفة أن التنظيمات الإرهابية التي تولّت مهمة جلب الإرهابيين من ليبيا والسودان وأفغانستان والصومال وباكستان وماليزيا وأندونيسيا ودول أوروبية مختلفة إلى تركيا وتأمين الإقامة المؤقتة لهم ونقلهم إلى سورية حصلت على ملايين الدولارات من وراء هذه الأعمال.
وكشفت مصادر أمنية واستخباراتية أن هذه العملية التجارية تمت ممارستها عبر الحقائب المليئة بالدولار دون استخدام الأنظمة المصرفية، مشيرة إلى أن عدم تهريب العملة الصعبة في مدن اسطنبول وأزمير وأنقرة واسكندرون في تلك الفترة يبرهن على تغاضي حكومة حزب العدالة والتنمية عن هذا الوضع، وأكدت أن الأجهزة الأمنية امتنعت عن إجراء التحقيقات ضد التنظيمات المتطرفة، حيث أمسك جهاز المخابرات التركي بزمام الأمور، وقالت: إن سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية الداعمة للمتطرفين أعاقت إجراء الأعمال حول عدد مقاتلي وموالي تنظيم “داعش” الإرهابي وخلاياه الإرهابية في تركيا، بينما تتوقع الأجهزة الأمنية أن عدد مقاتلي وموالي هذا التنظيم في تركيا يبلغ نصف عدد مقاتلي التنظيم حالياً.