الصفحة الاولىمن الاولى

شعبة الخدمات الأولى في فرع دمشق للحزب تعقد مؤتمرها السنوي الهلال: تقديم المزيد من الخطط والأفكار التطويرية

دمشق-بسام عمار:
تركزت نقاشات المؤتمر السنوي لشعبة الخدمات الأولى للحزب في فرع دمشق، بحضور الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب، حول كيفية عودة الروح إلى الاجتماع الحزبي، وأثر مسألة تثبيت العضوية والاستبيان الموزع لمعرفة رأي القواعد بالقيادات الحزبية، وقراءة هذه الخطوة التنظيمية قراءة علمية، وكان للشأن الخدمي والمعيشي وواقع عمل بعض الجهات العامة وعلاقتها بالعمل النقابي جانب لافت من مداخلات الحضور، التي رصدت عمل هذه المؤسسات وطرحت بعض الأفكار لتطوير أدائها.
الرفيق الهلال أكد أن القيادة لم تكن يوماً بعيدة عن كوادرها الحزبية، وهي حريصة على التواجد معهم في أماكن عملهم وحضور مؤتمراتهم للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم وهمومهم، وقال: خلال الفترة الماضية حققنا  هذا الأمر، الذي كان من أولويات عملنا، وسنتابع مستقبلاً ذلك ضمن خطط ستوضع لتعزيز آليات التواصل.
وأضاف الرفيق الهلال: إن لقاء كوادر فرع دمشق ليس كغيره من اللقاءات لما يتميّز به، وللمكانة التي تحتلها دمشق، كونها أقدم عاصمة في العالم وعاصمة العروبة، وهناك تعويل كبير على هذه الكوادر، وعلى ما تقدّمه من مقترحات وآراء، مبيناً أن اللقاءات السابقة كانت مفيدة، وتمّت الاستفادة مما تمّ تقديمه، وإننا نأمل تقديم المزيد من الخطط والأفكار التطويرية، موضحاً أن المؤتمرات الحزبية، على مختلف مستوياتها، هي محطات فكرية في تاريخ الحزب، والقيادة حريصة على عقدها بمواعيدها وإغنائها بالموضوعات والأفكار والطروحات البناءة، وإخراجها بالشكل الذي يتناسب مع المرحلة التي نمر بها، وتوجهات وخطط القيادة، وبالوقت ذاته أن يكون المقدّم فيها بعيداً عن الإنشاء والنمطية والتكرار والثناء والمديح، واعتماد مبدأ الشفافية والنقد كوسيلة لتطوير العمل، والابتعاد عن الشعارات والمصطلحات غير القابلة للتطبيق، وتقديم إنموذج يستطيع دفع مؤتمراتنا صوب ما يجب أن تكونه، وبما يدفع باقي المؤتمرات الحزبية لأن تحذو حذوها، وأن تكون المقترحات متناسبة مع عمل الشعبة التخصصية، أي التركيز على الجانب الحزبي والخطط المستقبلية.
وفي معرض نقاش تقارير المؤتمر لفت الرفيق الهلال إلى أنه من المفيد أن نرتقي بمؤتمراتنا الحزبية، وأعتبر أنه من حيث الشكل، ثمة ملاحظة أولى على التقارير المقدّمة للمؤتمرات الحزبية بشكل عام، وخاصة على مستوى الشعب الحزبية، وهي محاولة قيادة الشعبة تضمين تقريرها لكافة المقترحات والتوصيات الواردة إليها من الفرق الحزبية العاملة في مجالها، وابتعاد الحضور في مداخلاتهم عن طرح ما يصب في عمل المؤتمر، وإتخامه بكل ما يرونه جديراً  أو غير جدير بالطرح، ومن دون أن يكون هذا المؤتمر مكانه المناسب، لافتاً إلى أن الكثير من الطروحات التي قدّمت محقة، ولكن بعض الرفاق نسوا أننا في حالة حرب منذ أربعة أعوام تقريباً، أتت على معظم مقوّمات الدولة، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك بقيت الدولة تقوم بكل واجباتها الاجتماعية رغم التكلفة المالية الكبيرة لهذا الدعم، وبقيت تؤمن الرواتب شهرياً، وهذا بحد ذاته إنجاز وإعجاز لها، وهذا يفرض علينا أن تكون مطالبنا متناسبة مع واقع وإمكانيات الدولة، مشدداً على أن أولوياتنا تتمثل بأمرين أساسيين: تأمين مستلزمات الحياة اليومية للمواطنين، ومقوّمات الصمود الوطني، وقال: إننا الآن في مرحلة إعادة بث الروح في الحزب، ووضع خطط لتطويره، فلا بد أن تكون مؤتمراتنا نوعية.
وفيما يتعلق بنقاش الرفاق أعضاء مؤتمر الشعبة حول تثبيت العضوية ذكر الرفيق الهلال أنه إجراء تنظيمي بحت، والقيادة ستتابعه، وهي راضية عن الأرقام التي ثبتت عضويتها، لأنها تمّت وفق رغبة وإرادة أصحابها، وبدون أي ضغوط، لأننا لا نريد الوقوع مرة أخرى في مشكلة الكمية، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التواصل بين القيادة على مختلف مستوياتها والكوادر، داعياً الرفاق البعثيين إلى تجاوز حالة التقصير في الجانب الفكري والثقافي، والذي ترك آثاراً سلبية سمحت بتغلغل الفكر المتطرف إلينا، رغم بعده عن عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا السمحة، مما يفرض علينا مواجهته بأساليب حوار متطوّرة تبين حقيقته وتعري معتنقيه، علماً أن القيادة مهتمة جداً بالجانب الفكري والعقائدي وهناك الكثير من اللجان المشكّلة لتطويره، إضافة إلى إصدار أكثر من أربعين تعميماً حول مختلف الأحداث والقضايا السياسية، وبالوقت ذاته هناك اهتمام بالجانب التقني لربط القيادة مع فروعها، ومنظومة الربط الالكتروني في مراحها الأخيرة، وهي ستوفّر الوقت والجهد.
وحول موقف الحزب من الحوار الوطني بيّن الرفيق الهلال أن الحزب هو من دعا ورعى الحوار الوطني لاقتناعه بأهميته وضرورته، وهو مستعد للقيام به مع أي جهة تريد المصلحة الوطنية وحقن الدم السوري، إلا  أنه متحفظ على الحوار مع جهات هدفها الحوار لمجرد الحوار ولا تملك حرية القرار، مشدداً على ضرورة متابعة العمل بموضوع المصالحات الوطنية، والتي نجح الحزب بإنجاز الكثير منها، ولجان المصالحة تجتمع في بعض فروع الحزب، نافياً أن يكون دور الحزب قد تراجع لأن دوره اجتماعي، وهو حزب جماهيري، والذي تراجع هو دور بعض الرفاق.
وأكد الأمين القطري المساعد أن علاقة الحزب بالجبهة الوطنية التقدمية علاقة استراتيجية وتحالف تاريخي، والقيادة اليوم تسعى لتطوير هذا التحالف ضمن آليات جديدة وضم بعض الأحزاب والتيارات الوطنية، وأكد أن الواقع السياسي والأمني في تحسّن دائم بفضل إنجازات الجيش العربي السوري والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد.
من جانبه أمين الفرع الرفيق جمال القادري لفت الى أن قيادة الفرع تتابع عمل الشعب بشكل يومي، ومن خلالها عمل الفرق، وهناك اجتماعات دورية معها لمناقشة واقع العمل وصعوباته، وجميع القضايا يتمّ طرحها بشفافية، وقال: إن التقييمات التي تقدّم من الشعب والفرق هي موضع اهتمام من الفرع، ويتمّ الأخذ بها، مبيناً أنه سيتمّ معالجة المداخلات التي قدّمت بالتعاون مع الجهات المعنية.
وكان الرفيق محمد ديب السمان أمين الشعبة تلا المقترحات الواردة في تقرير الشعبة، التي حاولت ما أمكن تلبية حاجات الفرق الحزبية في الشأن الخدمي والمعيشي والفكري وفي المقدمة التنظيمي، تلتها جملة مداخلات قدمها الحضور، تناولت ضرورة اتخاذ إجراء تنظيمي بحق الرفاق غير الملتزمين بالعمل الحزبي، ودعم الفرق الحزبية، ودعت إلى بحث مسألة تطوير فكر الحزب، والاشتغال على هذه القضية، ومتابعة كتابة تاريخ الحزب النضالي، وزيادة عدد دورات كتائب البعث.
ودعت المداخلات إلى تفعيل دور المنظمات الشبابية للاستفادة من طاقات الشباب، وإعادة النظر بالمناهج التربوية، وإيجاد صيغة لمعاملة الشهداء المدنيين، وإحداث رابطة للاتحاد العام النسائي تضم الوحدات العاملة ضمن نطاق عمل الشعبة، وتفعيل الوحدات الهندسية في الجهات العاملة، وإحداث وحدات جديدة، وتفعيل دور مؤسسات التدخل الإيجابي، وأن يكون للحزب دور في عملية الرقابة التموينية إلى جانب الجهات المعنية، وتحسين الواقع الخدمي للمناطق.
اللافت أنه بعد أن عرض كل من كان سجل اسمه لمداخلته، دعا الرفيق الهلال إلى فتح باب الحديث من جديد لمن يرغب، وتحدّث عدد آخر من الحضور عن جملة  قضايا، كان بعضها قد تمّ التطرق إليه، ما استدعى ملاحظة أخرى وهي أننا في مؤتمر تنظيمي، وينبغي أن نعطيه حقه طالما أننا نحاول توصيف مؤتمر الشعبة الحزبية، وطالما أن هناك مؤتمرات نقابية وشعبية تبحث في الشأن المهني، وينبغي أن تعالج ذلك.
تصوير- إياد عنيسي