الصفحة الاولى

إيران تدعو إلى التعاون بين دول المنطقة لمكافحة الإرهاب

اختتم في العاصمة الإيرانية طهران، أمس، أعمال المؤتمر الدولي لنبذ العنف والتطرف، والذي يحمل عنواناً: “نحو عالم خال من العنف والتطرف”، بمشاركة وفد سورية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وأعدت اللجان المتخصصة التي شكّلت في المؤتمر ورقة عمل حول آليات مواجهة التطرف في العالم، وسيتم إرسال الورقة إلى الأمم المتحدة من أجل تنفيذها.
وفي كلمة في ختام أعمال المؤتمر، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن العنف والإرهاب في سورية والعراق يأتي لتأمين مصالح بعض الدول الإقليمية والغربية المستفيدة من أعمال التنظيمات الإرهابية، وقال: إن سورية والعراق أصبحتا ضحية سياسة الازدواجية في التعامل مع ظاهرة الإرهاب، وإن النار التي أشعلتها بعض الدول سترتد عليها، مضيفاً: إن الاستفادة من التنظيمات الإرهابية كأدوات من قبل بعض الدول الإقليمية والغربية جاءت لتحقيق رغباتها بالتوسع في المنطقة والتغطية على أهدافها، وأوضح أن الاستعمار والاحتلال والحروب هي التي ولدت العنف والتطرف في المنطقة.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن التخلص من العنف والتطرف في المنطقة يكون ممكناً عبر التعاون بين دولها، وخاصة إذا تمّ الإدراك بأنهما ينتشران من مجتمع إلى مجتمع آخر، مشيراً إلى أن الآليات الدولية الحالية لمكافحة العنف والإرهاب غير كافية.
كما دعا ظريف، خلال لقائه رئيس الوزراء النرويجي السابق شل ماغنه بوندويك، دول المنطقة إلى المشاركة والمساهمة في مكافحة ظاهرة الإرهاب، فيما أشار بوندويك إلى انتشار ظاهرة التطرف في الشرق الأوسط وانضمام عدد من الرعايا الأوروبيين إلى المجموعات المتطرفة في المنطقة.
في سياق آخر أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن الكيان الصهيوني حاول وعلى مدى السنوات الثلاث ونصف السنة الأخيرة ومن خلال الاعتداء على الأراضي السورية حرف الرأي العام الداخلي عن أزماته ومشاكله الداخلية، وقال: إن الجميع يعرف جيداً أن الكيان الصهيوني أصغر من أن يكون قادراً على القيام بشيء في المنطقة أو أمام سورية، مشيراً إلى أن بعض الدول سواء في المنطقة أو خارجها تقدم الدعم لتنظيم “داعش” الإرهابي لتغيير الأوضاع في العراق وسورية، لكن هذا التنظيم الإرهابي بات يهدد الدول الداعمة له نفسها.
ودعا عضو مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي الغرب إلى محاربة تنظيم داعش الإرهابي وبقية التنظيمات الإرهابية بصورة حقيقية، وإعادة النظر في علاقاتهم مع مراكز انبعاثها، وأكد خلال استقباله نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية الإيرانية ريتشارد بيكن أن محاربة الغرب لتنظيم “داعش” في إطار التحالف الدولي هي محاربة غير حقيقية، في حين أن للغربيين تعاوناً وصداقة عريقة ومتواصلة مع المهد الأيديولوجي لهذا التنظيم الإرهابي، وأوضح أن داعش هو الوليد غير الشرعي لطالبان والقاعدة، اللذين هما أيضاً وليدان غير شرعيين لتحالف بعض الدول الغربية والعربية في المنطقة.
وفي براغ، جدد وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاؤراليك دعوته إلى التفاوض مع الحكومة السورية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، مشدداً على أنه من دونها لن يكون بالإمكان التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وقال: إننا نسمع وبشكل متكرر تحفظات تقول: إنه يصعب التمييز أو بالأحرى من غير الممكن تقريباً رسم حدود فاصلة بين “المعارضة المعتدلة” وبين “المعارضة السيئة” أو المتطرفة، وأن هذا الفصل لا يعمل حين الاستماع إلى أحداث محددة، مضيفاً: إنه دون التفاوض مع الدولة السورية لا يمكننا التوصل إلى حل سياسي.
وأوضح زاؤراليك أنه دعا في مؤتمر بروكسل لإشراك سورية وإيران في الجهود الدولية المبذولة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، لأن السؤال القائم هو فيما إذا كان الرهان على ما يسمى المعارضة المعتدلة سيؤدي إلى نتيجة ما، وقال: إن التصور القائل بأنه ستتم مقاتلة هذه “المعارضة” السيئة بشكل انتقائي، وفي الوقت نفسه عدم تقديم المساعدة للدولة السورية لا يزال قائماً قليلاً، إلّا أن الكثيرين ممن حضروا مؤتمر بروكسل الأخير الخاص بمحاربة تنظيم داعش كانوا يديرون رؤوسهم عجباً من ذلك لأن هذا التصور على ما يبدو قائم على أساس نوايا طيبة غير أنه يخلق عالماً غير موجود، واصفاً إياه بـ”التصور الضعيف”، ولفت إلى أهمية الاستعداد للعودة إلى الحل السياسي، والبحث عن تواصل مع الشرائح السورية، لن يكون من بينها بطبيعة الحال أنصار التنظيمات المتطرفة.
وأوضح  زاؤراليك أن تشيكيا من خلال الإبقاء على سفارتها في دمشق وتمثيلها مصالح الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى في سورية تقوم بدور الجسر الذي يمكن أن يستخدم في حال الضرورة، مشيراً إلى أن تشيكيا تقوم بتنفيذ العديد من المهام الإنسانية، كما أن التواصل مع الحكومة السورية يسمح لها بحل العديد من القضايا أو عندما يتم فقدان أحد رعايا الدول التي يجري تمثيلها، وأضاف: لدينا وبشكل مستمر أقنية محددة يمكن عبرها البحث عن حلول، وفي بعض الحالات ننجح في ذلك الأمر الذي يبرر سعينا، وأكد أن تشيكيا تنبه وبشكل مستمر إلى أن جميع الطرق لم تغلق بعد من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.