تتمات الاولىمحليات

الكنائس تتحدى الإرهاب وتشعل شموع السلام سورية تستحق الفرح.. وإغراءات الهجرة تسقط في امتحان “الوطنية”

بدت زينة دمشق في عيد الميلاد خجولة على غير عادتها، فلم ترتد أحياء القصاع وباب توما والتجارة “حللها وحليها”، ولم تتحلَ شرفات منازلها بالأنوار والعبارات المضيئة على خلاف سنوات ما قبل الحرب، حيث كانت الساحات تكتظ بالناس يتبادلون التهاني والأمنيات حول شجرة عيد الميلاد التي ترمز إلى الخير والثمر، ليتحول ليل دمشق إلى نهار في صورة تعكس عمق التعايش ليس الديني فقط بل والإنساني.
الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار كلها اختزلت مائدة العيد، واقتصرت في بعض المنازل على ما يتيسّر، في وقت بلغ سعر الحجم الصغير من شجرة الميلاد 3000 ليرة و10000 للمتوسطة قابلة للزيادة إضافة للكرات الملونة التي بدأت تسعيرتها من 160 ليرة وما فوق، عدا عن النجوم التي تعتليها والشرائط الملونة لتصل تكلفة شجرة الميلاد الصغيرة بعد التزيين إلى أكثر من 5000ليرة.
للعلم تتكلف العائلة نحو 40 ألف ليرة احتفالاً بليلة الميلاد بعد تقنين الكثير من أطعمة المائدة، وبالرغم من ذلك اكتظت صفحات التواصل الاجتماعي بدعوات شبابية للتزيين والاحتفال انطلاقاً من أن سورية تستحق الفرح، إلا أنها لم تلقَ الكثير من التجاوب ليأتي “ريستال وبيرجع الفرح” الذي صدحت به حناجر جوقة الفرح الدمشقية من كنيسة سيدة دمشق بعد انقطاع عامين كاسراً السكون ومعلناً استمرار الحياة في بلد التعايش والتسامح، وكما كنّا سابقاً أنموذجاً للاختلاف الجميل تتفرد فيه سورية اليوم، فاحترام دين ومعتقد الآخر هو اللبنة الأساسية للعيش المشترك، ومن هنا أُعلنت الحرب علينا ومن هذه الحقيقة التي أوجعت الآخرين أرسلوا أعداء الإسلام والمسيحية لاستهداف الإنسان السوري أولاً وأخيراً.
ورغم محاولة الآخر المعادي تشويه صورة الأديان والعزف على وتر حماية الأقليات، لم ينجح وسقطت ادعاءاته وإغراءاته بالدعوة للهجرة خارج البلد، مقدمين التسهيلات الخلبية والكاذبة. وكان التحدي بإشعال شمعة المحبة والسلام في الكنائس وإعلان الانتماء لهذه الأرض، لتتوضح الصورة أكثر في أعين من نسي عن عمد أو غير عمد أن اليد التي حمت ومازالت تحمي البلد هي اليد السورية.
دمشق– نجوى عيدة