اقتصاد

الكميات المصدَّرة لم تتجاوز 1500 طن عبر الكوريدور السوري الأخضر تدنّي مستوى الحمولات يدفع باتجاه الاستغناء عن فكرة استئجار سفينة “الرورو” والاكتفاء بحاويات مبرّدة

ألغت كل من وزارتي النقل والزراعة إضافة إلى اتحاد المصدّرين السوري  فكرة استئجار سفينة “رورو” للعمل على الخط البحري الذي يعرف بالكوريدور الأخضر الممتد من مرفأ اللاذقية إلى مرفأ نوفوروسيسك الروسي، وحسبما ذكرته بعض المصادر المعنية بهذا الموضوع لـ”البعث” السفينة المذكورة تحتاج إلى حمولات كبيرة وضخمة بمساحة 3 كم من الشاحنات، في حين لم تتجاوز الكميات المصدّرة عبر هذا الخط وبشحنتين 1500 طن فقط، الأولى منها كانت محمّلة بـ27 حاوية قياس 40 قدماً (برادات) وبوزن 517 طناً، أما الثانية فقد كانت بحمولة 50 حاوية بالقياس نفسه وبوزن 992.5 طناً.

تأجيل تلقائي
وفي السياق ذاته توصّلت الجهات المعنية الآنفة الذكر في اجتماعها الأخير المنعقد والمخصص لدراسة مقترح المصرف المركزي حول تمويل مشروع خط النقل الوارد في دراسة الكوريدور الأخضر، إلى نقاط مفصلية تتمحور حول أنه نظراً لعدم إمكانية تأمين منتجات زراعية كافية لتشغيل سفينة RORO في الوقت الحالي لأن هذه السفينة تحتاج إلى حمولة ضخمة، وبشكل تلقائي يؤجّل البحث بمسألة التمويل المقترح من المركزي، إضافة إلى تأكيد دعم وتقديم التسهيلات اللازمة للخط البحري الحالي بين مرفأي اللاذقية ونوفوروسيسك باستخدام سفن حاويات مبرّدة، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات اللازمة من كل الجهات لتشجيع استخدام الخط البحري بين البلدين لتشمل جميع البضائع.

استمرارية
مدير النقل البحري بوزارة النقل المهندس حسام الدوماني أشار إلى أنه بغية الحفاظ على حيوية واستمرارية الخط، وكيلا يتعرض للتوقف كما حصل لخط فيسمار بين مرفأ فينيسيا الإيطالي ومرفأي الإسكندرية وطرطوس، تم الاتفاق مع الجهات المعنية على تفعيل الخط المذكور من خلال  العمل والتنسيق والطلب من كل الجهات سواء الرسمية أم الخاصة شحن بضائعهم من خلال الخط القائم.

دراسة
الجدير بالذكر أن المركز الوطني للسياسات الزراعية في وزارة الزراعة سبق له أن أعدّ دراسة حملت عنوان “الكوريدور الأخضر السوري: النفاذ بحراً إلى الأسواق الشرقية”، وتناولت هذه الدراسة مميزات النقل البحري الزراعي وخصوصيات الواقع السوري وتقديم مقترحات لخطوط بحرية سورية مع الدول الشرقية الصديقة، واستخدامها لتصدير بعض السلع الزراعية السورية، وذلك انسجاماً مع السياسة العامة للحكومة السورية التي تقضي بالاتجاه شرقاً خلال المرحلة الحالية، كما قامت بتصميم وتطبيق أنموذج رياضي اقتصادي لمعرفة مدى أهمية النقل البحري في تعزيز التجارة الزراعية، حيث بيّنت هذه الدراسة أن الكوريدور يعتمد نظام الـ(RORO) الذي هو اختصار لعبارة (Roll-on/roll-off) أي “تدحرج من – تدحرج إلى”، ويستخدم بهذا النظام سفن كبيرة لحمل شاحنات ذات عجلات، وخلافاً للسفن الأخرى تمتاز هذه الطريقة بصعود الشاحنات المحمّلة بالسلع الزراعية إلى سطح السفينة أي دون تفريغ وتحميل، ثم نزولها من السفينة بالطريقة نفسها في المرفأ المقصود، ما يوفر بالتالي الوقت ويقلل احتمال تلف السلع الزراعية المشحونة، كما أنه يحدّ من الفاقد الذي قد تتسبّب به عملية التفريغ والتحميل في المرفأ، فضلاً عن كونه أكثر كفاءة اقتصادياً من ناحية التكاليف حيث يتم توفير تكاليف التحميل والتفريغ ويبقى سائقو الشاحنات مع شاحناتهم على ظهر السفينة ليعودوا ويقودوها مجدّداً بعد النزول إلى المرفأ في البلد المستورد.
كما قدّمت الدراسة مقترحاً عملياً لربط مرفأ اللاذقية بمرفأ نوفوروسيسك الروسي بواسطة كوريدور أخضر، على أن يتم عرض المشروع في حال تبنّيه من الجهات المعنية على جهات مانحة أخرى للمساهمة بتمويله وتنفيذه، علماً أن الدراسة كانت بصدد تقديم مقترح آخر يتعلق بمرفأ أوديسا الأوكراني، إلا أن التطورات السياسية في أوكرانيا أدّت إلى صرف النظر حالياً عن مقترح الكوريدور الأخضر مع أوكرانيا والاكتفاء بمقترح الكوريدور الأخضر مع روسيا.
دمشق – محمد زكريا