ثقافة

أحـلام مـزهـرة بـالـحـيـاة

سلوى عباس

صباح الحلم والأمل سورية.. . صباح الحب والشموخ والعزة لبواسل جيشنا العظيم.. صباحكم سوري مندى بعبق الياسمين. هو الضوء يلفح ليالي العتمة المديدة.. آن هلّ صبح استيقظ فيه الناس على قدوم العام الجديد.. يرقبون اللحظات تمضي ليقترب موعده.. أخذوا ينسجون أحلامهم حول لحظة يطل فيها مشرقاً بالأمل والفرح، ويودعون عامهم بكل لحظاته، وما حمله من ذكريات..
هي الساعات الأخيرة من عام 2014 والناس يحتفلون بليلة رأس السنة يودعون عاما حمل حقائبه واعتمر  قبعة الرحيل معلنا قدوم عام جديد أطل علينا بكل ما يحمل من مفاجآت وأحلام يفردها حلما حلما، فيدغدغ آمالنا، ويرسم لنا آفاقا بطيوف ملونة ننسجها بخيالنا وأمانينا الخضراء كربيع نثر وروده في أروقة الزمان والمكان ليفوح عبيرها عطرا شذيا.. عام رحل تاركا وراءه الكثير من الخيبات والانكسارات والأحلام المشروخة.. فكم من أحبة غادرونا إلى عالم آخر مختلف لاندري إذا كانوا يحسبون فيه الأعوام كما نحسبها، ولا إذا كانت أيامهم  تتشابه مع أيامنا.. هي الحياة تسير برتمها المعتاد لاتتوقف أبدا والأجيال تعيش تفاصيلها كما يرسمها لها القدر، وكل جيل يسلم الجيل الذي يليه راية الغد، الشباب يمثلون امتدادا لأحلام  الكبار وآمالهم التي لم يتمكنوا من تحقيقها، ليكونوا الشهود على هذه الأحلام الفتية يباركونها ويشعلون فيها جذوة الأمل. ومع بداية العام الجديد الذي يئن تحت وطأة حقائبه المترعة بغيبيات يترجمها كل واحد منا حسب ما يتمنى ويريد.. هل لنا أن نقف لحظة مع أنفسنا نراجع فيها حساباتنا.. وأن نكون صريحين في رؤيتنا لأنفسنا ولمن حولنا، ونعمل على استدراك الحلم والامساك به من جديد..
اليوم.. ونحن نرتب أولويات أيامنا نجدد لكم شهداؤنا صدق عهد قطعناه لكم أن نكون أوفياء لرسالتكم، وأن نسافر إلى المدى المفتوح على الغد المشرق، وأمام رحابة اللحظة التي نعيشها الآن نحتفي بكم بكلماتنا المكتوبة بفرح القلب وألق الذاكرة لأن أعناقنا مطوقة بياسمين طهارتكم نغزل منها وشاحاً جديداً للحياة، ننهض من أحزاننا وآلامنا ونفتح في الحياة نوافذ تطل على أمل رسمته دماءكم التي حررتنا من فصول الألم التي تعاقبت علينا لسنوات أربع، فوردة بيضاء لأرواحكم وتهنئة من القلب أن يحمل لكم وسام الشهادة المجد والخلود.
وأنتم يا جنودنا الميامين المرابضين على حدود الحلم تنسجون للوطن الذي تعاهدتم معه على الوفاء وشاح النصر ولملمة الجراح لتبقى سورية قوية ومشرقة بإيمان أبنائها بها الذين ظلوا يحملون رايتها بيرقاً موسوماً بالأمل، لتجسّدوا أنتم هذا الأمل  حيث تنبت بطولاتكم شجرة من عبق الحياة.
وأنت يا أم الشهيد.. نناشدك في هذا اليوم ألا توقفي إكسيرك الرائع.. ولا تقللي من جرعاتك لمن يحتاجها، ولا تبعدي غمامتك الجليلة عن أرواحنا.. أنت ملحمة العطاء وينبوع الحنان والحب الصادق، يكفيك فخراً أنك قدمت بروحك ووجدانك أجمل هدية للوطن.
ولسورية حبيبتنا التي ترسم أحلامنا.. وفي لحظة من عمر الزمن يهمي كل الياسمين من عليائها في قلوبنا، يدخل اسمها في وقع أيامنا من بوابة الشغف.
في العام الجديد.. أفتح نافذة قلبي المفضية للحياة.. وأطيّر في سمائها حمامة من أمنيات وآمال، أحمّلها وجدي وأحلامي الندية، أن يشع ضوء النهار في أرواح السوريين جميعاً، لندرك أن هناك حياة، ولتعلن فينا أعيادنا، وتطير حولنا فراشات الفرح. ووردة من حب وأمل أن تكون 2015 مباركة على الناس جميعا، وأن تكون سنة خير وعطاء، وأن تكون الحياة مزهرة بالأحلام والأمل دائما..