الصفحة الاولى

بعد فشله في ابتزاز "نداء تونس" الغنوشي يعلن النفير العام لإنقاذ المرزوقي

يحاول رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي تأليب التونسيين على الباجي قائد السبسي زعيم نداء تونس والمرّشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، حيث دعا رئيس كوادر الحركة وقواعدها إلى التصويت بكثافة سرياً لفائدة حليفه الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، في محاولة فاشلة مسبقاً لمنافسة مرشح القوى الوطنية والديمقراطية الباجي قائد السبسي، غير أنه واصل اجترار ما قال: “إن الحركة ستلتزم موقف الحياد من المترشحين”، ممعناً في خداع الناخبين التونسيين، الذين لم تزدهم مناورات النهضة ومكرها سوى إصراراً على إنزال نكسة انتخابية جديدة بالحركة الإخوانية، بعد النكسة التي منيت بها في الانتخابات البرلمانية، والتي فاز فيها حزب نداء تونس بأغلبية مقاعد البرلمان.
ومنذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 26 تشرين الأول، وفاز فيها نداء تونس بالأغلبية، ومن بعدها الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي جرت في 23 تشرين الثاني، وفاز فيها قائد السبسي متقدّماً على المرزوقي، انتهج الغنوشي، القيادي في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، خطاباً تصعيدياً ما انفك يحذّر فيه مما يقول عودة الاستبداد، في محاولة لإيهام التونسيين بأن نداء تونس يمثل قوة مضادة للديمقراطية وبأن زعيمه يمثل عدواً للثورة.
وجاءت دعوة الغنوشي إلى التصويت بكثافة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لتؤكد سعي النهضة، المرتبكة سياسياً والمنبوذة شعبياً، إلى إنقاذ نفسها من الأزمة الخانقة التي تعصف بها، عبر رهانها الخاسر على فوز المرزوقي، الذي يصفه الناخبون بأنه مرشح الجماعات الجهادية، وبأنه الأمل الأخير لمشروع الإخوان المرتبط بالمحور القطري التركي.
وأرجع سياسيون دعوة الغنوشي قواعد النهضة إلى التصويت المكثف الذي لن يكون إلا لفائدة المرزوقي إلى فشل رئيس الحركة في ابتزاز السبسي من أجل تشريكها في الحكومة القادمة، حيث ما انفكت قيادات نداء تونس تنفي أي تحالف مع حركة تختلف معها مبدئياً وسياسياً، مشددة على أن التحالف الطبيعي سيكون مع العائلة الديمقراطية.
وكان انتخاب القيادي في النهضة عبد الفتاح مورو في منصب نائب رئيس البرلمان محمد الناصر القيادي في نداء تونس قد أسال لعاب الحركة، وعمدت إلى الترويج على أن التوافق على تركيبة رئاسة البرلمان هو مؤشر على توافق قادم حول تركيبة الحكومة، غير أن الطيب البكوش الأمين العام لنداء تونس وضع حداً لما روّجت له النهضة، وبدد توجس الأوساط السياسية بشأن مسألة التحالف، حين شدد على أن النهضة تولت منصب النائب الأول لرئيس البرلمان لأنها تمثل الكتلة البرلمانية الثانية ليس أكثر، نافياً أي تحالف أو اتفاق بين الحركة ونداء تونس الذي يمتلك برنامجاً لإنقاذ تونس من الأزمة التي تعيشها مند ثلاث سنوات جراء تجربة الحكم الفاشلة التي قادتها النهضة.
ويعلق المتابعون للشأن التونسي: إن حالة النفير التي أعلنها الغنوشي داخل تنظيم حركته لن تغير شيئاً من حظوظ السبسي في الفوز، ولن تنقذ المرزوقي من هزيمة انتخابية ستضع حداً لأجندة النهضة المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ويعلل المتابعون رأيهم بأن النهضة استنفدت خزانها الانتخابي، الذي صوّت لفائدة المرزوقي، وهو نفس الخزان الذي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 21 من كانون الأول.