الصفحة الاولىمن الاولى

المعلم يتفق معه على مواصلة التشاور حتى بلوغ "مبادرة حلب" أهدافها دي ميستورا: التركيز على محاربة الإرهاب.. ومنح الأولوية للحل السياسي

متابعة للمحادثات الجارية بين سورية والأمم المتحدة، بشأن مبادرة دي ميستورا للتجميد المحلي في مدينة حلب، واستمراراً لحرص القيادة السورية على حماية المدنيين، وعودة الأمن والأمان لمدينة حلب، وباقي الأراضي السورية، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، صباح أمس، مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية والوفد المرافق له، وجرى البحث بالنقاط المتعلقة بمبادرة دي ميستورا.
واتفق الجانبان على مواصلة التشاور بينهما، للوقوف على نتائج اتصالاته، بهدف العمل على بلوغ مبادرته أهدافها، المتضمنة عودة الاستقرار إلى مدينة حلب، وتأمين الخدمات اللازمة لعودة الحياة الطبيعية في المدينة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وأحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية.
وفي مؤتمر صحفي عقده في فندق الشيراتون بدمشق أكد دي ميستورا أنه يجب التركيز على المعركة ضد إرهاب “داعش” و”النصرة”، ومنح الأولوية للحل السياسي للأزمة في سورية، وليس العسكري، وقال: “نسعى إلى تقليص العنف قدر الإمكان، والوصول إلى حل شامل للأزمة في سورية، والجميع مقتنع بأن الحل يجب أن يكون سياسياً، مشيراً إلى أن الخطة التي قدّمها لمجلس الأمن “ترتكز على نقاط أساسية، أولها الحاجة للتركيز على التهديد الحقيقي المتمثل بالإرهاب، والثانية أن نقلل ونقلص من العنف، ونحاول التواصل مع أكبر قدر ممكن من الأشخاص داخل وخارج سورية، عانوا من الصراع المتواصل، واستخدام ذلك للوصول إلى حل سياسي شامل”، وأكد “أن الشعب السوري بحاجة إلى حل بنّاء وسياسي بعد ثلاثة أعوام ونصف العام من المعاناة”، مبيناً أن “التركيز في هذه المرحلة على نموذج واحد هو حلب”.
وحول برنامج زيارته إلى سورية أشار دي ميستورا إلى أنه عقد على مدار ثلاثة أيام العديد من اللقاءات البنّاءة والمثمرة، والتقى وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وأجرى محادثات موسعة لمرة واحدة مع الرئيس بشار الأسد، كما التقى محافظ حمص، وشاهد الدمار في المدينة، وعبّر عن صدمته من الدمار في حمص، قائلاً: “لا نريد أن يحصل ذلك في حلب ولهذا السبب توصلت إلى طرح أو اقتراح مبادرة من الأمم المتحدة بـ “تجميد القتال” وهو السبيل الجديد من أجل وقف تصعيد العنف وخصوصاً في منطقة محددة تبدأ بحلب”، وأوضح أن وقف القتال وتنفيذ الهدنة يتفق مع قرارات الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن 2178 و2170، ويهدف إلى إيجاد إشارة أمل وشكل معين من أشكال الاستقرار، مبيناً أنه في حال نجحت هذه العملية ستشكل حجر الأساس من أجل عملية سياسية.
وعزا دي ميستورا اختيار حلب لبداية المبادرة إلى كونها تحت الضغوط منذ أعوام ونزاع مستمر، قائلاً: مع دخول تنظيم “داعش” إلى الخط علينا القيام بشيء ما حيال هذا الوضع، لأن حلب مدينة ترمز إلى الحضارة والأديان والثقافات السورية والتاريخ والحضارات المتعددة، ونتمنى أن تسفر هذه العملية عن نافذة أمل، وأضاف: “تحدّثت بهذا الموضوع مع الرئيس الأسد والحكومة وأعطوني شعوراً بأنهم يدرسون هذا الطرح بجدية، وعلينا التأكد من أنه سيتم التفكير بهذا الطرح ودراسته من قبل الآخرين أيضاً”.
وحول إمكانية التوصل إلى حل سياسي سلمي في سورية مع استمرار أمريكا وحلفائها بتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، قال دي ميستورا: “إن الجميع يشعر أنه آن الأوان للتركيز على المعركة ضد إرهاب “داعش” و”النصرة” ومنح الأولوية للحل السياسي، وليس العسكري”.
وحول سؤاله عن استجابة الجانب السوري للمبادرة، قال دي ميستورا: الرد للحكومة السورية، ولكن ما أستطيع قوله هو: إن الرد الأولي للحكومة السورية على المبادرة هو إيجابي، ونحن من قمنا باختيار حلب، وكيفية سير هذه العملية، والآن الحكومة السورية تنتظر اتصالاتنا مع الأطراف الأخرى، والطرف المقابل، ونحن سنتباحث حول هذه المسائل كي نتأكد من أنه يمكن المضي قدماً بهذا الاقتراح.