محليات

حديث نثر البذور ضرب من الخيال ولا يتعدّى التنظير والاستهلاك

بعد مرور عدة سنوات من الجفاف والقحط الذي ضرب البادية السورية ومراعيها ما أدّى إلى تدهورها وانقراض العديد من النباتات الرعوية والشجيرات فيها بسبب الرعي الجائر وزيادة حمولة المراعي في رقعة المسطحات الخضراء عندما كانت تغطي قسماً كبيراً من مساحات البادية هناك، وحتى النباتات التي تم نثرها قبل أكثر من عشر سنوات أتلفها الجفاف حيناً والرعي الجائر حيناً آخر والنباتات التي سلمت طالها الغبار والكثبان الرملية ما ضيّق الخناق عليها وأدّى إلى موتها.
مربّي الثروة الحيوانية سعد عواد قال: لقد أعادت الأمطار الأخيرة إلى البادية الكلأ، حيث ظهر الغطاء النباتي بشكل واضح وجلي من تدمر حتى بادية حماة، إلا أنه خارج أراضي البادية تواجه الأراضي الزراعية المروية تدهوراً بسبب مشكلات التملّح من خلال ارتفاع مستوى الماء الأرضي ومن خلال استخدام مياه الصرف الصحي، حيث تقدّر نسبة زيادة الملوحة بحوالي 3- 4 آلاف هكتار في كل عام، فضلاً عن انجراف التربة، ولعل أهم مسبّبات التدهور البيئي الانفجار السكاني لأنه يؤدّي إلى البحث عن المزيد من المساحات الصالحة للزراعة وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
من هنا نرى ضرورة وضع خطط وبرامج لمكافحة التصحّر في الأراضي المتدهورة ومشروعات تثبيت الكثبان الرملية والتشجير إن أمكن.
ونعود لنشير إلى ما لم تستطع الحكومات السابقة القيام به لجهة إعادة الغطاء النباتي رغم كل ما أنفق بهذا الخصوص من خلال نثر بذور رعوية وزراعة شجيرات مماثلة لوقف تدهور التربة، ليس في البادية فحسب وإنما في مختلف المواقع والأراضي، ولاسيما أن العديد من المناطق لدينا مصنّف في المناطق شبه الجافة.
جاءت الأمطار والثلوج التي هطلت منذ بداية هذا العام وغطّت مساحات واسعة في أعماق البادية السورية على أقل تقدير في مجال محافظة حماة، لتعيد شيئاً مما افتقدته المراعي الطبيعية كما ذكرت مصادر زراعة حماة ولو بشكل تدريجي.
هو مؤشر على إمكانية عودة العديد من النباتات الرعوية والزهرية إلى البادية مجدداً، الأمر الذي ينعش آمال مربّي الثروة الحيوانية، وأي حديث آخر عن محاولة نثر بذور نباتات في هذه الظروف ضرب من الخيال ولا يتعدّى التنظير والاستهلاك نظراً إلى تعذر القيام بمثل هذه الأعمال.
حماة – محمد فرحة