ثقافة

هناء العقلة.. أعمال مغموسة بالذاكرة

 تستحضر الفنانة التشكيلية هناء العقلة مفردات سطوحها اللونية من معين الثقافة البصرية، الممزوجة بحكاية متجذرة، تفتح لها سبل التجلي، وتلوين الطيف بمفردات حسية ضمن إطار مدروس العناصر، والتفاصيل، وسياقات التأمل، تأخذها حالة (الغرافيك) لترسيخ فكرة مصانة الجوانب، وحافلة بالحشود اللونية من حرية اليد إلى أقصى درجات الدهشة!.. وجوه، وأقاويل غارقة في سرد نصي له خصوصية متوالية، تجعل العين تفكر في الحمولات بعيدة المدى.

ترى الفنانة هناء في احتواء المكونات جاذبية مفتوحة على خيارات القراءة المتعددة، وصولاً إلى الهدف، والتفرّد في زمن الزحمة، والتقليد لفن رسم ملامحه منذ عام 1922.

أعمال متنوعة محفورة في سياق بصري، متوالد الأفكار، والألوان، والكلمات المتشابكة التي خلقت اتجاهات حداثوية، مرصوفة بعناية، مستندة إلى مفردات واقعية حوّرتها الفنانة بشكل يتوافق مع إيقاع العصر.

لم تنس توثيق التقاويم، فقد أنجزت الوجوه المغموسة بالذاكرة كحالة بوح حافل بمنطق عشقها للحياة، والأرض، أجيج يرافق صحوة اللون يمنة، ويسرة، في محاولة لكسب مفردات الصياغات، وتجريد الممكن في لوحات كثيرة، لتترك لنا مساحة القراءة في مسالك مشذبة الغايات.

يرى المنجز، المصاحب لذات الفنانة، قول النبض، وحرية الشكل، والمضمون في فضاءات تجعل الاختزال بادرة مسنبلة في حقول التنوع، وتصريحاً بليغاً يستنبط جماليات الأشياء في سرمدية مفتوحة، تعقبها نقاط الكمال، والولادة لذوات مضيئة بالوله، والإنشاد، تأتي بعض الأعمال كسؤال الومضة، يأخذ بأيدينا في جهات التأويل الممكن.

إذاً هي حكائية تشي بأرضية معجونة بتلاوين الوقع، والاستمالة نحو (بوهيمية) المراد، ورسم ملامح صعوده، وتحليقه.

أسئلة كثيرة تُطرح، رغم قلة الأصيل المكتوب، والمنطوق، والمرسوم، هذا يعني أن الأجوبة المشتهاة لا تقف على جرف الدلالة، وتجلياتها، بل هي سعي حثيث لخلق متخيل جديد، يماهي باكورة المرئي في مغامرات، واستعارات، وتنصيص يعيد ألق المساحة، وأقاصيها الحاذقة.

إذاً، هو صوغ، والتقاط مسميات تتوالد بنزعة الذات أولاً، وتتقاطع مبررات الوجد (انطولوجيا المعنى)، وكثافة اللون بكل ذرائعيته ثانياً.

اللوحة النابضة تجدد القيمة، وتراهن بسردها العميق المختزل على المجال البنيوي، وترتق المضامين بخيوط ماطرة على يباب ما يُقدَّم؟!.

رائد خليل