اقتصاد

نقطة ساخنة البذور المجانية.. للأرض الطيبة فقط

هي دعوة نطلقها عطفاً على دعوة اتحاد المصدّرين الإخوة الصناعيين الذين تتوفر لديهم مساحات في مصانعهم يمكن زراعتها ببذور قمح مجانية إلى التواصل مع الاتحاد.
دعوة بقدر ما تعكسه من إحساس إنساني ووطني عال ونبيل، يتوجب تلقفها بعظيم المسؤولية والصدق كيلا نكون مثل الذي ينثر بُرّه على الأرض الصخرية.
وهنا نذكر –من باب تبيان التحدّي الذي يواجهه أمننا الغذائي نتيجة للحرب الإرهابية التي تريد إخضاع العنفوان السوري وسيادة قراره الحرّ– بأن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وما ألقته المأساة الثقيلة، لجأت إلى زراعة حدائقها بالخضروات وغيرها.
واليوم ومع كل هذه الحرب العالمية علينا، نحن مدعوّون للاستفادة واستغلال أي جدول مهما كان بسيطاً، يصبّ في نهر صمودنا الأسطوري.
إن حبة حنطة واحدة تعني سنبلة خلال أربعين يوماً، وسنبلة واحدة تعني مئات السنابل في الأربعين الثانية، متوالية غلال وافرة إذا ما كنّا أرضاً طيّبة لها.
حبّة.. احتضانها يعني احتضان بعضنا بعضنا الآخر، وتوفيرها ونماء خيرها هو توفير لكل قرش في هذه الظروف الأليمة القاسية.
شكراً لاتحاد المصدّرين السوري وشكراً لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء، شكراً كريماً لا ينكره إلاّ لئيم جاحد، فحملتكم المباركة هي وقفة متلازمة لمواقف دولتنا وحكومتنا، اللتين تجهدان لتأمين كل متطلبات المواطن واحتياجاته المعيشية اليومية، بالقدر الذي تحاولان فيه ما استطاعتا الحدّ من منعكسات وآثار ما تتخذه الحكومة من قرارات زيادة على الأسعار هنا والدعم هناك، وتحمّل ما يُقال ويُفعل.
عشرة ملايين متر مربع تساوي عشرة آلاف دونم، تنتظر أيادي خيِّرة خضراء يتوقف على طيبتها وطيبة أرضها، مصير الملايين من الأفواه.
بذار، ولتسمحوا لنا بنعتها بالبذار الطيبة لا المجانية، إبعاداً لها عن الحسابات المادية، وخاصة أنها ستقدّم لأصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة بمساحة 250 متراً مربعاً، ولأجل هدف سامٍ ونبيل هو دعم الأمن الغذائي لمواطننا والمساهمة في دعم مداخيل العائلات، وما يؤمّل من وراء هذا من انخفاض للأسعار في الأسواق وتمكين الشركات والمزارعين في الحقول الكبيرة من التفرغ إلى التصدير بعد تحقيق الاكتفاء للأسواق.
بشائر البذور الطيّبة بدأت في أكثر من منطقة، وبانتظار بيادرها يبقى الرهان على الأرض الطيّبة، والأمل بالإنسان السوري.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com