الصفحة الاولىمن الاولى

حفل استقبال للسفارة الإيرانية بدمشق.. وملتقى دولي بمشاركة 300 شخصية فكرية وثقافية في طهران أحمد: العلاقات السورية الإيرانية تاريخية وتحالفنا استراتيجي

دمشق-البعث-طهران-وكالات:
يواصل الشعب الإيراني، بمختلف شرائحه، احتفالاته بإحياء الذكرى 36 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، لليوم العاشر على التوالي، تأكيداً على المضي قدماً في تحقيق مبادئ الثورة، والتي تميّزت بحضور شعبي فاعل ومشاركة مختلف قطاعات المجتمع في عملية صنع القرار السياسي وبناء مؤسسات الدولة.
ففي دمشق، أقامت السفارة الإيرانية حفل استقبال في فندق الداماروز، بحضور الرفيق يوسف أحمد عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التنظيم.
وقال الرفيق أحمد: إن العلاقات السورية الإيرانية علاقات تاريخية، وهي علاقات أخوة ومحبة، وتحالفهما استراتيجي، وإن ما يجمع بينهما من قواسم مشتركة وميزات أكبر مما يتوقّعه البعض، وهذه العلاقات نمت وتطوّرت خلال العقود الماضية بشكل كبير في ظل توجهات قيادة البلدين ورغبة الشعبين، وأضاف: إن ما يميز هذه العلاقة أنها مبنية على أسس وقواعد سليمة تراعي مصالح البلدين وموقعهما في المنطقة، وهناك تشاور دائم في مختلف القضايا والمسائل التي تهم البلدين والمنطقة، وهذه العلاقة اليوم هي أنموذج يحتذى به في العلاقات الدولية.
وقال الرفيق أحمد: على مر العقود الماضية كانت إيران إلى جانب القضايا العربية المحقة، لاسيما القضية الفلسطينية، التي دافعت عنها في المحافل الدولية وقدّمت لها كل الدعم والعون في حين أن الكثير من الدول العربية تخلت عن هذه القضية وكان موقفها سلبياً منها، وكانت على الدوام دولة تحترم السيادة الوطنية للدول الأخرى وتحترم القانون الدولي والأمم المحتدة ومنظماتها، واليوم هي أحد أهم الدول في رسم الخارطة السياسية العالمية، وأشاد بالتطور الكبير الذي شهدته إيران بعد انتصار الثورة، والذي شمل كل المجالات، وحقق ثورة تكنولوجية عالية واقتصادية كبيرة رغم الحصار الذي فرض عليها لإخضاعها وإفشالها، إلا أنها حوّلت هذا الحصار إلى حالة من الإبداع والتطور، مشيراً إلى أن سورية تدعم حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
وأكد الرفيق أحمد أن محور المقاومة، التي تشكل إيران إحدى دوله سينتصر على محور الشر، التي تمثله أمريكا وإسرائيل، وعلائم هذا النصر بدأت تلوح بالأفق أمام إخفاقات المحور الآخر، وشكر إيران، حكومة وشعباً، على وقوفها ودعمها سورية في حربها ضد الإرهاب منذ أربعة أعوام، هذا الدعم الذي شمل مختلف المجالات، وما زال مستمراً، متمنياً لإيران قيادة وشعباً المزيد من الازدهار والتطور.
السفير الإيراني محمد رضا رؤوف شيباني أكد في كلمته أن إيران، ورغم المؤامرات العالمية التي تحاك ضدها، لن تتوانى عن تقديم أي دعم اقتصادي وتجاري لسورية، حكومة وشعباً، مشيراً إلى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، سواء في محاربة الإرهاب والفكر الظلامي، أو في العلاقات الثنائية المتميّزة وفي كافة المجالات، التجارية والصناعية والزراعية والمشاريع الاستثمارية المشتركة، معرباً عن ثقته بأن النصر سيكون حليف سورية، والتي كانت وما زالت في الخط الأمامي للدفاع عن نهج المقاومة، في مواجهة المخططات الصهيوأمريكية والغربية وعملائها في المنطقة.
وجدد شيباني تمسك إيران بالتوصل إلى اتفاق، في مفاوضاتها مع القوى الكبرى، يضمن الحقوق النووية للشعب الإيراني، وأكد أن إيران تسير قدّماّ في تطورها وغير قابلة للمقارنة مع إيران قبل 33 سنة الماضية، ولن تتخلى أبداً عن انجازاتها في مجال التقنية النووية للاستخدامات السلمية، ولا يمكن أن تتراجع عن القيم الوطنية وحقوق الشعب الإيراني قيد أنملة، وقال: إن بلاده لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، والكيان الصهيوني يغطي على ظلمه للشعب الفلسطيني من خلال الترويج بأن إيران تسعى وراء امتلاك السلاح النووي.
حضر الحفل د. محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب ود. وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الداخلية والإعلام والثقافة والأوقاف والكهرباء والصحة والمصالحة الوطنية والمستشارة الإعلامية في رئاسة الجمهورية والدولة لشؤون مجلس الشعب، وعدد من معاوني الوزراء وأعضاء مجلس الشعب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين بدمشق وفعاليات اقتصادية ودينية واجتماعية وثقافية وإعلامية وحشد من المدعوين.‏‏
وفي طهران، وخلال الملتقى الدولي للتبادل الفكري، والذي أقيم بهذه المناسبة، بمشاركة نحو ثلاثمئة شخصية فكرية وثقافية من مختلف دول العالم، دعا مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الشعوب الإسلامية لتعزيز الوحدة فيما بينها والتصدي لكل أشكال التدخل الأمريكي والأجنبي في شؤون بلادها، وقال: إن تنظيم داعش الإرهابي ارتكب جرائم وحشية بهدف تشويه الدين الإسلامي الحنيف، وهو دين الرحمة، ومن واجب المفكرين والمثقفين في العالم الإسلامي اليوم مواجهة الأفكار المتطرفة والتكفيرية والإرهابية لنثبت للجميع بأن هذه الأفكار انتشرت بتأثير ودعم من الدول الأجنبية، ونوّه بتصدي الشعوب في سورية والعراق ولبنان واليمن لكل أشكال التدخل الأجنبي في شؤون بلادها وبالانتصارات التي حققتها على التنظيمات الإرهابية.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال الملتقى، أن هدف الغرب من إيجاد التنظيمات الإرهابية في المنطقة هو إضعاف قدرات الدول الإسلامية وإثارة التفرقة والاختلاف بين الشعوب الإسلامية، بدلاً من توحيد صفوفهم في وجه الأخطار والتحديات المحدقة بهم، وقال: إن الهدف الآخر الذي تسعى إليه دول الهيمنة العالمية عبر هذه التنظيمات الإرهابية هو حرف أنظار الشعوب الإسلامية عن النضال ضد الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني وتدخلاتهما في شؤون المنطقة ودعم الشعب الفلسطيني، وأكد أن بعض قادة دول المنطقة كان لهم أيضاً الدور الكبير في إيجاد التنظيمات الإرهابية، والتي كان نتيجتها إثارة عدم الاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي، مشدداً على أن أمريكا والكيان الصهيوني هما المستفيدان من وجود التنظيمات الإرهابية.
وجدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال لقائه سفراء ورؤساء البعثات الأجنبية المعتمدين لدى طهران، التأكيد على أن أسباب انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة هو تدخل القوى الكبرى في قضاياها وشؤونها، موضحاً أن إيران تدعم اليوم دول المنطقة التي تواجه وتقاوم التنظيمات الإرهابية، وأضاف: إن السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على التعامل البنّاء مع دول العالم، وفي ظل هذه السياسة فإن علاقاتنا مع مختلف الدول، بما في ذلك الدول المجاورة، قد تحسنت اليوم أكثر من ذي قبل.