محليات

خاطرة حراجية

لست في معرض تبيان أهمية الأشجار لفوائدها التي لا حصر لها.
هنا أودّ الإشارة إلى الأشجار المعمّرة التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين.
الشجرة إذاً حضارة وعراقة وتاريخ إلى الحدّ الذي نشبّه به إنساناً حضارياً خبيراً وعريقاً بالسنديانة العتيقة.
في قريتي وجوارها المئات من هذه الأشجار، وكي نربّي سنديانة لتصبح عتيقة تمرّ أجيال تتوارث العناية بها ليقال إن عمرها مئات السنين ولتمثل الخير بكل معانيه.
ماذا يحدث الآن؟
اعتاد مواطننا حدّاً أدنى من الدفء وهو حاجة لا غنى عنها، هو بحاجة إلى مصدر للتدفئة مهما كان هذا المصدر.
مواطننا في قريتي وجوارها وبعيداً عنها لا يملك المال الكافي لشراء الوقود إن وجد.
يذهب إلى الغابات القريبة ليحتطب.
يقطع في طريقه الأشجار صغيرة كانت أم كبيرة وليس لديه خيار آخر، يتسابق الناس قبل موسم البرد لتخزين بعض ما يجدونه من أشجار وشجيرات.
تبيع الحكومة للمواطن في قريتي وجوارها من المناطق الباردة كمية من المازوت قدرها خمسون لتراً.
هذه الكمية إن وجدت فهي تكفي لخمسة أيام، فماذا يفعل المواطن في الأيام الخمسة والعشرين الباقية من الشهر؟.
يحتطب.
ماذا ستكون النتيجة؟
اختفاء الغابات خلال خمس سنوات في منطقة القدموس وجوارها وما يشبهها، والآن وفي ضوء الواقع المؤلم ما هو الحل؟.
إذا رفعنا سعر ربطة الخبز عشر ليرات والطحين مادة استراتيجية ومستوردة، واستوردنا بقيم ما نوفره مازوتاً وخصّصنا لكل أسرة ما يكفيها من المازوت بسعر معقول، أو نقدّم لكل أسرة مبلغاً من المال لشرائه بالسعر المستورد، ألا نكون قد حمينا غاباتنا وأمّنا حاجة مواطننا واحترمنا مادة الخبز قليلاً، لأن منع قطع الأشجار دون معالجة المشكلة لا معنى له بل غير ممكن.

المهندس – سعد أحمد
أمين سر نقابة المهندسين