اقتصاد

نقطة ساخنة … متى تصبح لنا فرصنا..؟!

سيدة سورية.. وهي أم لعدّة أطفال، دفعتها الظروف المناخية القاسية، لتطبّق من حيث تدري أو لا تدري، المثل القائل: “الحاجة أم الاختراع”، بعد أن أعيتها الحيلة والوسيلة لتأمين الدفء لفلذات كبدها.

قامت ورغم محدودية تعليمها، بطريقة بسيطة لتدفئة الغرفة، عبر تثبيت بوري مدفأة بطول متر ونصف فوق “غاز سفير”، فمنحت عائلتها ما أملته من دفء، ولو أنه ليس بالمقدار الكامل.

هذه السيدة ليست بمخترعة ولا مبدعة، ولكن استطاعت فعل شيء.

هي واقعة كنّا شاهدين عليها ونلنا مما جادت به فطرتها، لكن ماذا يمكن أن نقول أو تقولوا فيما أطلق عليها مركز بحوث الطاقة، سواء الكهربائية أو الصناعية أو غيرهما؟.

كما لا ضير أن نتساءل عمّا أنجزته في صميم اختصاصها، وهل استطاعت أن تحتضن العشرات لا بل المئات من المخترعين والاختراعات؟.

وأيضاً نسأل: أين وصلنا حول ما تمّ الاتفاق عليه ما بين القطاع العام ممثلاً بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والقطاع الخاص ممثلاً بغرفه العديدة، خلال معرض الباسل للإبداع والاختراع، حيث تمّ الإعلان عن احتضان تلك الكفاءات المبدعة في حاضنات أعمال وتقديم الدعم اللازم، لتكون اختراعاتهم منطلقاً لصناعات سورية خالصة؟!.

على حدّ علمنا لا شيء حتى الآن، علماً أن هناك عمالاً سوريين مهرة استطاعوا تصنيع عدد من الأجهزة الكهربائية، من شواحن ومحولات وغير ذلك، وبجودة منافسة ومكفولة مقارنة مع ما ينهال علينا استيراداً كالتراب من أجهزة صينية مماثلة.

مخترعون عديدون التقيناهم، يحملون بين أيديهم مشاريع صناعية واعدة ومنها ما قد يكون مخرجاً في هذه الظروف، إلاّ أن معاناتهم وعدم الاهتمام والاستخفاف، كانت كافية ليعلموا أن هناك إشارة مرور تمنع!!.

من تلك الإشارات، الإشارة المعنونة تحت يافطة “فرص تجارية”، تعلنها بين الفينة والأخرى غرفنا الاقتصادية.

على سبيل المثال تعلن إحداها عن شركة أجنبية مصنّعة لأجهزة كهربائية، تعرض منتجاتها وتبدي استعدادها للتعاون في تسويق منتجاتها مع شركات سورية لتصديرها إلينا.

إذاً بعض السر في التجارة والكثير من الشطارة، خاصة إذا ما علمنا أن الفارق في الربح -كما حدّد في القرارالأخير للتجارة الداخلية وحماية المستهلك– ما بين الأجهزة الكهربائية المستوردة والمنتجة محلياً لا يتعدى الـ 10%، أي 25% للمستورد و35% للمحلي؟!.

فلماذا وجع الرأس والمخاطرة وو…. بالتصنيع محلياً، ما دام المستورد “على قفى من يشيل”؟!.

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com