الصفحة الاولىمن الاولى

أكد والمبعوث الأممي ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب الرئيس الأسـد: مبادرة دي مستورا جديرة بالدراسة والدولة حريصة على سلامة المدنيين في كل بقعة من الأرض السورية

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد أمس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا والوفد المرافق له، وتناول اللقاء مناقشة العرض الذي قدّمه دي ميستورا في مجلس الأمن عن الوضع في سورية، كما أطلع دي ميستورا الرئيس الأسد على النقاط الأساسية وأهداف مبادرته بتجميد القتال في حلب المدينة.
وعبّر الرئيس الأسد عن أهمية مدينة حلب، وحرص الدولة على سلامة المدنيين في كل بقعة من الأرض السورية، وفي هذا الإطار اعتبر أن مبادرة دي ميستورا جديرة بالدراسة، وبمحاولة العمل عليها، من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الأمن إلى مدينة حلب.
كما اتفق الرئيس الأسد ودي ميستورا على أهمية تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و2178 وتكاتف جميع الجهود الدولية من أجل محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة، الذي يشكل خطراً على العالم بأسره.
وعبّر دي ميستورا في نهاية اللقاء عن عزمه متابعة مهمته مع كل الأطراف من أجل تذليل الصعوبات والوصول إلى الاستقرار والسلام في سورية.
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين.
وكان دي ميستورا وصل السبت إلى دمشق، في زيارة هي الثانية إلى سورية منذ تكليفه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في تموز الماضي.
وأكد في تصريح للصحفيين عقب لقائه الرئيس الأسد خلال زيارته السابقة لدمشق في أيلول الماضي أن التهديد الإرهابي أصبح مصدر قلق وخوف عالمي يتشاركه الجميع، وأن محاربة الإرهاب أولوية بالنسبة لنا، وأشار إلى ضرورة مساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي شامل خاص بهم، مع الأخذ بعين الاعتبار الحقائق والتطورات الجديدة، ومنها خطر المجموعات الإرهابية.
يذكر أن قرار مجلس الأمن 2170 ينصّ على التصدي لـ “داعش” و”جبهة النصرة” وفروع القاعدة، فيما يؤكد القرار 2178 على ضرورة التزام الدول بمنع الإرهابيين الأجانب من دخول سورية والعراق.
وخلال لقائه دي ميستورا، أكد محافظ حمص طلال البرازي حرص المحافظة وتشجيعها لأي جهد يصب في تحقيق المصالحات واستمرارها، وتحييد المدنيين من أي مواجهات مسلحة، وقدّم شرحاً عن واقع محافظة حمص، وأشار إلى جهود المحافظة في إيصال المساعدات الإغاثية والخدمات الأساسية من ماء وكهرباء إلى جميع المناطق غير الآمنة بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات الأمم المتحدة العاملة بالشأن الإنساني، فضلاً عن تأمين الكتب المدرسية  ومستلزمات العملية التعليمية فيها، مبيناً أن 28 مدرسة تعمل في تلبيسة و68 في الرستن وقراها و14 في الوعر، يتقاضى الكادر التدريسي فيها الذين هم من موظفي الدولة رواتبهم بانتظام، وأشار إلى وجود 16 مركز إقامة مؤقتة في حي الوعر تضم أكثر من 2000 موظف يدخلون ويخرجون منه كل يوم، مبيناً أنه كان هناك اتفاق حول حي الوعر شبيه باتفاق حمص توصلنا خلاله إلى نتائج جيدة لكنها لم تستكمل بعد.
من جهته لفت دي ميستورا إلى أن كل مكان في سورية له ميزاته الخاصة، بحسب ما اطلع عليه من الحكومة السورية، وكل حالة هي حالة خاصة علينا العمل معها بخصوصية، ولكن هناك خطاً مشتركاً واحداً، داعياً إلى ضرورة البحث عن “أي فرصة من أجل التقليل من العنف”، وقال: “إن الأمر الأكثر إلحاحاً هو الإثبات للناس بأن هناك شيئاً يتغيّر للإيجابية”، وأوضح أنه كوّن من خلال جولاته انطباعاً من الأشخاص الذين التقى بهم بأن “المدنيين في سورية تحمّلوا بما فيه الكفاية وهم يبحثون عن نوع من أنواع الحياة العادية”.
وعقب اللقاء زار دي ميستورا يرافقه المحافظ كنيسة أم الزنار في حي الحميدية بحمص القديمة وجامع خالد بن الوليد وفندق السفير، وفي تصريح للصحفيين عقب الجولة قال دي ميستورا: نؤمن أن الحل في سورية سياسي سلمي وليس عسكرياً.