ثقافة

الأمل والتفاؤل هما من يحكمان

في زمن الحروب والدماء ربما كان الأمل والحلم بالغد الأفضل هو الهاجس لدى كل إنسان في هذا الوطن وربما كان الأديب الأقدر على رسم ملامح هذا الأمل والتعبير عنه. هذا ما لمسه كل من حضر الأمسية الأدبية التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب حيث اختار بعض المشاركين الرمزية كوسيلة للتعبير، في حين آثر آخرون المزاوجة بين المباشرة والرمز كما اعتمد البعض اللغة الشعرية بما فيها من جماليه وشفافية كلغة للقص  لكن المشترك بينهم أنهم جميعاً من خلال ما قدموه كانوا مؤمنين بأن الغد سيكون أفضل، وأننا فعلاً محكومون بالأمل الذي إن اقتنعنا به أصبح حقيقة. وبعد الاستماع للنصوص كان لابد من وقفة مع كل مشارك للوقوف عند الرسالة التي أراد أن يوصلها:
يقول القاص أيمن الحسن عن قصته “وعاد خليل” أردت أن أقول أن الإنسان ابن الوطن وأنه مهما ابتعد عن وطنه لابد أن يعود. من هنا جاء العنوان “وعاد خليل” فهذا الرجل الذي عاش في قريته ظروفاً قاسية صعبة خصوصاً ظلمه من قبل خاله رغم أنه يتيم لكن مع ابتعاد خليل وبالرغم من النجاحات والانجازات التي حققها بعيداً عن الوطن حيث أصبح رجل أعمال إلا أن هناك نداء داخلياً مستمراً هو نداء الوطن بقي يلح عليه ليعود إلى قريته مهما كلف الأمر لذلك عندما ذهب إلى الطبيب إثر إحساسه بألم في قلبه أخبره الطبيب أنه لا يشكو من مرض جسدي وأنه يعاني من الحنين للوطن، ولابد له من العودة، وفعلاً بعد عودته رغم الظروف القاسية شعر بأنه امتلك كل شيء وأنه كالطائر الذي عاد إلى عشه بعد طول غياب.
أما القاصة ديمه داوودي والتي قدمت قصة بعنوان “الجنية الدمشقية” فتقول أحببت من خلال قصة حب صغيرة أن أقدم  لمحة عن أننا نحب الحياة وأن الإنسان السوري بالتحديد مهما كان يعاني من مصاعب ورغم العذاب والأنين الذي أصاب كل شيء حتى الحجر،  لديه الوقت ليفكر بالغد، ولديه القدرة على استخلاص هذا الأمل والعيش من خلاله، وأنه قادر على نقله لأبنائه فنحن يجب أن نعيش ونكمل ونبقى أقوياء مهما حدث.
بدوره يؤكد القاص حسين الرفاعي أن قصته جزيرة من ورق تتحدث عن الملوك والرؤساء الذين يملون الحكم ويهربون إلى هذه الجزيرة الورقية  ليجدوا فيها السكينة بعيداً عن الصراع على المناصب ويعيشون فيها بأمان ويروي كل منهم قصته والعبرة التي أراد الوصول إليها أنهم جميعاً قبلوا بالحياة البسيطة الورقية لأن الإنسان في النهاية شبيه بالورق الذي ينتهي كأوراق الخريف.
وحملت القصة التي قدمها القاص علي أحمد العبد الله عنوان “نهاية سعيدة” والتي تقول كما يؤكد أننا يجب أن نبحث عن نهاية سعيدة لهذا البلد الذي أكلنا من قمحه وشربنا من مائه وتعلمنا في مدارسه، لذا يجب أن نسعى لتخطي الأزمة التي أصبحت فيها الدماء على الطرقات شيئاً مألوفاً وأصبح فيها الطفل يتحدث عن الرصاصة والقذيفة كما يتحدث عن لعبته أو دفتر رسومه وهذه المشاهد المؤلمة لايمكننا الخلاص منها إلا بالعودة للوطن، سورية الحضن الدافئ.

جلال نديم صالح