الصفحة الاولى

الرئيس الأسد في حوار مع صحيفة "ليتيرارني نوفيني" التشيكية :

ما يريده الغرب هو دول تابعة تحكمها دمى.. وهذا جوهر المشكلة معه

ما حدث في فرنسا بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية المسؤولة عمّا حدث في منطقتنا

شدد السيد الرئيس بشار الأسد على أن سورية تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، وأن ما جرى في فرنسا من أحداث أثبت صحة ما كانت تقوله سورية، منذ بداية الأزمة، وكان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية، لأنها هي المسؤولة عمّا حدث في منطقتنا، وفي فرنسا مؤخراً، مشيراً إلى أن سورية كانت تقول للسياسيين الغربيين بأنه لا يجوز أن تدعموا الإرهاب، وأن توفروا مظلة سياسية له، لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم، لكنهم لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيّقي الأفق، وأضاف، في حوار مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية ينشر اليوم: يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب، علينا أن نحارب الإرهابيين، هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية، لكن إذا أردنا أن نتحدّث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة، ينبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة، كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب: العلاقة مع الغرب لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل فحول سؤال عن تغيّر سياسة الغرب تجاه سورية وربطها بتغيّر السياسة السورية، قال الرئيس الأسد: في الواقع، أنا لم أتغيّر على الإطلاق، لا أنا ولا سياساتنا ولا قيمنا أو مبادئنا. المشكلة مع الغرب، وهي ليست مشكلة جديدة، تتعلق باستقلال بلادنا، وهذه في الواقع مشكلة الغرب مع العديد من البلدان الأخرى، ومنها سورية. وأضاف: بين عامي 2008 و2010، كانت العلاقة جيدة، لكنها في الحقيقة لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل. على سبيل المثال، كانت فرنسا تريد من سورية أن تلعب دوراً مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي. لم يكن المطلوب هو المشاركة في ذلك الملف بل إقناع إيران باتخاذ خطوات تتنافى مع مصالحها، فرفضنا ذلك. كما أرادوا منّا أن نتخذ موقفاً ضد المقاومة في منطقتنا قبل إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين والبلدان المجاورة، فرفضنا ذلك أيضاً. أرادوا منّا أن نوقّع اتفاقية الشراكة الأوروبية التي تتعارض مع مصالحنا وتحوّل بلادنا إلى سوق مفتوح لمنتجاتهم، بينما يمنحوننا جزءاً صغيراً جداً من أسواقهم. رفضنا القيام بذلك لأنه يتعارض مع مصالح الشعب السوري. هذه أمثلة قليلة على تلك العلاقة، الأمر ذاته يحدث الآن مع روسيا؛ فقبل عقدين كانت روسيا صديقاً مقرباً للغرب. فجأة، أصبحت روسيا بلداً عدوانياً، وشرع الغرب في شيطنة الرئيس بوتين واستعمل حملة شبيهة للحملة الدعائية في الحالتين السورية والروسية. إذاً، المشكلة تكمن في استقلال هذه البلدان. ما يريده الغرب هو دول تابعة تحكمها دمى، هذا جوهر المشكلة مع الغرب. الأمر لا يتعلق لا بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة، والمثال الصارخ على ذلك هو ما حدث في ليبيا، وأعمال القتل المستمرة في سورية بدعم من الغرب.  مستعدون للتعاون مع أي بلد يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب  ورداً على سؤال حول تعاون سورية فيما سمته أمريكا الحرب على الإرهاب، قال الرئيس الأسد: نحن نعاني من التطرّف منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن. والإرهاب، بشكله الصارخ، ظهر في سورية في سبعينيات القرن العشرين. منذ ذلك الحين طالبنا بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. في حينها لم يكترث أحد لذلك. في الغرب، لم يكونوا على علم بهذه المشكلة. ولذلك كنّا مستعدين دائماً للمساعدة والتعاون مع أي بلد يرغب بمكافحة الإرهاب، لذلك السبب ساعدنا الأميركيين، وكنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب. ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً، سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها. مشكلة الغرب أنه لم يفهم كيفية التعامل مع هذه القضية. اعتقدوا أن مكافحة الإرهاب شبيهة بلعبة من ألعاب الكمبيوتر، وهذا غير صحيح. ينبغي مكافحة الإرهاب عن طريق الثقافة، والاقتصاد، وفي مختلف المجالات.  ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم وحول الأحداث التي حصلت في فرنسا مؤخراً، قال الرئيس الأسد: عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب، ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني من هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سورية، ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا. لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدّث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية. كنّا نقول: لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفّروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم. لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيّقي الأفق. وما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، وربما ما حدث سابقاً في بلدان أوروبية أخرى.  وأكد الرئيس الأسد أنه يجب التفريق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدّث عن الواقع الراهن، علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدّث عن مكافحة الإرهاب
فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. ينبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة، كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب، وأضاف سيادته: المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001. كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها، قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان. السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر. لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة. لم نرَ أية جهود جدية يبذلها أي بلد أوروبي حتى الآن  ورداً على سؤال حول تغيّر الموقف الأوروبي حول مايجري في سورية قال الرئيس الأسد:  ثمة تغيّر بطيء وخجول، لكنهم لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين. لا يجرؤن على فعل ذلك لأنهم مضوا في هذا الطريق أبعد مما ينبغي، فقد شيطنوا سورية، الدولة والرئيس والجيش وكل شيء. ما الذي يستطيعون قوله للرأي العام عندهم الآن بعد أربع سنوات؟، هل يقولون إنهم كانوا مخطئين؟، لا يستطيعون فعل ذلك، لذلك فإنهم يقولون إنهم يعترفون بوجود الإرهاب في منطقتنا. لكنهم يضيفون بأن سبب ما حدث هو الرئيس. لا يعترفون بأي شيء آخر. إذاً، هناك بعض التغيير ولدينا اتصالات مع بعض المسؤولين على مستويات مختلفة، وهي اتصالات غير معلنة بالطبع، فنحن لا نذكر أسماء الأشخاص أو الدول، وقد قال هؤلاء المسؤولون: إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة، وإنهم يريدون تصحيح هذه السياسات. نحن لا مشكلة لدينا، فالمسألة ليست مسألة حب وكراهية، بل تتعلق بمصالح الدول. لكني لا أعتقد أنهم سيحدثون تغييرات سريعة، لأننا لم نرَ أية جهود جدية يبذلها أي بلد أوروبي حتى الآن. جمهورية التشيك لديها رؤية أوضح وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية لجمهورية التشيك حيال سورية، قال الرئيس الأسد: إذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام نرى أن دوله لم تتخذ مواقف متماثلة خلال الأزمة. كانت جمهورية التشيك ورومانيا من البلدان التي احتفظت بعلاقاتها مع سورية خلال الأزمة، وهذا أمر هام، رغم أنه لا يعني أنهما تدعمان حكومتنا أو تتفقان معها حول كل شيء، أو حول بعض الأشياء، أو أي شيء من هذا القبيل، بل يعني أنه طالما ظلت هذه العلاقات قائمة فإنهما يستطيعان فهم ما يحدث بطريقة أفضل. وهكذا، أستطيع القول فيما يتعلق بجمهورية التشيك: إن علاقاتنا لم تكن جيدة جداً قبل الأزمة. لكن خلال الأزمة تبيّن أن لديها رؤية أوضح من غيرها. وقد كان ذلك لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر أهمية هو أنه من خلال المحافظة على هذه العلاقات، كان بوسعها رؤية الأمور وتحليلها وفهم ما يحدث فعلاً، وبذلك تكون أكثر موضوعية من البلدان الأوروبية الأخرى.  “التفسير الوهابي” أساس الإرهاب  ورداً على سؤال حول انتشار التطرف في المنطقة، قال الرئيس الأسد: نحن كمسلمين معتدلين لا نعتبر هذا الإسلام المتطرف إسلاماً. ليس هناك تطرف في أي دين، سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية. كل الأديان معتدلة، وعندما يكون هناك تطرف فهو انحراف عن الدين، لكن إذا أردنا استعمال مصطلح الإسلام الراديكالي، كما قلتِ، أعتقد أن هذا صحيح، لأن “الإسلام الراديكالي” تمّ غرسه في أذهان شعوب المنطقة لما لا يقل عن أربعة عقود بتأثير من الأموال السعودية ونشر التفسير الوهابي للإسلام، وهو تفسير متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي، ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة. وهكذا، وطالما استمر تدفق هذه الأموال بنفس الاتجاه ولنفس الأسباب، من خلال المدارس الدينية والقنوات التلفزيونية الدينية، وما إلى ذلك، فإنه سيصبح أكثر انتشاراً، ليس فقط في منطقتنا بل في أوروبا أيضاً، وما حدث بالأمس في فرنسا مؤشر قوي على ذلك. أعني أن هذا الحدث الإرهابي الذي وقع في باريس لم يأتِ من فراغ. لم يحدث لأن بعض الأشخاص أرادوا الانتقام لنشر بعض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. في الواقع، فإن هذه هي النتيجة الطبيعية للأيديولوجيا المتطرفة والمنغلقة والقروسطية التي يعد منشؤها الأصلي السعودية. وهكذا، ليس ثمة ما يدعو للقول: إن هذه الأيديولوجيا ستتراجع في المستقبل القريب ما لم يوقف العالم تدفق الأموال في الاتجاه الخطأ في دعم هذه الأيديولوجيا المتطرفة التي تفضي إلى هذا النوع من الإرهاب.  الأبواب مفتوحة للمزيد من المصالحات وحول عمليات المصالحة الوطنية في مختلف المناطق، قال الرئيس الأسد:إن جهود المصالحة نجحت في العديد من المناطق، ونحن لا نتحدث عن شيء خيالي أو مجرد أمنيات. لقد حدث هذا في الواقع. في البداية كان السؤال الذي طرحناه على أنفسنا. هل سننجح؟ هل يمكن للناس أن تنسى العداوات والدماء؟، هذا أمر ليس بالسهل، ولم يكن سهلاً في البداية، خصوصاً عندما يكون مع جماعات مختلفة، بعضها متطرف يرفض هذه المصالحة، كجبهة النصرة و”داعش” في بعض المناطق. وقد نجحت هذه المجموعات فعلياً في إفشال هذه المحاولات، أما في مناطق أخرى حيث أصرّت أغلبية المجموعات على تحقيق المصالحة، فإن المصالحة نجحت وتمكّنت المجموعات المنخرطة فيها من إخراج المجموعات المعارضة لها من مناطقها. وإذا أردنا التحدث عن الواقع، فإن الأشخاص الذين كانوا يقاتلون
بعضهم بعضاً، إلى جانب الحكومة أو ضدها، عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، وأعادوا بناء علاقات الصداقة فيما بينهم، ويتعاملون مع بعضهم بعضاً بشكل يومي لأنهم كانوا أصدقاء وجيراناً قبل الأزمة وقبل الأحداث. في الواقع، لقد نجحت جهود المصالحة في معظم المناطق لأن الأشخاص الذين شاركوا فيها أدركوا أنهم كانوا قبل المصالحة يمضون في الاتجاه الخطأ، وأدركوا أنهم كانوا يُستعملون كأدوات مقابل الأموال التي كانت تتدفق من قطر والسعودية وفي خدمة أيديولوجيا أردوغان الإخوانية المنغلقة في تركيا، وأدركوا أنهم ألحقوا الضرر ببلادهم، فتحوّلوا إلى الاتجاه الصحيح، وهنا كان النجاح.   وأكد الرئيس الأسد أن سورية بدأت بوضع الخطط للشروع في عملية إعادة الإعمار، ولا يتعلق الأمر بالبنية التحتية وحسب، بل يتعلق أيضاً بإعادة بناء الإنسان، وقال: إنها خطة بعيدة المدى، وستشمل مناطق مختلفة من سورية ألحق الإرهاب بها الدمار، وأضاف: فيما يتعلق بالبلدان التي يمكن أن تشارك في إعادة الإعمار فإن العملية ستكون انتقائية، ولن تكون مفتوحة للجميع. لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل بمشاركة أية شركة من بلدٍ معادٍ كان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري خلال الأزمة. لا نرغب بإضاعة أية فرصة سياسية وحول اللقاءات التشاورية المزمع عقدها في موسكو، قال الرئيس الأسد: برأيي الموقف الروسي هو دعم سورية في حربها ضد الإرهاب، وهذا أمر هام، وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام مسار سياسي، وموقفنا يتطابق مع هذا الموقف، وهو أننا لا نرغب بإضاعة أية فرصة سياسية، وهذا ما نحاول فعله، وإذا نجحنا فهذا أمر جيد. وإذا لم ننجح فإننا لن نخسر شيئاً. وهكذا، فإننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار، وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سورية، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل. لكن فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ إننا نتعامل مع شخصيات، وعندما نتحدث عن المعارضة فإننا لا نتحدّث عن شخص يعارض شيئاً ما. يمكن لأي شخص أن يعارض أي شيء. المعارضة، بالمعنى السياسي هي حزب، أو كيان لديه ممثلون في الإدارة المحلية، أو البرلمان، ويمكن أن يؤثر في الناس في بلده ويعمل من أجل بلده ولا يعمل لمصلحة جهات أجنبية. أعتقد أن هذا مفهوم عالمي. الآن، نحن نتحدّث عن شخصيات مختلفة، بعضها شخصيات وطنية، وبعضها ليس لها أي نفوذ، ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها، وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً. وبناءً على كل ذلك فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها.. رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه. إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية.  أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب ستنعكس إيجاباً على المنطقة  ورداً على سؤال حول علاقة روسيا بالغرب ومنعكساتها على سورية والمنطقة أكد الرئيس الأسد أن أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالأخص فيما يتعلق بسورية. لكني أود القول: إن الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سورية. ثانياً: إذا أردنا التحدث عن العلاقات الدولية وآثارها، فإنها بحاجة للجدية. فعندما نتحدّث عن الأرضية المشتركة، ما هي طبيعة هذه الأرضية المشتركة، ما مدى جدية الولايات المتحدة في محاربة داعش؟!، حتى الآن ما تقوم به هو عمليات تجميلية، في حين أن الروس مصممون جداً على محاربة الإرهاب. وفي نفس السياق، ما مدى جدية الولايات المتحدة في التأثير على تركيا وقطر والسعودية -وهذه الدول ليست حليفة للولايات المتحدة بل هي دمى في يدها- ما مدى النفوذ الذي ستمارسه الولايات المتحدة عليها لوقف تدفق المال والسلاح والإرهابيين على سورية. ما لم تتم الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن التوصل إلى هذه الأرضية المشتركة. حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تمارس ألعاباً وتمارس لعبة الانتظار. ما تريده الولايات المتحدة في المحصلة هو استعمال روسيا ضد سورية، تريد من روسيا أن تمارس الضغوط على سورية. هذه هي الأرضية المشتركة التي يبحث عنها الأميركيون، وليست الأرضية المشتركة اللازمة لمحاربة الإرهاب، والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله واحترام سيادة كل البلدان، بما فيها سورية. حتى الآن لا نرى وجود هذه الأرضية المشتركة. الروس يحاولون ما بوسعهم لإيجاد هذه الأرضية المشتركة، لكني لا أعتقد أن الأميركيين سيستجيبون لهذا الجهد بطريقة إيجابية.