تتمات الاولىمحليات

“الأعلاف” تنفي تهم الطعن بالجودة ونفوق أبقار في اللاذقية

فداء شاهين

لم يعد مشروع تربية الأبقار يلقى الاهتمام الذي يأمله المربي من المعنيين، فبعد أن كان من المشاريع الاستثمارية الصغيرة والرابحة تحول إلى مشروع فاشل يعود بالخسارة على المربي وبالربح على التاجر، ومع الإعلان بين الفينة والأخرى عن تقديم الدعم وتوفير الأدوية البيطرية، إلا أن الأسعار مرتفعة جداً وأرهقت كاهل المربي، فضلاً عن عدم توفر بعض اللقاحات “السائل الازوتي” علماً أن كل زيارة للطبيب البيطري تكلف 1500 ليرة وهو المكلف بتقديم وتنفيذ اللقاحات الإستراتيجية مجاناً؟!.
وما نقله لنا المربون في محافظة اللاذقية ليس إلا مثالاً على المعاناة التي يتعرض لها المربي، سواء لجهة ارتفاع أسعار الأدوية أو نقص في كمية المقنن العلفي التي لا توزع حسب الإحصائية الجديدة التي أعدتها الوزارة، إضافة إلى قيام بعض التجار بشراء الأعلاف من المراكز المعتمدة ووضعها في المعامل الخاصة ليتم تغيير الغلاف وإعادة بيعها للمربي بسعر مضاعف.
وعند التأكد من صحة الشكاوى التي تلقتها “البعث”، نفى مدير المؤسسة العامة للأعلاف مصعب العوض الاتهام بإنتاج دفعة أعلاف ليست بالجودة المطلوبة ومليئة بالحشرات والتي أدت إلى نفوق بعض الأبقار في محافظة اللاذقية، وأكد أنه لم يرد أي شكوى إلى المؤسسة، حيث إن تصنيع مادة جاهزة من /جريش– كبسول/ يتم وفق المواصفات القياسية السورية، ويتم أخذ عينة عشوائية بشكل مستمر وممثلة لكافة الكمية المصنعة وإرسالها إلى المخبر المركزي للأعلاف التابع للوزارة، حيث تتم متابعة نتائج هذا التحليل، وبشكل دائم تكون مطابقة للمواصفات، مشيراً إلى أنه يتم منح مربي الأبقار في محافظة اللاذقية مقنن علف وبشكل شهري من مادة جاهز حلوب وهي مخصصة للأبقار ومتكاملة القيمة الغذائية ولا ترسل النخالة والشعير، حيث يبلغ عدد المعامل التي تنتج الأعلاف ثلاثة معامل وتعمل بأقصى طاقتها لتأمين الجواهز العلفية بالرغم من خروج ثلاثة معامل أخرى عن الخدمة بسبب الظروف الراهنة.
العوض بيّن أن التوزيع يتم وفق الإحصائية المعتمدة من قبل وزارة الزراعة، حيث تقوم الوزارة بتزويد المؤسسة بالجداول والإحصائية المعتمدة لكافة أنواع الثروة الحيوانية ويتم منح المقنن العلفي على هذا الأساس بناء على معطيات الوزارة رقم /616/ تاريخ 29/5/2014 المتضمن الاستمرار بتوزيع المقنن العلفي وفقاً للجداول الإحصائية لعام 2012.
مدير المؤسسة أوضح أنه تم افتتاح أربع دورات علفية للأبقار عام 2014 وبالمقننات التالية: الدورة الأولى 100 كغ للرأس الواحد، والثانية 150 كغ للرأس الواحد، والدورة الثالثة 25 كغ للرأس الواحد، والرابعة 25 كغ للرأس الواحد، علماً أن المؤسسة بصدد فتح دورة علفية خامسة لتأمين احتياجات الأبقار.
مدير الدواء البيطري الدكتور محمد حبو عزا ارتفاع أسعار الأدوية إلى تكاليف النقل حيث تحسب 40% من قيمة المستحضر للنقل، إضافة إلى ارتباطه بسعر صرف الدولار، كما أن استيراد بعض الزمر الدوائية التي لا تصنع محلياً عن طريق الشركات ومستودعات الأدوية أصبح مكلفاً في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية، وتستغل الدول الموردة حاجاتنا من المواد، حيث عملت على رفع أسعار الأدوية، إضافة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية على المواد الأولية التي تستورد لإنتاج الأدوية في الوقت الذي يجب أن تكون معفاة من تلك الرسوم.
حبو بيّن أن عدد المعامل التي تنتج الدواء يبلغ 38 معملاً تعمل بطاقة إنتاجية كاملة موزعة في جميع المحافظات “ريف دمشق، طرطوس، حماة، ريف درعا..”، والأدوية البيطرية تغطي 90% من حاجة السوق المحلية ويصدر الفائض إلى 32 دولة، منها (السعودية، الإمارات، اليمن، مصر، العراق، أوكرانيا، ألبانيا، السودان..”، كاشفاً عن ترخيص لمعامل جديدة في طرطوس، وحماة، والسويداء.
أما فيما يخصّ التسعيرة التي يتقاضاها الطبيب البيطري فقد أشار الدكتور محمد البقاعي رئيس فرع ريف دمشق لنقابة الأطباء البيطريين إلى أن اللقاحات الإستراتيجية التي توزع مجاناً لا يجوز تقاضي تكلفة عليها وهي مجانية ضمن الدوام الرسمي، في حين يُتقاضى على اللقاحات الأخرى حسب بعد المكان التي توجد فيه القطعان وكلما زاد عدد القطعان انخفضت التكلفة.