الصفحة الاولىمن الاولى

تصر على تجاهل الحقائق.. وتسمية الأشياء بغير مسمياتها الأمم المتحدة تعترف أخيراً بالتنسيق المباشر بين "إسرائيل" والإرهابيين في الجولان

اعترف تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أخيراً، عن تعاون بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة فصل القوات في الجولان المحتل، وبوجود سلاح في مخيمات المهجرين داخل منطقة الفصل، وتهديدات لقوات الأمم المتحدة بقطع الرؤوس من قبل الإرهابيين، ومحاولات طردهم من مواقعهم.. النقاط الثلاث التي تحدّث عنها التقرير، والذي يوثّق للفترة الممتدة بين الرابع من أيلول والتاسع عشر من تشرين الثاني من العام الجاري، تكشف بوضوح  أن “إسرائيل”، والتي تتعاون مع إرهابيي “جبهة النصرة” وتسهّل تسللهم عبر الحدود وتعالج مصابيهم في مشافيها ويزورهم رئيس وزرائها ليطمئن على صحتهم، هي الراعية الرسمية للإرهاب التكفيري، الذي طرد قوات الأندوف من مواقعها في الجولان السوري المحتل واختطف عناصرها.
وبرغم أن التقرير لا يتحدّث عن مصدر الأسلحة الثقيلة التي تأتي إلى المجموعات الإرهابية المسلحة، لكنه يشير في المقابل إلى تنسيق إسرائيلي مع الإرهابيين، دون الخوض بالتفاصيل، لكنه وفي فضيحة جديدة يصرّ على تسميتهم بالمجموعات المسلحة، رغم ارتباطهم بتنظيم “القاعدة”، ورغم تصنيفها من قبل مجلس الأمن على أنها كيانات إرهابية، وهذا الوصف ليس بالطبع سهواً غير مقصود، لأن الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة دأب على استخدام نفس اللغة، والسؤال: متى تسمي الأمم المتحدة الأشياء بمسمياتها؟!، ومتى تخرج من كونها تحوّلت أداة لتنفيذ أجندات سياسية ضيقة تتعارض مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وقطاعاً خاصاً يستثمره أصحاب النفوذ والأقوياء للهيمنة وسفك دماء الشعوب؟!.
ويتحدّث التقرير عن سماح “إسرائيل” للإرهابيين بالتسلل إلى الجولان المحتل عبر “البوابة التقنية”، وتفريغ شاحنة تحمل أسلحة في قرية العيشة، تحت أنظارها، وقال أيضاً: إن “المجموعات المسلحة” كثّفت هجماتها بالدبابات والمدفعية والهاون والصواريخ، وهو ما استدعى إجلاء مواقع قوات الأندوف ومعداتها، من أكثر من موقع.
التقرير جاء ليؤكد ما دأبت الحكومة السورية على التحذير منه من أن دعم أنظمة معينة، بما في ذلك “إسرائيل”، للمجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة الفصل، لا يشكل انتهاكاً فاضحاً لاتفاق فصل القوات وللقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة فحسب، وإنما يعرض حياة قوات الأمم المتحدة العاملة هناك للخطر، ويقوّض ولاية الأندوف وقدرتها على أداء مهامها، وبالتالي إخلاء منطقة الجولان المحتل من قوات حفظ السلام كي تغيب عنها الرقابة الدولية، وخلق منطقة عازلة مشابهة لتلك التي أنشأتها “إسرائيل” مع عملائها في جنوب لبنان، والتي حررتها المقاومة عام 2000، لكن الأمانة العامة لم تحرّك ساكناً حيال هذا الأمر، لأن منظمة الأمم، كما يبدو، نخرها الفساد المالي الخليجي السعودي والقطري، إلى درجة أن قطر تترأس ما يسمى بمحفل تحالف الحضارات، وتركيا تستلم مركز منسق الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بينما تموّل السعودية مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بـ 100 مليون دولار؟!.
في الأثناء، نقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة إرهابيين مصابين في سورية إلى مشفى نهاريا في الجليل لمعالجتهم في إطار دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية، وذكر موقع والا أن المشفى عالج حتى الآن 456 إرهابياً.
ومنذ بدء الأزمة في سورية كان دعم كيان الاحتلال للإرهابيين واضحاً على كل المستويات، حيث يقدّم الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي للتنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيم “جبهة النصرة”، بشكل مباشر عبر الجولان السوري المحتل.