الصفحة الاولىمن الاولى

الشعبة المركزية في فرع دمشق تعقد مؤتمرها الهلال: التقرير المقدّم لم يرتق إلى المستوى المطلوب.. والقيادة ستنظّم لقاءات حزبية مخصّصــة للنقد والنقد الذاتي

دمشق-بسام عمار:
تفاوتت الطروحات والمداخلات التي قدّمت في المؤتمر السنوي للشعبة المركزية في فرع دمشق للحزب، الذي عقد أمس بحضور الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق هلال الهلال، حيث ارتقى بعضها إلى المستوى المطلوب، وقدّم نقاطاً مفيدة لتطوير أداء الحزب، لكن بعضها كان شكلياً، ولم يقدّم أي فائدة، رغم أن قيادة الحزب أكدت أنه ليس هناك خطوط حمر في الطرح والنقاش، وأن عامل الوقت ليس مهماً طالما أن الهدف مصلحة الحزب والمصلحة العامة.
الرفيق الهلال أشار إلى أن التقرير المقدّم إلى المؤتمر لم يرتق إلى المستوى المطلوب، لاسيما أننا في حالة حرب، والتوصيات التي تضمّنها يحتاج تحقيقها إلى ميزانيات كبيرة لتنفيذها، وهذا الأمر يفرض علينا أن تكون توصيات المؤتمرات مستقبلاً قابلة للتنفيذ، وأن لا نغوص في العموميات،  وأن نقدم الحلول لمساعدة الجهات المعنية على تجاوز مصاعبها، موضحاً أننا لم نصل إلى الكمال، وأننا مازلنا نواجه الكثير من المشكلات، ولكن لدينا في الوقت ذاته الكثير من الإيجابيات.
وأضاف الرفيق الهلال: إن القيادة حريصة على حضور المؤتمرات إيماناً منها بأهميتها وضرورة الاستماع لما يطرح فيها للاستفادة منها في عملها، والقيادة منذ تشكيلها لم تتوان عن لقاء كوادرها وتواجدت معهم في كل المؤتمرات واللقاءات الحزبية والجماهيرية التي تمت في المحافظات، مشيراً إلى ضرورة تعزيز ثقافة الالتزام الحزبي، لأن تعويلنا هو على رفاقنا الملتزمين الذين حققوا إنجازات خلال الفترة الماضية.
وقال الأمين القطري المساعد في معرض تقييمه للأداء الحزبي خلال الفترة الماضية: إنه لم يكن بالمستوى المطلوب، وغياب دور الحزب زاد من الأزمة، ولو تدخل الحزب لكانت الأزمة قد انتهت، ومع تشكيل القيادة بدأت بضخ الروح في الحزب، واتخذت العديد من القرارات، كان من أهمها تثبيت العضوية، الذي كانت نتائجه مرضية، وفصل وطرد رفاق خالفوا تعليمات الحزب، مطالباً قيادة الفرع برفع قوائم بحق كل من خالف التعليمات ليتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم، منوّهاً إلى ضرورة التشدد بموضوع حضور الاجتماع الحزبي، فالاجتماع أعلى من أي منصب يشغله الرفيق البعثي، داعياً إلى الاهتمام بالفرقة الحزبية وإعطائها الصلاحيات وحرية العمل، لأن دورها كبير، كونها الحلقة الأولى في التنظيم الحزبي، وعليها مهام كبيرة، وأن يتمّ اختيار قيادات كفوءة لها.
وفيما يتعلق بالاستبيان الحزبي ذكر الرفيق الهلال أنه لأول مرة يطبّق مثله في تاريخ الحزب، وهدفه تقويم وتطوير العمل، ومعرفة رأي الجهاز الحزبي بقيادته، لافتاً إلى ضرورة أن تؤدي الشعب والفرق الحزبية دوراً أكبر في الجانب الاجتماعي والخدمي، وأن ترفع التساؤلات التي تقدّم إليها لقيادة الفرع للإجابة عنها، وإعلام المواطنين فيها، مبيناً أن القيادة ستنظم خلال الفترة القادمة لقاءات مع قيادات الفرق ضمن الشعب الحزبية وستكون مخصصة للنقد والنقد الذاتي.
وفيما يتعلق بالجانب الفكري ذكر الأمين القطري المساعد أنه من أولويات عمل القيادة، وهذا الجانب هو مسؤولية كل الوزارات والمنظمات والنقابات، لأننا اليوم بأمس الحاجة إلى جهود الجميع لمواجهة  الفكر المتطرف، كاشفاً أن هناك دراسات أولية لتأسيس إذاعة وفضائية خاصة بالحزب لنقل أفكاره ومبادئه، مستغرباً طروحات بعض الرفاق القائلة: إن أدبيات ومبادئ الحزب لا تصلح للوقت الحالي، مبيناً أن هذه الأدبيات والمبادئ هي التي حمت الحزب وجعلته يصمد حتى الآن.
وعن دور المكتب القانوني في القيادة أوضح الرفيق الهلال أنه يقوم بدوره كسائر المكاتب ويضم نخبة من المستشارين، ويقوم بالدور المطلوب منه، وأنه يجب على الفروع والمنظمات والنقابات أن ترفع إليه القضايا التي تحتاج إلى رأي قانوني، متطرّقاً إلى ضرورة أن يكون للرفاق البعثيين دور في مكافحة الفساد من خلال وثائق وأدلة ورفعها إلى القيادة التي لم تتوان للحظة في معالجة أي حالة ترفع لها.
وحول الآليات المتبعة في اختيار الكوادر لشغل المناصب الإدارية أكد الأمين القطري المساعد أن الاختيار يتمّ وفق معايير خاصة بذلك، والقيادة تتخذ قرارها بناء على هذه المعايير، وعلى المقترحات المقدّمة من الوزير المختص ورئاسة مجلس الوزراء، ومؤخراً تمّ رفض عدد من الترشيحات لعدم انسجامها مع الأسس الموضوعة لذلك، والقيادة تراقب أداء الوزارات والإدارات وهي ليست بعيدة عنها، مشيراً إلى أن أسر الشهداء العسكريين يأخذون كامل حقوقهم، وبلغت نسبة صرف المستحقات 98 بالمئة.
وأكد الرفيق الهلال في رده على التساؤلات الخاصة بالمبادرات التي تطرح اليوم أن سورية لن تقبل بأي تسوية أو مبادرة لا تحقق مصالحها وسيادتها الوطنية، وما لم ترض به سابقاً لن ترضى به اليوم.
أمين الفرع الرفيق جمال القادري ذكر أن التوصيات الواردة في التقرير والمداخلات التي قدّمت سيتم دراستها من قبل قيادة الفرع، وسيتمّ اتخاذ الإجراءات المناسبة لها، مضيفاً: إن قيادة الفرع على تواصل مع الشعبة بشكل مباشر وقامت بمعالجة الكثير من صعوبات العمل.
أمين الشعبة الرفيق تيسير بدور قال: إن التوصيات التي تضمنها التقرير هي مجمل مقترحات الفرق التابعة لعمل الشعبة، وسيتم الأخذ بالملاحظات حول التقرير الذي تمّ التصويت عليه من قبل أعضاء المؤتمر.
المداخلات التي قدّمت أشارت إلى التركيز على الكفاءات لشغل المناصب، ومكافحة الفساد بمختلف أشكاله، وتأسيس إذاعة وتلفزيون خاص بالحزب، وتطوير أداء الإعلام الوطني، وتأمين المستلزمات المادية والكفاءات اللازمة له، ومحاسبة المحتكرين، وتحسين أبنية المحاكم وتشميل المحامين المتعاقدين مع جهات القطاع العام بزيادات الرواتب، وربط دوائر كتاب العدل في القطر بشبكة انترنيت، وتشميل فرع دمشق للمحامين بالضمان الصحي، والإسراع بإصدار النظام الداخلي للمؤسسات والهيئات التي لم تصدر، وتفعيل دور الرقابة الحزبية، وتحديث آلات الطباعة في المؤسسات الإعلامية، وتطوير الإعلام الالكتروني، والاهتمام بقضايا الأطفال، وإقامة المزيد من دورات المحللين السياسيين، والاهتمام بقضايا الشباب والاستفادة من طاقاتهم، وتفعيل الحياة الاجتماعية داخل الحزب.