الصفحة الاولىمن الاولى

بروجردي يتهم واشنطن بدعم "داعش": "التحالف ضد الإرهاب" استعراض سياسي لافروف: التنظيمات الإرهابية ما كانت تستطيع القيام بجرائمها دون دعم خارجي

لم يضف نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن شيئاً جديداً عندما أقرّ بدعم حلفاء بلاده في الخليج وتركيا للتنظيمات الإرهابية، ويمكن القول: إن بايدن كان ينقصه الجرأة للاعتراف بمسؤولية نظامه السياسي والاستخباري عن نشوء وتمدد هذه التنظيمات الإرهابية، منذ إنشاء الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة في أفغانستان في سبعينيات القرن الماضي، وتدخّلها في العراق لاحقاً، بعد لعبة “11 أيلول”، ودعمها لهذه التنظيمات في أعقاب الأزمة السورية، تحت مسمى “المعارضة المعتدلة”، ومستودعات الأسلحة في ريف حلب الشمالي مثلاً، المليئة بـ”المساعدات الأمريكية” والتي سيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي فيما بعد، إحدى الشواهد الكثيرة والخطيرة على مدى الدعم الأمريكي للإرهابيين في سورية، تحت شعارات واهية.
وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنظيمات “داعش والقاعدة والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة” الإرهابية، ما كانت تستطيع القيام بجرائمها دون الدعم الخارجي، وجاء ذلك في معرض تعليق الوزير الروسي على تصريح بايدن، الذي اعترف فيه بأن بعض حلفاء الولايات المتحدة موّلوا تنظيمات إرهابية في سورية.
وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي إيريكي توامي أويا أن “بلاده تعمل مع شركائها بما في ذلك في مجلس الأمن الدولي على إغلاق قنوات التمويل والدعم المادي لهذه التنظيمات الإرهابية”، مذكراً بالقرار 2170 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، ودعا فيه إلى الامتناع عن دعم وتمويل وتسليح إرهابيي تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، ومنع تدفق الإرهابيين إلى سورية والعراق.
إلى ذلك، أكد علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أن الولايات المتحدة دعمت تنظيم “داعش” الإرهابي على مدى سنوات عبر توظيف إمكانيات حلفائها الإقليميين في هذا السياق، وقال خلال لقائه في العاصمة الإكوادورية وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينيو: إن الإجراء الأمريكي لإيجاد تحالف دولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي يعد استعراضاً سياسياً تجاه الرأي العام، بعد ذبح الصحفيين الأمريكيين من قبل التنظيم، واستهداف البنى التحتية في سورية”.
وشدد على أن إيران عازمة جدياً على مكافحة الإرهاب في المنطقة، وأن السبيل الذي اختارته لهذا الأمر أكثر تأثيراً بكثير من السبل التي اختارها الآخرون.
وسخر بروجردي من التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة من دول كانت تدعم التنظيمات الإرهابية مالياً وتسليحياً، وتساءل: كيف يمكن أن تصبح أمريكا مناهضة لـ “داعش” بين ليلة وضحاها وهي التي قدّمت وحلفاؤها الدعم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية.
من جانبه أكد وزير خارجية الإكوادور دعم بلاده الكامل والقوي لسورية في مواجهتها للتنظيمات الإرهابية، والأزمة التي فرضها الآخرون عليها.
وفي لقاء مع رئيسة البرلمان الإكوادوري غابريلا ريبادنيرا نوّه بروجردي بمواقف الإكوادور المبدئية بشأن القضية الفلسطينية والأزمة التي تمر بها سورية، مبيناً أن سياسة إيران الخارجية مبنية على تعزيز التعاون مع دول أمريكا اللاتينية.
وقال بروجردي: إن مواقف البلدين تجاه فلسطين والأزمة التي تمر بها سورية ومعارضة التدخلات الأجنبية في هذه المنطقة الحساسة تعد من النقاط المشتركة للبلدين في مجال السياسة الخارجية.
يذكر أن بروجردي أكد في تصريح له الشهر الماضي، رداً على طلب أمريكا من إيران المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، أن هدف الإدارة الأمريكية من تشكيل هذا التحالف الحفاظ على التنظيم الإرهابي وليس القضاء عليه، قائلاً: إن إيران لا تثق بمقترحات أمريكا لأن تنظيم “داعش” الإرهابي صنيعتها.
وفي السياق، أكدت العديد من الصحف الإيرانية أن فشل مخططات عرابي الإرهاب في المنطقة يدفع بخلافاتهم للظهور ويدفعهم لارتكاب حماقات ستكون لها نتائج خطرة على أمن واستقرار دول هذه المنطقة، وقالت صحيفة جمهوري إسلامي: إن تصريحات بايدن حول كيفية تشكيل تنظيم داعش الإرهابي والأهداف الخفية التي يقوم بتنفيذها تعتبر أهم من آلاف الوثائق السرية، مذكرة بأن المسؤولين في سورية وإيران كانوا كشفوا الأهداف الخبيثة لعرابي التنظيمات الإرهابية مراراً وتكراراً في السابق.
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من أن أمريكا هي المنفذة للمؤامرة الفاشلة إلّا أنها غرقت في المستنقع، وهي تسعى حالياً للتقليل من دورها في الأزمة، التي تمر بها سورية والعراق، عبر إطلاق تصريحات توحي بأنها غير متورطة في ذلك، مبينة أن ما تمّ فضحه هو كذب ونفاق قادة تحالف كانوا يطلقون على أنفسهم “قادة محاربة الإرهاب” بينما هم لم يبخلوا بتقديم أي مساعدة للتنظيمات الإرهابية من خلال تشكيلهم مجموعة ما يُسمى “أصدقاء سورية”، وشددت على أن هؤلاء الذي يدعون اليوم محاربة تنظيم داعش الإرهابي ما زالوا يعقدون لقاءات سرية مع متزعمي هذا التنظيم ويقدمون كل أشكال الدعم المالي والتسليحي للتنظيمات الإرهابية، التي تحارب الحكومة الشرعية في سورية، مؤكدة أن العالم أدرك هذه الحقيقة، وهي أن داعش ومحاربة الإرهاب ليست إلّا ذريعة للتدخل في الشؤون السورية والعراقية، بينما الأولى هو امتناع الدول التي دعمت وتدعم هذا التنظيم الإرهابي مالياً وتسليحياً وإعلامياً ولوجستياً عن تقديم هذا الدعم.
وقالت صحيفة فرهيختكان: إن النتيجة المتصوّرة للسياسات المطروحة من قبل أوباما في شأن محاربة تنظيم داعش هي عدم تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب، وهذا ما يدل على المعنى الحقيقي لهذه الحرب الأمريكية الحمقاء.
وحذرت صحيفة حمايت من المحاولات الأميركية لنشر أفكار تتعلق بالإسلام بما يخدم مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي في المنطقة، وأضافت: إن من نماذج الإسلام الأميركي نظام آل سعود، الذي تحوّل إلى أداة تنفيذية بيد أميركا والصهاينة في المنطقة، الأمر الذي ساهم في ظهور تنظيمات إرهابية تكفيرية تعبث بأمنها واستقرارها.