اقتصاد

نقطة ساخنة مباركة وتعويل

بداية… نبارك لأعضاء مجلس إدارة غرف الصناعة السورية الجدد فوزهم بالانتخابات الأخيرة، متمنين لهم التوفيق بمسؤولياتهم ومهامهم التي نجزم بصعوبتها وبعدم استحالتها في الوقت ذاته، والمتمثلة بانتشال صناعتنا الوطنية من جحيم الأزمة التي شارفت على الأربع سنوات.
ما نودّ أن نسوقه في هذه العجالة أنه على الرغم من السجالات التي شهدتها انتخابات الغرف وخاصة “دمشق وريفها”، إلا أنها خرجت بقوائم فسيفسائية، يعوّل عليها بإنعاش الصناعة والبدء بمرحلة إعادة الإعمار بالتشارك مع الحكومة، ولعل سرّ تعويلنا على الأعضاء الجدد يكمن في أنهم استمروا بالعمل خلال فترة الأزمة ولم يغادروا البلاد في ظل الصعوبات التي لم تعُد تخفى على أحد.
لاشك أن واقع الصناعة الحالي يملي على الأعضاء الجدد أولويات لابد من البدء بها، وفي مقدّمتها التركيز على المناطق الصناعية الآمنة، وتلبية احتياجات الصناعيين ولاسيما المتعلقة بحوامل الطاقة، والوقوف على مشكلاتهم والإسراع في عملية تأهيل مصانعهم عبر تواصل أعضاء الغرفة المباشر مع الصناعيين وخاصة أن معظمهم تضررت منشآتهم، وبالتالي هم على دراية ومعرفة كاملة بمشكلاتهم وهمومهم، ونقل هذه المشكلات إلى الحكومة لإيصال صوت الصناعيين إليها بغية تسهيل وتذليل العقبات أمامهم.
وعلينا ألا نغفل أنه لضمان الإسراع بعملية إنعاش صناعتنا، لا بد من تذكير كل من اتحاد الغرف والحكومة بضرورة التركيز على المشروعات الصناعية الصغيرة والمتناهية الصغر بالدرجة الأولى، والمتوسطة بالدرجة الثانية، ووضع استراتيجية وطنية خاصة بهذا النوع من المشاريع تتواءم مع متطلبات المرحلة، على اعتبار أنها (أي المشاريع) بمنزلة الشرايين الفعلية لنظيراتها الكبيرة، وبالتالي هذا يستدعي بالضرورة تفعيل القروض الصغيرة والمتوسطة.
نعتقد أنه لتحقيق ما سبق يتحتم على المعنيين بالشأن الصناعي الحكومي إعطاء زخم استثنائي للمصرف الصناعي، كي يضطلع بمهمة الإقراض بضمان المشاريع المستفيدة، فالمرحلة الحالية أحوج ما تكون إلى تكاتف الجهود وتضافرها، لا أن يغنّي كل طرف على ليلاه.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com