ثقافة

عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بداية غير مبشّرة

تمام علي بركات

الاثنين 24/11 كان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية (والموسيقا)، د. تامر العربيد، على موعد مع طلاب قسم الدراسات، وهو قسم يعنى بتدريب، وتدريس جيل من الطلاب السوريين على تأسيس فهم نقدي، إبداعي للدراما بشكلها الأول، والأقدم، أي المسرح، ولعل من أهم ما يتعامل معه هؤلاء الطلاب هو مفهوم الزمن، إذ كيف يعبّرون بفرجة مسرحية من ساعة، أو ساعتين عن أشهر، وسنوات من الزمن الواقعي، وأيضاً: الزمن بمعنى المواعيد، كم لديهم من وقت للتدرّب، ومتى البروفة الجنرال، وكذلك، والأخطر: في أية ساعة يكون وقت العرض؟.. إن تأخّر فرقة مسرحية لدقائق بسيطة عن توقيت العرض سيدفع الجمهور إلى التذمّر، والتشكيك في قيمة العرض المزمع، فمن لا يحترم مواعيده، لا ريب لا يحترم من دعاهم، وواعدهم.

الطلاب جميعاً، طلاب الدراسات في السنوات الأربع، كانوا ينتظرون في العاشرة والنصف صباحاً وفق موعد مسبق لنقل همومهم، وشكاواهم إلى المسؤول الأول عن المؤسسة الثقافية التعليمية، أي: غابوا، وتغيّبوا عن محاضراتهم جميعاً، ولبثوا على هذه الحال أكثر من ساعتين، إلى حين مجيء العميد، وبدء اللقاء.. هذا لا يدفع فقط إلى تساؤل: كيف لعميد معهد أن يعطّل محاضرات كاملة لعشرات الطلاب؟ وأيضاً: لماذا هذه اللقاءات بين العميد، والطلاب ليست دوريّة، أي: أسبوعية، أو نصف شهرية؟ يبدو من نظرة سريعة للأمور، وطريقة التعاطي، أنّها مثل بيضة الديك نادراً ما تحدث.

في الاجتماع، لم تتم مناقشة قضايا حاسمة مثل: لماذا يقفز طالب المعهد ليصوّر أوراقه في مكتبات الهندسة المدنية؟ لماذا ليس للطلاب مكان للجلوس، والراحة في أوقات الفراغ التي قد تقع بين المحاضرات؟ لماذا ليست لهم خزانات بأرقام؟ لماذا لم نقرأ لأي منهم مقالاً، أو دراسة، أو بحثاً، أو نصّاً منذ عشرات السنين، إلا في حالات جد نادرة؟ كل ذلك غاب ليناقش الجميع كيف يخفضون لأستاذ قدير عدد ساعاته كي يأخذها أساتذة آخرون وفقاً لمبدأ الأجور، وليس الكفاءة؟.. الأستاذ كان توقّف طيلة الأسبوع الماضي عن إعطاء محاضرات لمادتين هامتين ريثما يتبين الخيط الأبيض من الأسود، هذا كلّه لا يبشّر خيراً بالإدارة الجديدة للمؤسسة الوحيدة التي تعنى بشؤون الدراما في البلاد؟!.