الصفحة الاولى

دلائل جديدة تؤكد أن الإرهاب واحد مهما اختلفت التسميات تاجر مخدرات يتحوّل متزعماً في ميليشيا "الحر".. ومن ثمّ قائداً في"داعش"!

أعداء سورية قاموا بضخ الأموال لشراء النفوس المريضة لقتل السوريين، كما قاموا بتسليح كل من قبل من الفاسدين والمرتزقة بقتل أهله ومواطنيه، وعندما فشلوا شجعوا قتلة ومجرمي العالم للمجيء إلى سورية، عبر نظام “الإخوان المسلمين” في تركيا، لكنهم فشلوا مرة أخرى في الوصول إلى ما أرادوا، وفشل رجب طيب أردوغان، الذي يتطلّع للجلوس على “عرش الخلافة العثمانية” الوثير على الرغم من كل الأموال والوعود التي دفعها الغرب له ولمجرميه وللمجموعات الإرهابية، التي بلغ تعدادها الآلاف، فقاموا بالزج بتنظيم داعش الإرهابي، الذي تربى بأحضانهم، وعلى موائدهم إثر الاحتلال الأميركي للعراق.
وفي دليل جديد على الترابط العضوي بين “داعش” وما يُسمى “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى، أعلن المدعو أبو عبد الله، الحارس الشخصي لأحد متزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي، في مقابلة مع مراسلة ديلي تلغراف روث شيرلوك إثر فراره من التنظيم مؤخراً، “إن زعيمي في التنظيم صدام جمال، احتجز أماً وأباً سوريين تحت تهديد السلاح وأجبرهما على مشاهدة قتل أطفالهما واحداً تلو الآخر على أيدي أحد الإرهابيين، وتابع: إن عناصر التنظيم قاموا بصف الأبناء وفقاً لسنهم، بدءاً بصبي في الثالثة عشرة من العمر وعمد أحدهم إلى قتلهم، ومن ثمّ تعليق رؤوسهم على باب المدرسة، التي كانت الأسرة تختبئ فيها، مضيفاً: إن الإرهابي الذي قتلهم لم يشعر بأي ندم على قتله الأطفال، حيث يشكل انتماؤه لـ”داعش” مسألة تجارة وأعمال ولا علاقة له بالدين على الإطلاق.
وكشف الإرهابي أبو عبد الله أن زعيمه السابق جمال كان يعمل قبل انضمامه لـ”داعش”، كتاجر مخدرات، ومن ثم أصبح متزعماً فيما يُسمى “الجيش الحر” المدعوم من الغرب.
حيث كان يقول: إن له صلات بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه”، وبعد انضمامه لـ”داعش” اتبع نهج غيره ممن يسمون أمراء التنظيم في العنف والابتزاز والنفاق، ويعد الرجل الثاني في تزعم ما يُسمى الشؤون العسكرية للتنظيم في شرق سورية، بعد الإرهابي الشيشاني السيئ السمعة أبو عمر الشيشاني، والذي كان حتى العام الماضي متزعماً كبيراً فيما أطلق عليه الإرهابيون المجلس العسكري الأعلى، الذي ينسق الجماعات المسلحة، التي تتلقى أسلحة وأموالاً من الحلفاء الغربيين بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وأكد الإرهابي أبو عبد الله أن جرائم القتل الوحشي والاغتيالات التي يقوم أو يأمر بها متزعمو التنظيم تشير إلى أنهم وإرهابييهم لا يتمتعون بالنقاء الديني الذي يحاولون الترويج له في حملة الدعاية الخاصة بهم، وأشار إلى أن التنظيم يتبع سياسة المعايير المزدوجة، فعلى سبيل المثال يقوم الكثير من عناصره الأجانب والمحليين بالتدخين، ولكنهم في حال شاهدوا مدنياً يفعل الشيء نفسه يعمدون إلى احتجازه وجلده بالسوط ويجبرونه على خدمة المجتمع، وبرر فراره من “داعش” بالقول: “إنه وعندما لم يتمكن من مواجهة السلوك الوحشي لقائده قرر المغادرة مع اثنين آخرين من الحراس الشخصيين”، مشيراً إلى أن التنظيم قتل أربعة أشخاص بعد كشف نواياهم بالفرار من صفوفه، وقال: “إن بعض المقاتلين الأجانب، الذين يتمّ إغواؤهم بوعود الجهاد المقدس، يرغبون بمغادرة التنظيم عند رؤية سلوك داعش الحقيقي، ولكنهم يعجزون عن ذلك، مشيراً إلى أنه وبالنسبة لمتزعمه جمال فإنه لم يكن يبالي بقضية الدين وكل ما يهمه هو أن يصبح أكثر قوة، وفي حال ظهور تنظيم أقوى من داعش فإنه سينضم إليه مثله مثل الكثير من عناصر التنظيم.
ولفتت شيرلوك إلى أن هذه القصة، ورغم غرابتها لإرهابي صاحب أيديولوجية متطرفة يترك تنظيم داعش، فإن الحوار الذي أجرته معه يشكل دليلاً آخر على أن متزعمي داعش ليسوا بالنقاء الديني الذي تدعيه الدعاية الخاصة بهم.
في الأثناء، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن سلوك الغرب الخاطئ في المنطقة أدى إلى إيجاد التنظيمات الإرهابية المتطرفة، مشدداً على أن التحالف الذي تم تشكيله بذريعة محاربة “داعش” في البلدين هدفه إضعاف التنظيم فقط وليس القضاء عليه، وقال خلال لقائه في طهران مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين والنائب الأول لرئيس اتحاد الصحفيين العرب: إن إيران يساورها شكوك حيال التحالف الذي تم تشكيله بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي لأنهم يريدون إضعافه وليس القضاء عليه، ولذا يلجؤون للقصف الجوي، داعياً إلى تشكيل تحالف حقيقي للقضاء عليه.
وفي السياق ذاته، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس مبلغاً وقدره 5.6 مليارات دولار بحجة محاربة الإرهاب وتنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك في الوقت الذي يواجه أصواتاً معارضة في مجلس الشيوخ الأميركي لهذه الحرب وتصفها بأنها “غير قانونية”.