اقتصاد

أمنيات “بسيطة”.. لكنها؟

على الرغم من أن العام 2014 قد طوى آخر صفحاته، إلاّ أنه أبقى أبواب تداعيات أحداثه عامة والاقتصادية خاصة مشرعة على العديد من التوقعات والتقديرات، سواء المتفائلة منها أم المتشائمة.
ولأننا محكومون بالأولى في ظل اللا خيار أمام معطيات اقتصادية داخلية وإقليمية وعالمية متناقضة، علينا كحكومة وشعب بشرف المحاولة الصادقة وما فيها من أجر، علّنا نخفّف من كم الأفخاخ والألغام الاقتصادية وآثارها التي تنصب لنا مباشرة أو بشكل غير مباشر.
تحديات عديدة تترصد أداءنا، ومراهنات وصفقات مثلها تتربص بكل خطواتنا، وما علينا في مواجهتها سواء البناء على الإيجابي المحقّق إنجازه خلال العام المنصرم مهما كان نسبياً ومتواضعاً، وخاصة في المجال الصناعي والزراعي لأنهما الرافعتان الأهم لصمودنا المرتكز على صمودنا الاقتصادي، ولاسيما في ضوء الضرر البالغ الذي طال قطاعات أخرى كالسياحة والنفط مثلاً.
إذاً نحن أمام استحقاقات وسنة أخرى من الصمود تتطلّب المعرفة الدقيقة بكل خطوة نخطوها وتحديد الأهداف التكتيكية والمرحلية، ما يعني أن على جميع وزاراتنا وجهاتنا العامة والخاصة التناغم والانسجام في القادم من قرارات وأعمال، أكان ذلك لناحية أولوية المشاريع أو البرامج وما تتطلبه من مناخات عمل محفزة واضحة المعالم، تعتمد خططاً مدروسة قائمة على توقع كل الاحتمالات.
خطط بقدر ما يجب أن تعتمد على مقدراتنا الذاتية والنجاحات التي ستحقّق، بقدر ما يجب أن تأخذ بكثير من التحسب والحسبان المتغيرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، كانخفاض أسعار النفط أو ما هو متوقع من ارتفاع لها، وما يحدث من متغيرات نقدية وغير نقدية في الدول الصديقة لنا، انخفض سعر الروبل الروسي مثلاً، وأثّر ذلك على حركة مستورداتنا وصادراتنا شرقاً.
كما علينا ألاّ نكون بعيدين عما يحدث من متغيّرات اقتصادية في الغرب، وما يمكن أن تفتحه لنا من فرص يجب تسخيرها لمصالحنا، وهنا تكمن الحرفية والحنكة في توظيف المتناقضات المتوقع توضحها خلال العام الحالي.
بالمختصر.. مصيرنا ومستقبلنا محكوم بقدرتنا على التحكم بكل مفاصل العمل، ومحكوم بقدرتنا على الفعل لا ردّ الفعل، وهذا مبعث تفاؤلنا وبالوقت نفسه مبعث تخوفنا.
هي أمنيات بسيطة لكن تطبيقها سابقاً وحالياً ولاحقاً كان وسيكون عوامل منعة وقوة اقتصادية لو تم ويتم استثمارها بالمكان والزمان المناسبين.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com