الصفحة الاولىمن الاولى

"داعش" يفجّر مسجد الأربعين التاريخي والكنيسة الخضراء وسط تكريت القوات العراقية تطهّر نوفل وبابلان.. وتسيطر على معظم أنحاء الرمادي

يواصل تنظيم ما يُسمى بـ “دولة العراق والشام” الإرهابي مسلسل إجرامه باستهداف الأضرحة والأماكن المقدسة ودور العبادة الأثرية في العراق، حيث قام، أمس، بتفجير مزار ومسجد الأربعين التاريخي وسط مدينة تكريت، مظهراً بذلك من جديد حقيقة أفكاره ومعتقداته الظلامية القائمة على التكفير والقتل ورفض الاعتراف بالآخر.
وصرح مصدر محلي في محافظة صلاح الدين: إن التفجير الإرهابي، الذي تمّ بعدد من العبوات الناسفة والتي زرعت في محيطه، أسفر عن انهيار المزار بالكامل.
ويُعتبر مزار الأربعين أحد أهم المزارات التي يرقد فيها 40 صحابياً بعضهم ممن شاركوا بفتح مدينة تكريت سنة 16 للهجرة بقيادة الصحابي عبدالله بن العتم في زمن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب.
كما أقدم إرهابيو داعش على تفجير الكنيسة الخضراء أقدم  آثار المسيحيين في الشرق في مجمع القصور الرئاسية وسط تكريت بحسب مسؤولين.
وأقدم تنظيم “داعش”، في وقت سابق، على هدم مرقد النبي يونس وتفجير مرقد الإمام أبو العلى في الموصل، وقبل أيام فجر الإرهابيون قلعة تكريت، التي ولد فيها القائد الإسلامي الذي حرر بيت المقدس صلاح الدين الأيوبي.
وكان إرهابيو التنظيم المذكور أقدموا خلال الفترة الماضية على هدم وتفجير عدد من المساجد والمزارات الدينية في سورية والعراق وآخرها قيامهم بتفخيخ مبنى كنيسة شهداء الأرمن في حي الرشدية بمدينة دير الزور وتفجيره ما أدى إلى تدميره بالكامل الأحد الماضي، وذلك في إطار مواصلة هذا التنظيم الإرهابي اعتداءاته وجرائمه بحق المقدسات والرموز الدينية.
ميدانياً، تمكنت القوات المسلحة العراقية من تحقيق تقدم جديد على عصابات التنظيم الإرهابي داعش وأعلنت تطهير قريتي نوفل وبابلان شمال قضاء المقدادية بالكامل، وقضت على العشرات منهم ودمرت أوكارهم في مناطق متفرقة من صلاح الدين والأنبار، فيما صدت هجوماً إرهابياً على مصفاة بيجي النفطية.
وقال قائد شرطة محافظة ديالى الفريق الركن جميل الشمري: إن قوات من الشرطة والجيش مدعومة بالحشد الشعبي تتقدّم حالياً صوب سدة الصدور الإروائية لتطهيرها من داعش، لافتاً إلى أن فرق الهندسة أبطلت مفعول العديد من العبوات الناسفة على الطرق الرئيسة التي وضعها التنظيم بهدف إعاقة تقدم القوات الأمنية.
وأفاد مصدر أمني في ديالى بأن قوات أمنية مشتركة من الشرطة والجيش مدعومة بمقاتلين من الحشد الشعبي نجحت في اقتحام دفاعات تنظيم داعش في محيط قرى الجزيرة والتايه، فيما حذّر قائم مقام قضاء الخالص عدي الخدران من لجوء عناصر داعش إلى تفجير الجسور الرابطة بين المحافظة ومحافظة صلاح الدين، في إطار مخطط لضمان قطع الإمدادات على قاطع جنوبي تكريت، وقال: إن “داعش” يخطط لعزل مناطق الحاتمية والبوحسان والبوتفاح والكراغول.
وشهدت ديالى انسحاب عناصر تنظيم داعش من أربع قرى زراعية في المحيط الشرقي لناحية قره تبه، وبدأ بالانتقال إلى عمق تلال حمرين، بعد تضييق الخناق عليه، وقطع أغلب طرق الإمداد اللوجستي.
وفي محافظة صلاح الدين قال مصدر عسكري عراقي: إن سلاح الجو العراقي قتل في غارة جوية عشرة إرهابيين من داعش، موضحاً أن الطيران العراقي وجه ضربة جوية قرب معمل الطابوق شمال الضلوعية دمر خلالها جسر البوظاهر الذي يربط بين البوفراج وعزيز بلد.
وفي محافظة الأنبار، أكد رئيس مجلس إنقاذ المحافظة حميد الهايس سيطرة القوات الأمنية على معظم أنحاء مدينة الرمادي، باستثناء بعض الجيوب، حيث قتل عشرات المسلحين، فيما يحشد قواته استعداداً لعملية واسعة وحاسمة ضد مسلحي جماعة القاعدة في مدينة الفلوجة بالتعاون مع العشائر.
وفي محافظة بابل، كشف مصدر أمني في المحافظة عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ناحية جرف الصخر شمالي المحافظة، فيما أشار إلى أن وزارة الدفاع عززت قيادة عمليات بابل بعجلات مدرعة تمهيداً لشن المرحلة الثانية من الهجوم على مركز الناحية وتطهيرها من داعش.
في الأثناء، أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أهمية دور إيران في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، مبيناً أن حضور إيران ووجودها الفاعل في المحاولات الإقليمية لضرب التنظيم الإرهابي أمر ضروري لأنه لا يمكن عزلها ولا يمكن للعراق أن يستغني عنها، فيما انتقد رئيس الوزراء حيدر العبادي الولايات المتحدة الأميركية لعدم التنسيق مع القوات الأمنية العراقية في تنفيذ ضرباتها الجوية على مواقع داعش الإرهابية.