اقتصاد

نقطة ساخنة الزيادات المركبة = الفوائد المركبة..؟!

سلَّمنا وآمنّا.. أن لا مردّ لقرارات الزيادة المتوالية على عدد من المواد والخدمات..
لكن لا بد مما هو بد، وأقلّه أن يعلم ويدرك أصحاب القرار، أن تلك الزيادات ليست بسيطة، بل إنها مركبة.
وعلى عكس ما يعتقده بعضهم، من أن تلك الزيادات لن يكون لها ذلك الأثر على أصحاب الدخل المحدود، كما أعلن..؟!.
حقيقة لا ندري كيف خلص من ينفي التأثير والتأثر إلى تلك النتيجة،  وعلى ماذا تمّ الاستناد والاعتماد في الحكم بذلك، أو وفق أي معادلة حسابية استطاع أن يجعل من مجاهيلها وقائع معلومة مؤلمة.
زيادة يا سادة ومركبة أيضاً، وإليكم البيّنة..
على سبيل المثال كان السعر ما قبل الأخير لليتر المازوت 60 ليرة وهذا غير الذي يزيده الموزع عليه، أي إن ما كان ما يدفعه المواطن لقاء مئتي ليتر، 12 ألف ليرة سورية فقط ولمرة يتيمة، بينما بعد الزيادة، التي نرجو وكما يقول المثل الشعبي “تنذكر وما تنعاد”، فسيدفع 16 ألف ليرة سورية، ما فارقه 4 آلاف ليرة، ولن ننسى الإضافة (التي سندفعها ونحن نضحك) والبالغة ما بين 500 و1000 ليرة.
نتابع بيّنتنا.. لنقول: لو وقف الأمر عند هذا الحدّ لكانت هانت لكن هيهات، فالمواطن سيدفع ومن جيبه أيضاً وبشكل يومي ومستمر، للزيادات الأخرى التي طالت كل مادة أو سلعة أو خدمة تعتمد على الديزل في إنتاجها أو تقديمها، سيحمّلها كل من صاحب السرفيس والصناعي والمزارع وحتى التاجر، كاملة للمواطن وتحت عذر زيادة التكاليف، غير المستطاع هو الآخر أيضاً تجاه شيء..
بمعنى كتلة مالية -قلت أم كبرت- فوق الـ 4 -5 آلاف ليرة سورية..
وزيادة في الإيضاح ننتقل لمثال آخر دعما لبيّنتنا، ففاتورة المياه التي شملتها الزيادة أيضاً، والتي تصل نسبة الزيادة على أمتار الشريحة الأولى، المقسمة بدورها إلى ثلاث شرائح، تبدأ من 1 م3 وتنتهي عند 25 م3،  تصل إلى 500%، لن يدفعها المشترك فقط، وإنما سيدفع فوقها الزيادة في الرسوم والضرائب التي تحسب (نسبة وتناسباً) مع قيمة الفاتورة،  التي ستزداد أيضاً، كما سيدفع المواطن الزيادة التي سيحملها “شريك الماء” لمنتجاته.
لسنا ضد المبدأ في فرض الزيادة رغم كل الظروف المالية والمعاشية وتراجع الدخل التي يعانيها السوري، وما سيكون لها من تداعيات خانقة، لكن ما نود التأكيد عليه ختاماً هو: أن يأخذ صانعو القرار بكثير من الاحتساب والحسبان، أنه ومثلما بيَّنا أن الزيادة مركبة فهذا يضعهم أمام مسؤولية أن تكون الفائدة كذلك، أي مركبة، ففي ذلك كل العبرة والاعتبار.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com