اقتصادتتمات الاولى

ربط التعليم بسوق العمل في عهدة مزيج من جهات حكومية وأهلية اتفاقية وحاضنة لطلاب كلية السياحة لاستخلاص أفكارهم الريادية وترجمتها لمشاريع صغيرة

خمس جهات بين حكومية وأهلية أبدت رغبتها أمس بربط مخرجات التعليم بسوق العمل، ورفده بكوادر وطنية من شأنها المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني عبر دعم روّاد الأعمال من الشباب بتأسيس مشاريعهم الصغيرة القابلة للتطوير والتحديث لاحقاً، وهذه الجهات هي وزارة التعليم العالي ممثلة بجامعة دمشق، ووزارة السياحة، والهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات، وغرفة تجارة دمشق، واتحاد غرف السياحة.

تعريف بالمهارات
وفي التفاصيل وقّعت أمس جامعة دمشق/كلية السياحة ممثلة برئيس الجامعة الدكتور محمد حسان الكردي اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة للتشغيل ممثلة بمديرها العام مجاهد عبد الله، لتدريب طلاب وخريجي كلية السياحة لتطوير مهاراتهم الإدارية، وتعزيز ريادة الأعمال لديهم، من خلال برامج ريادة الأعمال وبرامج مركز الإرشاد الوظيفي المعتمدة في الهيئة، وتنظيم لقاءات توظيفية وجلسات عمل بين أصحاب المنشآت السياحية وطلاب كلية السياحة وخريجيها للتعريف بالمهارات والمؤهلات المطلوبة في سوق العمل وبفرص العمل الشاغرة في هذا المجال، وإنجاح مهام وأهداف حاضنة الأعمال في كلية السياحة، وإحداث وحدة إرشاد وظيفي في كلية السياحة.

قصة نجاح
كما افتتح وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر مارديني أمس حاضنة الأعمال السياحية وذلك بالتعاون بين جامعة دمشق وغرفة تجارة دمشق، واعتبر مارديني أن هذه التجربة ناجحة بامتياز لأن التشاركية هي عنوانها، واعداً عبر تصريح خاص لـ”البعث” بالعمل على تعميمها على جميع الجامعات السورية، على اعتبار أنها قصة نجاح أولاً، وقادرة على ردم الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل ثانياً، مضيفاً: إن الدعم الذي ستقدّمه الوزارة لهذه الحاضنة سيكون عبر الإشراف والتوجيه وتفعيل مشعرات التنفيذ، بينما الدعم اللوجستي والمادي سيكون من خلال المؤسسات المعنية بالشراكة مع جامعة دمشق.

تحليل
مدير عام هيئة التشغيل مجاهد عبد الله أوضح لـ”البعث” أنه بموجب الاتفاقية، وعبر الوحدة التي سيتم إنشاؤها في الحاضنة ستقدم الهيئة خدمات الإرشاد الوظيفي متضمنة تحليل الاحتياجات التدريبية، والسمات والرغبات والمقدرات للطلاب والخريجين في كلية السياحة، بغية مساعدتهم على تحديد وتحليل مسارهم المهني والحياتي، ومن ثم تقديم خدمات التدريب المبنية على الطلب، أي وفق احتياجات فرص العمل المتوفرة في سوق العمل، ووفق ما تتطلبه مؤسسات ومنشآت القطاع الخاص وغيرها، ليتمكن الطالب بالتالي من الحصول على فرصة العمل اللائقة، وصولاً إلى خدمات دعم وتشجيع ريادة الأعمال للطلاب والخريجين الراغبين بإنشاء مشروعاتهم الصغيرة الخاصة بهم ومساعدتهم على تطويرها.
وأشار عبد الله إلى أن هذه التجربة ليست الأولى لتقديم الخدمات لطلاب جامعة دمشق لكن هي المأسسة الأولى لهذه العملية، إذ إن هناك –على سبيل المثال- برنامج تعاون مع وزارة الزراعة لربط الطلاب مع المنشآت العاملة في مجال الزراعة والتصنيع الغذائي، لافتاً إلى أن الهيئة ستتوسّع من خلال هذه الحاضنة وتوقيع الاتفاقية ليشمل البرنامج جميع الكليات والمعاهد.

تكرار
رئيس غرفة تجارة دمشق محمد غسان القلاع بيّن لـ”البعث” أن الغرفة بصدد تكرار هذه التجربة مع كلية الاقتصاد في جامعة دمشق وتوقيع اتفاقية معها، بهدف جذب الخريجين إلى سوق العمل ليتعرفوا على مستقبلهم وما ينتظرهم في سوق العمل من اختصاصات (مصارف – إدارة – متاجرة – دراسات جدوى اقتصادية)، مشيراً إلى أن التوجه ما زال في بداياته، وسيكون هناك تمازج أكبر وأقوى بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.

مركز أعمال
عميدة كلية السياحة ريم رمضان بيّنت لـ”البعث” أن الحاضنة عبارة عن مركز أعمال صغير يحتضن الطلاب الخريجين الذين لديهم أفكار ريادية جديدة لإنشاء مشاريع صغيرة، وخاصة ممن لا يمتلكون التمويل اللازم، حيث يتم دعمهم وتقديم المكان المناسب بإشراف الكلية، وفي الوقت نفسه يتم تأمين فرصة عمل لمن لا يرغب بتأسيس مشروع صغير عن طريق هيئة التشغيل وصلتها بسوق العمل.
دمشق – حسن النابلسي