محليات

في قرى المخرّم.. أم العمد والبويضة ونوى الوقود مفقود وأصحاب المحطات يبيعونه تحت جنح الظلام

لم يعُد المواطن في حمص وريفها على وجه الخصوص يدري من أين يداوي جراحه المعيشية اليومية، لأن من أراد لضميره أن يدخل غرفة إنعاش مصالحه يعتبر أن الأزمة تخدمه واستمرارها يدعم جيوبه بالمزيد من الأموال غير المشروعة التي تتضخّم على حساب الوطن والمواطن على حدّ سواء، وفي منطقة المخرّم وقراها ما زال المواطن يؤمن بأن دولته قادرة على قمع المتاجرين بالأزمة الذين يهدفون إلى زيادة أرباحهم التي يقتنصونها من فم المواطن.
وفي قرى أم العمد ونوى والبويضة ما زال المواطن يعيش تحت رحمة هؤلاء التجار الذين باعوا ضميرهم لشيطان المال، فمحطتا الوقود الوحيدتان لم يعِ أصحابها أزمة الوطن، بل اعتبروها فرصة لزيادة أرباحهم على حسابه وحساب المواطن، فعلى الرغم من أن خزاناتهم ملأى بالوقود، لكنهم حوّلوا شرعيتها إلى أموال ماهيّتها من المهرّبين وتجار السوق السوداء، وبقي المواطن يعاني قلة الوقود، ويتساءل بحرقة ليس من المعقول أن تغيب الرقابة التموينية وهي موجودة وشاهدة على ما يحصل سرّاً وعلانية، كما أن السلطة التنفيذية في منطقة المخرّم حاضرة في مكاتبها وغائبة عن محاسبة المتاجرين بالوطن والمواطن.
الكثير من سكان هذه القرى اعتبروا ما يحصل في محطتي الوقود جريمة بحقهم وحق الوطن، مطالبين الجهات الرسمية بمحاسبة من يتاجر بالمواطن بأقصى العقوبات، وخاصة الذين يتقاضون الرشاوى للتغطية على المخالفات التي أصبحت هي القانون السائد في تلك المنطقة، فهل نرى سلطة المحافظة تردع من تسوّل له نفسه المتاجرة بالوطن والمواطن ومن يحميه، أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه؟
لننتظر ونرَ.
حمص – نزار جمول