اقتصاد

مزايا واجبة للاستثمار

بدأت وفود رجال الأعمال ومديري بعض الشركات الأجنبية الزائرة للمحافظات السورية، وتحديداً الكبرى منها، ملاحظة التحسّن الأمني فيها، خلافاً لما تتحدّث عنه وسائل الإعلام، ما دفع ببولنديين وفنزويليين وعراقيين وجزائريين إلى التوجّه نحو الاستثمار في سورية وعدم انتظار الأوامر والتوجيهات من الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا.
مشاهدة الواقع كما هو على الأرض السورية، بدأت تثمر اتفاقيات لاستثمار أراضٍ زراعية من مستثمرين عراقيين في المناطق الشرقية، خطوة قد تفتح الباب واسعاً للاستثمار الأجنبي والعربي في القطاع الزراعي الاستراتيجي، وعُدّت سابقة لم تحصل في تاريخ سورية، وكذلك الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة من دول أوروبية صديقة كبولندا وفنزويلا وكازاخستان ومؤخراً الهند.. بدايات تبشّر بإدراك أوروبي وأمريكي وآسيوي لمدى العوائد الاستثمارية المجدية في بلد غني بثرواته وموارده وبتنوع عادات مواطنيه الاستهلاكية.
من هذا المنطلق، وبناءً على النتائج نؤكد مجدّداً أهمية الاستمرار في دعوة المستثمرين إلى زيارة سورية، ليرصدوا الواقع بشكل مباشر وما وصل إليه الوضع الأمني من تطوّرات إيجابية، وأيضاً لأن الزيارات لها دور في تطوير علاقات التعاون مع رجال أعمال يرغبون في معرفة الحقيقة، وسبب هذا التأكيد ما قاله لنا رجال أعمال أجانب وعرب، من أن بعض وسائل الإعلام تقوم بتغطية الشأن السوري بصورة غير حيادية وغير موضوعية ومبالغ فيها، وأن ذلك كان سبباً رئيسياً لقطيعتنا لها مدة ثلاث سنوات؟!.
وإيماناً بالدور الذي تلعبه الرساميل الخارجية، في تحفيز دور القطاع الخاص المحلي والأجنبي، يفترض إعادة النظر في القوانين الخاصة بالاستثمار لبناء نظم مشجّعة للأعمال، مركزة على رجال الأعمال الراغبين بالاستثمار في سورية المؤمنين بأهمية دعمها بمشاريع تعزز صمودها، بحيث يمنح هؤلاء حوافز سخية جذابة، كاستيراد الآلات ووسائل النقل والمواد الأولية معفاة من الرسوم الجمركية، ومن كل ضرائب الدخل وغيرها عدة سنوات، إضافة إلى توصية أخرى لرجال الأعمال الأجانب الزائرين لهيئة الاستثمار السورية، رأوا أهمية نظر الحكومة السورية فيها ملياً، وهي السماح للمستثمر الأجنبي بإعادة رأسمال الاستثمار والأرباح إلى وطنهم بعد سنوات تحدّد عددها الحكومة، إن رغب المستثمر بذلك، وهذا مطلب شرعي للمستثمرين على اعتبار أن رأس المال جبان، وخصوصاً في فترات عدم الاستقرار من جهة، ومن جهة أخرى هي حوافز ومزايا تشجّع على جذب الرساميل الأجنبية للاستثمار في مشاريع حيوية، نحن بأمس الحاجة إليها في ظل الظروف الراهنة.
سامر حلاس
Samer_hl@yahoo.com