محليات

المخطط الذي لم يبصر النور منذ (6) سنوات تطويه الوعود المتكررة؟!

طوى النسيان أهم مشروع، هو المخطط التنظيمي لمدينة اللاذقية، لكثرة الوعود التي أُعطيت والمواعيد التي حُدّدت لتصويبه وتعديله وتدارك ثغراته، وذلك منذ عام (2008) عندما تمّ الإعلان عن صدوره إيذاناً بتصديقه الذي لم يبصر النور لأن ما يقارب (12) ألف اعتراض من المتضررين حالت دون ذلك، وعلى مدى أكثر من (6) سنوات ووعود التصويب والتعديل تتوالى من مجلس المدينة والمحافظة ووزارة الإدارة المحلية، لكن ساكناً لم يتحرك وتصويباً لم يتحقّق وتصديقاً لم ينجز حتى تاريخه، ولاتزال مدينة اللاذقية بلا مخطط تنظيمها رغم أنه يعدّ بكل المقاييس والمعايير أهم مشروع حيوي تخطيطي يمكّن المدينة من تحديد مسارات توسعها وتنميتها على قاعدة بيانية واضحة المعالم والإحداثيات.
أكثر من ذلك فإن هذا المخطط المتعثر لم يعد في واجهة الاهتمام مع تقادم السنوات، ربما لأن أبناء المدينة ملّوه من كثرة ما طالبوا به، وبذلك لم يعد مجدياً طرح المشكلة لمجرد الطرح بوجود مبررات تتكرر بأوجه مختلفة تستند في معظمها إلى تقصير متراكم زمنياً عمره أكثر من (10) سنوات اعتراها خلل في دراسة المخطط على حساب الأفق المستقبلي له الذي يغطّي بحسب الدراسات الصحيحة المفترضة جوانب التوسع المستقبلي للمدينة لمدة لا تقل عن عقدين من الزمن، إلا أن التعاطي مع مشروع تخطيطي إستراتيجي كهذا لم يكن بمستوى أهميته وحساسيته ووظيفته التنموية والعمرانية والبيئية، ما تسبّب بحرمان المدينة من مثل هكذا مشروع تمّ إنفاق الكثير من التكاليف والإمكانات والموارد البشرية والمادية لإنجازه دون أن تحصل مدينة اللاذقية على مشروعها الأهم الذي انتظرته سنوات عديدة ولا تزال تنتظر إلى أمد غير معروف، لتبقى اللاذقية بلا بوصلة تخطيطية أحوج ما تكون إليها لمعالجة مشكلات السكن وقضم الأراضي الزراعية وتخفيف الضغط والازدحام عنها، وغيرها من قضايا ومشروعات تنموية واقتصادية وبيئية وتخطيطية كثيرة ومتشعبة.
اللاذقية- مروان حويجة