محليات

في حافلات النقل الداخلي.. السائق مراقب وجابٍ ومفتعل حوادث؟!

عندما أقرت الجهات المعنية استبدال سرافيس النقل الداخلي ذات الأربعة عشر راكباً في الكثير من خطوط مدينة دمشق بحافلات نقل حديثة استثمرتها شركات خاصة، تناهى إلى أذهان المواطنين أن مشكلة النقل الداخلي في طريقها للحل، وكانت البدايات مبشّرة منذ أن طُبقت هذه الخدمة، وبعد أن ثبتت هذه الشركات أقدامها وحافلاتها في خطوط أحياء دمشق وتمكنت جيداً من فرض إيقاعها في برمجة النقل الداخلي كما يحب ويحلو لها، توضحت نوايا مستثمريها لترسم في شوارع دمشق المكتظة بالمواطنين ووسائط النقل المختلفة لوحة تشابكت فيها ذكريات المواطن لتعود به ذاكرته إلى أيام النقل الداخلي الحكومي العجاف، إذ إنه يعيش مع هذه الحافلات عذاباً يومياً يبدأ من الانتظار المقيت لحافلات حديثة لم تقدم له سوى المزيد من هذا العذاب، سواء في الازدحام المفتعل داخل الحافلات أو في إضاعة الوقت، ولتضيع مع كل هذا الشقاء بوصلة النقل الداخلي مجدداً في جيوب مستثمري هذه الحافلات الذين وضعوا نصب أعينهم هدفاً وحيداً هو (الربح)!!.
لقد ألغى المستثمر وظيفة الجابي وحولها إلى السائق الذي يجب أن تكون مهمته بالدرجة الأولى القيادة الآمنة، لكن هذه المهمة جاءت آخر اهتماماته لأنها أضحت عنده آلية وميكانيكية دون أي إحساس بالمسؤولية، لأن المستثمر أدخلها في بوتقة طمعه وجشعه عندما حمّله آمالاً بزيادة دخله فيما لو كان الوارد المالي كبيراً، ولأن السائق صاحب أسرة وبحاجة لدخل يغطي نفقات أسرته في ظل الأزمة المعيشية الخانقة، تناسى مهمته الكبرى في القيادة لينصب تفكيره في كيفية زيادة دخله بأية وسيلة، والسؤال الذي يطرح نفسه أين الرقابة والمحاسبة لهذه الحافلات بعد أن باع مستثمروها ضمائرهم؟!.
البعث- نزار جمول