الصفحة الاولىمن الاولى

بريطانيا تواجه أكبر خطر على أمنها.. وتركيا "أردوغان" دولة لـ"داعش" والنصرة" محلل أمريكي: التنظيمات الإرهابية تنفذ أجندة الكيان الصهيوني في سورية

باتت أوروبا أكثر من أي وقت مضى مهددة بتنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها جراء السياسات اللامسؤولة لحكوماتها لجهة غض الطرف عن شبكات تجنيد الإرهابيين والتي اتسع نطاقها لتصبح خارج سيطرة السلطات الأمنية الغربية. في وقت كشفت تقارير صحفية غربية أن إرهابيي تنظيم داعش ينفذون أجندة الكيان الصهيوني في محاولة لزعزعة استقرار سورية ويشكلون جيشاً من المرتزقة تم تنظيمه من قبل الصهاينة وهم يقاتلون بالنيابة عنهم. في حين أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً يشرح أساليب تجنيد التنظيم الإرهابي للمراهقين والأطفال في سورية والعراق وإجبارهم على حمل الأسلحة واستخدامهم في عمليات انتحارية.
وفي هذا الإطار حذرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أمس من أن بلادها تواجه أكثر من أي وقت مضى خطر التهديدات الإرهابية، وأشارت إلى أن العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش الارهابي في سورية والعراق منحت هذه المجموعة الاندفاع في تجنيد متطرفين في بريطانيا ما خلق تهديداً أكثر خطورة أكبر من أي وقت مضى سواء قبل أو منذ أحداث الحادي عشر من أيلول. وأوضحت ماي أن السلطات البريطانية أحبطت 40 مؤامرة إرهابية منذ تفجيرات لندن في تموز عام 2005 التي أسفرت عن مقتل 52 شخصاً، وقالت إن مشروع قانون جديد بشأن مكافحة الإرهاب والأمن من المزمع أن يتم عرضه في البرلمان الأربعاء المقبل سيمنح الشرطة وحرس الحدود السلطة لمصادرة جوازات السفر وتذاكر الأشخاص المشتبه في أنهم يخططون للسفر إلى الخارج لأهداف إرهابية.
وأوضحت ماي أنه سيتم منع بعض الإرهابيين البريطانيين مؤقتاً من العودة إلى بريطانيا لضمان أنهم سيدخلون بريطانيا وفق شروط السلطات البريطانية وذلك في إشارة منها إلى أن أكثر من 500 بريطاني انضموا إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، وأشارت إلى أنه من شأن مشروع القانون أن يجعل مزودي الانترنت يحتفظون ببروتوكول الانترنت أو بيانات العناوين الالكترونية بهدف التعرف على مستخدمي الكمبيوتر.
إلى ذلك أكد الصحفي الفرنسي برنارد دو لافيارديير منتج ومقدم التحقيق الذي بثته القناة السادسة الفرنسية أم 6 أمس تحت عنوان تسللنا إلى الشبكات الجهادية وكان الأمر قاسياً أن التنظيمات الإرهابية تجند الشبان الأوروبيين بكل سهولة عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مشيراً إلى أنه يمكن وبكل سهولة لهؤلاء المجندين التسلل إلى سورية عبر تركيا دون عوائق تذكر.
واعتبر دو لافيارديير أن هناك خللاً واضحاً حيث يسمح للشبان بالتوجه إلى تركيا دون تدقيق مع العلم أن تركيا وكما هو معروف هي بلد العبور إلى سورية إضافة إلى وضع المجتمع الفرنسي الذي يعاني نقص التواصل حول الآداب العامة مع الشباب وتركهم بعد أن يكتشفوا بعد عودتهم من تجربة التنظيمات الإرهابية أنهم أخطؤوا حيث يساقون إلى السجن.
وفي واشنطن أكد المحلل السياسي الأميركي كيفين باريت خبير شؤون الدراسات الإسلامية في جامعة وسكوينس ماديسون أن إرهابيي تنظيم داعش ينفذون أجندة الكيان الصهيوني في محاولة لزعزعة استقرار سورية. وأوضح باريت في حديث لموقع برس تى في الإيراني أن إرهابيي داعش يشكلون جيشاً من المرتزقة تم تنظيمه من قبل الصهاينة وهم يقاتلون بالنيابة عنهم أملاً في زعزعة استقرار سورية وشل المقاومة المناهضة لإسرائيل في المنطقة. وأكد باريت أن إيديولوجية داعش مماثلة لأيدلوجية قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين في القدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي دليل لم يعد جديداً على جرائم تنظيم داعش الإرهابي الوحشية وممارساته غير الأخلاقية التي طالت الأطفال منتهكة براءتهم ومحاولة غسل أدمغتهم وتغذية عقولهم بالأفكار المتطرفة والإجرامية أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً يشرح أساليب تجنيد التنظيم الإرهابي للمراهقين والأطفال في سورية والعراق وإجبارهم على حمل الأسلحة واستخدامهم كعناصر على نقاط التفتيش والتقاطعات المزدحمة.
وقالت الصحيفة في مقال حمل عنوان “الدولة الإسلامية تجند وتستغل الأطفال” إن الأطفال في مدينة الرقة يحضرون معسكرات تدريبية ودورات في التطرف الديني قبل التوجه للقتال وهناك خدمات أخرى يكلفون بها كالعمل كطهاة أو حراس في مقرات الإرهابيين أو كجواسيس على السكان وعلى جيرانهم وأحيائهم. وتابعت واشنطن بوست أنه وفقاً لأدلة تم جمعها من سكان ونشطاء وخبراء مستقلين ومنظمات حقوق إنسان فإن التنظيم المذكور يقوم بتلقين الأطفال كيفية القتال منتهكة بذلك براءة الفئة الأضعف والأصغر سناً في المجتمع.
ويؤكد سكان من بلدة عين العرب شمال سورية انهم لاحظوا وجود أطفال يقاتلون في صفوف الإرهابيين ويشير أحد السكان إلى أنه شاهد جثث أربعة أولاد في مناسبات منفصلة تعود اثنتان لطفلين تقل أعمارهما عن 14 عاماً وواحد منهم على الأقل نفذ هجوماً انتحارياً وهو في الثامنة عشر من العمر.
وترى ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح أن “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” الإرهابيين قاما أيضاً بتجنيد الأطفال للقتال ولكن لا توجد مجموعة أخرى وصلت إلى المستوى الذي اتبعه تنظيم داعش في استخدام الأطفال بمثل هذه الطريقة المنهجية وممارسته أسلوب زرع التفسير المتطرف والعنيف للشريعة في عقولهم.
وقالت زروقي إن ما يحصل ليس مجرد ظاهرة هامشية بل هو جزء من استراتيجية التنظيم مشيرة إلى أن بعض الأطفال ينضم طوعاً لأسباب مختلفة ولكن يتم استهداف الآخرين من خلال خطفهم وإجبارهم على الانضمام إضافة إلى غسل أدمغتهم ومحاولة استمالتهم باستخدام كافة الأدوات والأساليب.
من جهة ثانية أكد فاروق لوغ اوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي السابق أن تركيا تحولت إلى دولة يستهزئ بها من قبل المجتمع الدولي بفعل سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم التي أساءت لسمعة لتركيا في جميع المجالات، وقال لوغ أوغلو أن تركيا أصبحت دولة معزولة على المستوى العالمي والإقليمي بسبب السياسة الخارجية الكارثية التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو ومسؤولو حكومته، وأشار في هذا الصدد إلى سياسة هذه الحكومة إزاء سورية موضحاً إن تركيا تحولت بسبب موقفها من الحكومة السورية إلى دولة يجول فيها الإرهابيون وقامت التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة بتشكيل خلايا إرهابية على الأراضي التركية. وأضاف أن حكومة حزب العدالة والتنمية تدخلت في الشؤون الداخلية السورية بشكل فاضح وهو ما رفضته الحكومة السورية وبالتالي تحولت الحكومة التركية إلى طرف في الحرب التي تشهدها سورية ما أدى إلى تزعزع العلاقات بين البلدين.