ثقافة

أعمال خشبية وشباب..

أكسم طلاع
افتتحت صالة  “الآرت هاوس” دورة معارضها لهذا العام بمعرض للأعمال النحتية المنفذة على خامة الخشب لمجموعة من الفنانين الشباب وبمساهمة للفنان لطفي الرمحين، في إشارة إلى أن المعروض ليس ببعيد أو منقطع عن محترف النحت السوري الذي عني بالخشب، والذي تمثل في المنتج المتميز للفنان الرمحين ومجموعة من الفنانين الأساتذة أمثال أكثم عبد الحميد وعماد الدين كسحوت اللذين عملا لعدة سنوات في تدريس مادة النحت في معهد الفنون التطبيقية، إذ تتمتع هذه المادة التدريسية هناك بتوفر الكادر المؤهل والخامات على اعتبار أن العمل النحتي هو عمل الورشة أو المحترف، وهذا ما كان يميز قسم النحت في المعهد عما هو في كلية الفنون الجميلة. ومعلوم أن معظم هؤلاء الفنانين الشباب هم من خريجي المعهد التقاني للفنون التطبيقية: أروى الخضور – بهزاد سليمان – جوليا وهبي – سيماف حسين – منتجب يوسف -علي المير – هشام المليح .
وقد شهدت المنتجات النحتية السورية فورتها في الإنتاج والتسويق في فترة التسعينيات من القرن الماضي، وبرعت العديد من التجارب الفنية في تأكيد حضورها الذي امتد في التأثير إلى العديد من التجارب النحتية الشابة التي وجدت في هذه الخامة المجال الأكثر قبولاً  ومطواعية وألفة مع عوالم التجارب الجديدة، فضلاً عما تحظى من القبول والرواج الذي تحققه الأعمال الخشبية من حيث الاقتناء، فلهذه المادة النبيلة حضورها المحبب للنفس ومن السهل التعامل معها بما تتضمنه من وحي وتأليف في البناء ومن مرتسمات في مضمونه وسطحه.
وتجتمع المشغولات على نقاط مشتركة موحدة ورابطة بينها هي التوازن والنقاء والطمأنينة الخالية من المواضيع المقلقة أو الصعبة، وتحررها من دائرة التجسيدية أو التمثيلية للواقع، وتنحو نحو أفق يظهر الجانب الحماسي في الروح الشابة التواقة للحياة والتبسيط والسلام، فكانت تعنى بالجمال والأمل وحاملة للفرح في ذوق سليم.
ويسجل لصالة “الآرت هاوس” عنايتها بفنون الشباب التشكيلية والنحتية وتربط حضورها بتواجد آخر مرافق ينتمي للتجارب الفنية السورية الكبيرة والتي حققت بصمتها في الحياة التشكيلية والثقافية، وفي هذا عناية وتشجيع للشباب والأخذ بيدهم ودعمهم، فمشاركتهم تجعلهم يشعرون أنهم أغنى بالأمل والتوقد وأنهم يعيشون حياة كشف وإبداع وأنهم أكثر إشعاعاً في الناحيتين الأخلاقية والروحية.