ثقافة

“حارة المشرقة” خليط من مجتمع قائم بذاته

منذ أيام قليلة بدأت كاميرا ناجي طعمة بالدوران لتصوير أحد أعمال موسم 2015 الذي يحمل عنوان “حارة المشرقة” وهو من تأليف أيمن الدقر وإنتاج “المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي”. يتضمن العمل أكثر من حبكة درامية معالجاً عدة قضايا منها الجاسوسية والألاعيب التي يعتمدها التجار في الأسواق انتقالاً إلى الثقافة ومدعيها والفساد والتطرّف والمشكلات الاجتماعية وأحلام الشعب الفقير والبسيط المقموعة ضمن قالب اجتماعي معاصر يتعرض للمرحلة الحالية، ويتناول أيضاً هجرة العقول من سورية وارتدادات ما يحدث فيها دون الخوض في تفاصيل الأزمة بصورة مباشرة، وترتبط شخوص العمل من خلال خيوط تجمعها أحياناً المصادفة أو عن قصد في أحيان أخرى لتأتي كحالة عامة لا يمكن فصل مكوناتها عن بعضها لأنها تشكل خليطاً من مجتمع قائم بحد ذاته.
يشارك في المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية التي كان للـ”بعث” وقفة مع بعضهم.
وبداية توقفنا مع الفنانة سلاف فواخرجي التي تجسد شخصية سيدة تعاني من مشاكل منذ طفولتها، وترغب بالانتقام، فتقول: أنا أرى أن العمل جديد وواقعي، قادر أن يصل إلى كل البيوت بجدارة، فهو يتطرق لأشياء غير موجودة في الدراما من قبل، وأحدها محاربة العلم واغتيال العلماء، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حياة الناس وإصرارهم على العيش رغم كل التعب دون أي توقف. تقول فواخرجي: أجسد في العمل شخصية امرأة لعوب تدعى “شهيرة” وتعتبر من أجمل نساء الحارة، لكنها ذات سمعة سيئة رغم دلعها وسحرها، فهي تغوي الرجال واحداً تلو الآخر، لتنال ما ترغب به وتطمح إليه، وسرعان ما تقع في دوامة الحب وتغرم بشاب يصغرها سناً، وهو طالب جامعي، يتخصص في الطب ومتطرف دينياً. وتضيف سلاف: في الواقع، “شهيرة” سيدة مجتمع من صفاتها الجشع لديها ردة فعل اتجاه المجتمع كاملاً، وتملك جانباً انتقامياً من كل شيء حولها نتيجة ظروف معينة، فهي في حالة تحد مع الحياة وتريد أن تعيش حياتها بكل تفاصيلها، تملك جرأة إنسان يريد أن يتمرد ليس فقط على التقاليد والواقع وإنما على الأشياء الجيدة الموجودة في الحياة بأسلوب الاحتيال الطريف والمحبب نوعاً ما، فهي دائماً في حالة عطش لكل متع الدنيا، ورغم كل هذا التمرد نراها في النهاية إنسان هش من الداخل ومحطم.
“مادلين” طالبة الجامعة
وتؤدي ربا المأمون شخصية فتاة هادئة ومؤدبة فتقول عن دورها: عمل جميل يتحدث عن قصص اجتماعية وواقعية تلامس الكثير من المشاكل الموجودة في الحياة، أجسد شخصية “مادلين” طالبة الجامعة، والفتاة الصغيرة والهادئة في منزلها، مشروع تخرجها هو هاجسها، تربت على الأخلاق الصالحة ضمن أسرة محبة، تهتم بأصدقائها فهم يعنون لها كثيراً، ولديها صديق تعتبره بمثابة أخ صغير لها، وتضيف المأمون: هذه ليست تجربتي الأولى مع المخرج ناجي طعمة، ولي الشرف أن أعيد التجربة معه، في الحقيقة، ليس هناك اختلاف كبير في الدور لكنني أسعى دوماً أن أضيف شيئاً جديداً على الشخصية يجعلها أجمل، وأنا أحب النصوص التي تتحدث عن واقعنا ووجع الشارع وهذا من الأشياء المميزة في هذا النص.
أول مرة في الدراما
ويخوض الفنان مجد حنا تجربته الأولى على صعيد الدراما من خلال هذا العمل، فيتحدث عن دوره قائلاً: سأترك دوري مفاجأة وأحاول من خلاله أن أترك بصمة مهمة لأصل إلى قلوب الناس، فقد عملت من قبل في السينما والمسرح، لكني أجد اختلافاً كبيراً فقد اكتشفت على الصعيد الشخصي أن الكاميرا لها رهبة أكبر من رهبة مواجهة الجمهور على المسرح، ووجدت في دوري رسالة مهمة عن أشياء كانت موجودة لدى طبقة بدأنا نفقدها. ويضيف: في الواقع، يقدم العمل رسالة عن أهمية إعادة البناء من جديد، هذا الدور يمثلني80% وفي البداية، كان لدي رهبة في التعامل مع المخرج، وهو من المخرجين المهمين الذين يبذلون جهداً كبيراً لدعم الفنانين الشباب.
طالبة الهندسة
أما عن فرصة الفنانين الجدد في العمل فتؤكد الفنانة يمان: عندما دخلت الوسط كنت متخوفة جداً، على العكس من حالتي الآن فهناك الكثير من المخرجين المهمين في البلد يتبنون الشباب ويقفون معهم. وعن دورها تضيف: أجسد شخصية طالبة في كلية الهندسة وأنا ضيفة تقريباً على العمل، والجميل بالنسبة لي أنها تجربتي الأولى في العمل مع الأستاذ ناجي طعمي وهو عمل جديد مقارنة بالأعمال التي شاركت فيها إذ يختلف عن أدواري القوية والجريئة التي مثلتها سابقاً.
ويؤدي أدوار البطولة في المسلسل إلى جانب سلاف فواخرجي، نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: أسعد فضة، سلمى المصري، أيمن رضا، شكران مرتجى، زهير رمضان، محمد خير الجراح، علي كريم، محمد حداقي، أمانة والي، معتصم النهار.
جمان بركات