ثقافة

محطات لا تعرف الهدوء ؟!

قالت الأرض: حبك يتغلغلُ كالإعصار بين منعطفات القبلات الحرون الباردة ! يغسل البحر بالأمواج العذبة، ينحني .. الوْروَر .. ينهب عشا من النحل، يبدد كالانفجار غلال الحضارات البريئة ! وقتها تُفاجأُ الأرض بالهطول، تلملم أطرافها البوادي، وتورق الغصون، وتفور الدماء في أعصاب شقائق النعمان، تلتئم الفجوات ينق ضفدع الجفاف، يلعق الموت قوافل البرغش..؟! حبا .. نمل البراري يرسم شعابا وتخوما.. ملتوية بين تلافيف الجسد القرنفلي، يزعتر شفتيك بالجوع، يلف عباءة التاريخ على ردفيك الطافحين بالنعناع والبابونج والشيح، وحفنة من ـ بيّوض ـ الحقول و.. ـ دلّونةً ـ باضت بين رضيعين، وفرّخت شرقا مهووساً .. بالوثنية وأطياف قوس قزح ؟!
حين يداهمني حبك أيتها الأرض أصاب بنوبة من الهذيان، يلفني يقمطني كطفل ملَّ من صراخه نجم سهيل وعصبت جبينها النجوم ! هلمي أربطي على زنده تميمة تقيه شر العيون الحاسدة !..
مالي أراك مأسورة في المرايا المشوهه، تبيعين التبغ والأمشاط واليانصيب ! تجولين مهرولة فوق الأرصفة المصابة بالوجع اليومي ؟! تنامين تحت أقدام الطوابق، ترشقك الشبابيك ببقايا الطاولات الفاخرة .. تلدغك أعقاب السجائر، تصفعك الكلمات البذيئة، المحقونة بالحقد، المزكومة بالخمر، والمتخمة بالسهر الصخبي ..!..
يؤرقني صمتك القاتل، يرديني فوق وسادة القهر مناما صادرة الضوء، وعنكب بالصدى شرودا، يتلفت ملهوفا إلى طعنة الرياح وقت مجيء العاصفة !
أنت العاصفة المنفلتة من قبضة البحر تصرّين العتم، وتقبرين الأنهار، تناوشين النوارس تطاولين القمم … المغموسة بالدماء حتى خواصرها ؟! ترفرفين بيرقا عاوده الحنين إلى صهيل الخيول الجامحة ! ترتقين قميص الأغنية العتيقة، تنمنمينها بالزغردات تطرزينها بالوجوه المرهفة بالصحة والعافية ! وحدك أيتها الأرض تبيحين لغة الفرح الدائم، تغمرين صحارى الحزن بالارتياح ! وتنعشين البراعم الكابية على أعناقها ! توشوشين رموش الأمطار، تغرفين بالجراح هدوء الأمة الصاحية ! لي معك بعض العتاب، تعالي أروض في صدرك الدافئ بذار الفصول المرهقة؟؟..
خضر عكاري
Khudaralakari@hotmail.com