محليات

برامج دعم الأطفال معنوياً غير كافية والموازنات قليلة تفعيل العيادات النفسية المجانية في كليات التربية لتوفر التجهيزات والكوادر التخصصية

تحاول برامج الدعم النفسي والمعنوي التي تقوم بها الجهات الحكومية والمنظمات الدولية تقديم العلاج والمشورة والرعاية للأطفال في مراكز الإيواء، وبما أن ثمة مشكلة في تعداد الفرق الجوالة التي تتردد باستمرار على المراكز وتجمعات المهجرين بهدف الدعم النفسي فإن المطلوب الاضطلاع بدور أكبر وموسع فيما يتعلق بالتوجه للأشخاص الذين عانوا من صدمات جراء الأزمة.
وتؤكد الدكتورة رآفات أحمد اختصاصية في التشخيص والعلاج النفسي دراسات عليا في علم النفس الإعلامي لـ”البعث” أن برامج الدعم النفسي التي تقدم للأطفال وللراشدين غير كافية، ولاسيما أن الدعم المقدم يعطي الطفل شعوراً بأنه ليس بمفرده، وأن هناك من يقف إلى جانبه في أزمته، وفي ظل ما تعرض له الأطفال من تأثير لمشاهد العنف كالقتل والدم وغيرها ظهرت بصورة لا إرادية حالات خوف ورعب وهلع أصابت الطفولة، في حين أصبح البعض الآخر عدوانياً يمارس سلوكه المكتسب على الحيوانات المتواجدة بالشارع بربطها وخنقها وتعذيبها.
الدكتورة أحمد طالبت بتفعيل عمل العيادات النفسية المجانية في كليات التربية في ظل توفر التجهيزات والكوادر التخصصية متسائلة: لماذا التقصير في خدمات العلاجات النفسية للمحتاجين لها في ظل العدد الكبير جراء الأزمة؟! وتتراوح الآثار ما بين ردود أفعال غير متكيفة لدى الطفل وسلوكيات غير توافقية مع نفسه ومحيطه وغير متناسبة مع عمره الزمني والعقلي، كما يحصل التبول اللاإرادي والخوف نهاراً ومص الأصبع وخلل في نظام النوم والتغذية.. إلخ، وهذه السلوكيات تشكل طائفة من الأمراض والاضطرابات النفسية كالاكتئاب بأنواعه والقلق والحالات الذهانية واضطرابات الكلام، وما يصيب الأطفال عقب الصدمات هو اضطراب الشدة ما بعد الصدمة.
اختصاصية العلاج النفسي دعت للتوجه للأشخاص الذين عانوا من ظروف ضاغطة وأزمات وصدمات لتقديم كافة خدمات العلاج وعدم انتظارهم ليأتوا إلى المختصين فالمصدوم عادة لا يطلب الدعم ولا العلاج إنما ينطوي منزوياً بعيداً في عالمه المرعب البارد الخائف غير قادر على التأقلم مع المحيط الخارجي، فيجب عدم الاكتفاء بالاعتماد على المنظمات الدولية في القيام ببرامج الدعم النفسي بل لا بد أن يتكامل عمل وزارات الدولة بأن ترصد كل وزارة ميزانية خاصة للقيام بورشات عمل موجهة للأهالي والأسر على أرض الواقع وفي المناطق الساخنة، حيث يوجد كوادر متميزة في التأهيل والتدريب في مجال الدعم النفسي والعلاجات النفسية، وهنا التعويل على منظمتي طلائع البعث وشبيبة الثورة في تنظيم هكذا برامج.
دمشق– فداء شاهين