الصفحة الاولى

لا تقدم في مباحثات مسقط.. وسياسة الصمت سيدة الموقف طهران وموسكو توقعان حزمة اتفاقيات لبناء محطات نووية جديدة

انتهت المفاوضات النووية بين الوزيرين الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف والمسؤولة الأوروبية كاثرين أشتون، في العاصمة العمانية مسقط أمس، دون أن  يتسرب أي جديد عن مسارها، لأنه على ما يبدو أن الأطراف الثلاثة قد اتفقوا مسبقاً على اتباع سياسة الصمت المطبق، والسبب أن المفاوضات تمر في مرحلة حساسة جداً، وأي معلومة تتسرب قد تطيح بتسويات تتعلق بتفاصيل جزئية للبنود الخلافية يجري العمل على إنجازها بين إيران، التي قالت: إنها متفائلة في التوصل لاتفاق قبل موعد الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وإنه سيتم التوصل إلى تحقيق تقدّم في نهاية المطاف، وبيّن الغرب، والذي أعلن على لسان كيري أن جهوداً مكثفة تُبذل للتوصل إلى حل، لكن الخلافات لا تزال قائمة.
وتركزت مباحثات الأمس حول استكمال البحث من حيث انتهى في اليومين الماضيين، وتتراوح الأجواء بين فرضيتين: إما أن الأمور لم تحرز أي تقدّم، أو أن الأطراف يريدون الاستمرار بالمحافظة على السرية التامة، لأن المحدثات، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، “صعبة ومباشرة وجدية”، ولفتت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر بساكي في مؤتمر صحافي في واشنطن إلى أن هناك وقتاً كافياً لتحقيق تقدم.
من جهته أكد مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي  في تصريح للصحفيين، “أن مباحثات مسقط تختلف عن سابقاتها في أنها تركز على الحلول”.
وأضاف: “كنا نبحث سابقاً كل المواضيع بما فيها المطالب والهواجس إلى جانب بعض القضايا التنفيذية، فيما نركز الآن على الحلول لكل واحد من المواضيع”، وأشار إلى أنه “طرحت بعض وجهات النظر وبعض المقترحات من كلا الجانبين، لكن الهواجس والمشاكل ما زالت قائمة، ولم نصل بعد لحل محدد لأي من المواضيع.
في الأثناء، وقّعت روسيا وإيران حزمة من الاتفاقيات لبناء ثماني وحدات جديدة لإنتاج الطاقة الذرية في إيران، وذكر موقع روسيا اليوم أن “مؤسسة روس أتوم” الروسية المختصة ببناء المفاعلات النووية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية وقعتا في موسكو اتفاقية شملت توقيع عقد لبناء المرحلة الثانية من محطة بوشهر، بالإضافة إلى بناء مفاعلين إضافيين في المحطة مع قابلية التوسع لأربعة مفاعلات، كما تمّ الاتفاق على إنشاء أربع وحدات ذرية أخرى في مواقع، لم يتم تحديدها بعد.
وينصّ الاتفاق على أن يوفر الجانب الروسي التدريب للمتخصصين والخبراء في مجال الدعم التقني في محطات الطاقة الكهروذرية.
وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي يزور روسيا حالياً، أن توقيع هذه الاتفاقيات يعد نقطة تحول في العلاقات بين روسيا وإيران، مشدداً على أن العقود والمشاريع الجديدة سوف تفتح آفاقاً جديدة في المجالات التجارية والصناعية في البلاد.
من جهته قال سيرغي كيريينكو رئيس شركة روس أتوم: إن لدى روسيا وإيران تاريخاً طويلاً في العمل في الصناعة النووية، وإن الجانب الروسي مهتم في توسيع التعاون مع الشريك الإيراني، مشيراً إلى أن بناء ثماني وحدات للطاقة النووية في إيران يعد برنامجاً كبيراً لتوسيع التعاون المشترك لعشرات السنوات القادمة. وكانت روسيا أعلنت مسبقاً استعدادها لبناء 8 محطات حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية في إيران بتكلفة تتجاوز 10 مليارات دولار.