ثقافة

“مونودراما” .. “مونو وطن”

ندى محمود القيم <

جاءت كلمة المونودراما من كلمتين يونانيتين هما Mono وتعني (وحيد) وDrama  وتعني (الفعل) وهي اصطلاحاً مسرحية الممثل الواحد، بمعنى أن يقوم بتشخيص المسرحية ممثل واحد فقط، وهو المسؤول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها بالتزامن مع العناصر الأخرى من إضاءة ومؤثرات صوتية ..الخ
والممثل في المونودراما هو البطل الوحيد، وهو وحده الذي يحمل عبء المسرحية، فهو الذي يسرد حكايتها، وهو الذي يواجه الصراعات وصولاً إلى الذروة المفترضة في المسرح، وحده من يواجه التحدي في مواجهته للجمهور، ووحده من يوصل رسالة المسرحية للجمهور عبر (الكلام، الإيماء، حركة الجسد، الصمت، الانفعال الداخلي.. إلخ)
هذه المسؤولية تحتاج لممثل يملك قدرات أدائية عالية، وقدرة على ضبط إيقاع العرض، فالمونودراما لاتحتمل أنصاف ممثلين، فإما أن يكون ممثلاً متميزاً هو من يقدمها، أو يسقط العرض في الرتابة والفشل.
إذاً هو سيد الخشبة و هو من يبت ويحكم في نجاح اللعبة المسرحية.
تذكرني المونودراما بـ (سورية) لأنها “المونو وطن” الوطن الوحيد على خشبة الصمود والمقاومة، الثابت الذي لا يهتز ولا يخضع، السيد الذي يدير اللعبة ويتحمل خطورتها وعبء نتائجها ويواجه تحدياتها بكل قوة، لأنه وطن للرجال، وأما أشباه الرجال فلا مكان لهم فيه.
هو الوحيد لأنه الصدوق الذي لم يجد عوناً ولا صديقاً إلا من البعض الذين لا يفسدون للود قضية مع أنهم لب القضية.
سورية.. المونو وطن، لقد أديت دورك ببطولة وما نهاية لعبتك إلا النجاح والعز، ستقفين يوماً، وبدون أدنى شك هو يوم قريب جداً، وأنت مكللة بالنصر ليصفق العالم أجمع.