اقتصاد

تصريحات مؤسسة الإكثار لجهة توفير البذار صورية غياب بذار القمح المغربل يعرقل تنفيذ الخطة الزراعية ونسبة التنفيذ في سهل الغاب لا تتعدى 25%

فلاحو منطقة الغاب حظهم قليل فما إن يتخلصون من مشكلة حتى يقعون في أخرى ولم نكن نقدر قلّة حظهم حتى زرناهم قبل يومين ووقفنا بينهم واطلعنا على معاناتهم اليومية فما إن تم تأمين المحروقات حتى غاب البذار.
ولعل جولة واحدة إلى المصارف الزراعية هناك في كل من السقيلبية وشطحة، تكفي لمعرفة قلّة حظهم ومعاناتهم لجهة تأمين بذار القمح فطوابير الفلاحين لا توصف وتذمرهم لاحدود له ويصل أحياناً إلى حدّ النرفزة ومع ذلك يضحك مدير مصرف السقيلبية الزراعي ويقول: أصحاب حاجة وهم محقون فمنذ الصباح يتوافدون إلى المصرف لاستلام بذار القمح غير الموجود فما العمل؟
قول السيد محي الدين الراجح مدير المصرف أكده أيضاً رئيس الرابطة الفلاحية بالغاب حافظ سالم، وهذا يدحض تصريحات المعنيين في وزارة الزراعة وحماة بقولهم: إن البذار متوافر وقد تم تأمينه وغربلته، وسيكون إنتاجه عالياً وسيقاوم الأمراض والصدأ إلى ما هنالك من معزوفات مللنا من سماعها وتكراراها دون فائدة.
اليوم لدينا العديد من القصص تؤكد بأن حظ مزارعي الغاب قليل فعلاً ولما كانت الصحافة الحقيقية صوتاً لا يقول كل ما يسمع وما يردده المعنيون من مكاتبهم بل صوتاً لاستغاثة المزارعين في الأرض فعلى مدار يوم كامل جالت “البعث” وتنقلت بين المصارف الزراعية والرابطة الفلاحية وجمعياتها واستمعت إلى شكاوى المزارعين والمعنيين في آن واحد.. وهاكم التفاصيل.
رئيس الرابطة الفلاحية حافظ سالم قال: لم ينفذ من خطة زراعة القمح حتى الآن أكثر من 25%، معللاً الأسباب لقلة بذار القمح المغربل متسائلاً: أين كان فرع الإكثار طيلة فصل الصيف من الغربلة؟ مؤكداً أن ما نسمعه هنا وهناك من دعم وتوفير المستلزمات الزراعية بعيد كل البعد عن الواقع، وخير دليل هذا الحشد الكبير من الفلاحين أمامكم وقد اتعبونا ولم يتعبوا، وأوضح أن مشكلة غياب بذار القمح عرقلت وأخرت تنفيذ خطة زراعة المحصول.
ليطرح السؤال التالي: كيف يقول مدير عام مؤسسة الإكثار الأسبوع الماضي: إنه يوجد لدى المؤسسة 15 ألف طن من القمح الطري والقاسي المغربل والمعقم؟ ليست هناك أسهل من التصريحات لكن من لم يكن قادراً على تنفيذها فليس جديراً أن يكون في موقع المسؤولية.
وعندما حاولنا الخروج من مقر الرابطة لحق بنا العديد من الفلاحين إلى حيث وجهتنا المصرف الزراعي، وما لم نره في الرابطة رأيناه في المصرف، فلا مكان لوافد جديد، ازدحام للآليات وللبشر، الأمر الذي اقتضى من مدير المصرف محي الدين الراجح أن يعتذر من المزارعين لمدة ربع ساعة فقط ليوضح لنا أين تكمن المشكلة ومعاناته والمزارعين لجهة فقدان بذار القمح.
الراجح أشار إلى أن خطة المصرف من بذار القمح هي 7500 طن تم تأمين  1000 ألف طن منها حتى الآن، وقال: قمنا بتوزيعها تباعاً، وعندما حاولنا الاتصال بمدير فرع بذار حماة لم نفلح فأكد الراجح بأنه على اتصال دائم معه ولذلك تم افتتاح مركز لتوزيع البذار في قلعة المضيق للغربلة والتوزيع لمزارعي القسم الشمالي من سهل الغاب، وعندما حاولنا الذهاب إلى هناك نصحنا بعدم المغامرة كون الطريق غير آمن ويتعذر الوصول.
وفي بلدة شطحة لم يختلف الوضع عن السقيلبية فالازدحام على أشده وكميات بذار القمح قليلة والكل يريد الإسراع في عمليات الزراعة قبل أن يغرق سهل الغاب وعندها تتعذر حراثة الأرض.
وكما بدأت بخبر يهم المزارعين أختتم بخبر مماثل فعندما يقول: المعنيون بالشأن الزراعي بأنه تم تأمين كل شيء، فالواقع يقول: إنه لا يزال هناك نقص كبير في كل شيء، وأن البذار الذي تم توفيره من سلالات محسنة وذو مردود عال ومقاوم للأمراض، كلام نظري وعلينا أن ننتظر لحين جني المحصول لندرك صحة هذه الأقوال على الأرض إنتاجاً لا تصريحاً.
وأخيراً يحق لنا التعليق بالقول: إذا كنا حتى الآن لم نستطع تأمين ما يلزم من بذار للخطة الزراعية واستغاثة المزارعين في سهل الغاب تؤكد صحة ذلك، فما يعني أنه ومن أصل خطة تقدر بـ 65 ألف هكتار لمحصول القمح، لم يزرع منها حتى تاريخه أكثر من 25% والسؤال الذي هو برسم المعنيين: أين البذار الذي تم تأمينه؟!.
محمد فرحة