ثقافة

أطفال سورية يتألقون في فعالية “طفولة وإبداع”

خطت أناملهم أجمل القصص والأشعار وصورت عيونهم البريئة أحلى اللقطات ،فكانوا ياسميناً دمشقياً فتياً يعرش على سياج وطنهم ويوثق حكاياتهم ومحاولاتهم لتلك الخطوات الأولى نحو الإبداع.. وكعادتهم أطفال سورية يتألقون  في كل مكان وزمان، ولهم في كل بستان وردة تشبه بريقهم وطموحهم لصنع مجد لا يمحى، وهذا ما تجلى واضحاً في فعالية “طفولة وإبداع” لتكريم الفائزين في المسابقات السنوية ومسابقات أبناء وبنات الشهداء (الأدبية والفنية) لعام 2014 التي أقيمت في المركز الثقافي في كفرسوسة برعاية وزارة الثقافة- مديرية ثقافة الطفل
وقد أوضح وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل أنه من البديهي أن يكون الموضوع الوطني عنواناً بارزاً  في المسابقة الخاصة بأبناء وبنات الشهداء التي أقامتها الوزارة، وتقدم الأطفال بمواضيع بالغة الأهمية تحاكي الضمير وكنا نريد لأولئك الأطفال أن يسيروا بالنهج المقدس الذي سار عليه آباؤهم  فنحن أحياء بفضل تضحياتهم ولذلك نغرس في أطفالهم حب الوطن والانتماء له، ووجدنا لديهم استجابة نوعية بالتعبير البسيط العفوي المنتمي بوجدان عال للأرض من خلال المواضيع التي طرحوها ومن  خلال ما قدموه من رسومات وقصص. ورأى خليل أن وزارة الثقافة تقوم بواجبها تجاه أبناء الشهداء ونحن مستمرون برعاية خاصة بهم عبر اهتمامنا بالبرنامج الوطني لثقافة الطفل، لأننا نسعى من خلالها لتعميم حالات وطنية وجدانية عليا تمثل الاعتزاز بالوطن والانتماء للتراث وتكريس وتقديس الرموز الوطنية بما يكفل أن يكون الأطفال في مرحلة لاحقة شباباً واعداً يسير على نهج  الآباء.
كما لفتت المشرفة العامة على مدارس أبناء الشهداء شهيرة فلوح إلى أن جهود وزارة الثقافة مستمرة لمنح أبناء وبنات الشهداء  الأولوية في كل عمل، ليعبروا عن أنفسهم ومواهبهم. كذلك أشارت ملك ياسين مديرة مديرية ثقافة الطفل إلى أن الأعمال الفائزة ستطبع ضمن مطبوعات الوزارة وسيتم عرض لوحات التصوير الضوئي ضمن المعارض المختلفة في المحافظات.
وكانت الفعالية ابتدأت بافتتاح معرض لأعمال الأطفال الفائزين في المسابقات الفنية (رسم – تصوير ضوئي- خط عربي) لعام 2014، كما تم تقديم فقرات موسيقية لطلبة وخريجين من المعهد العالي للموسيقى مع مشاركين من معهد صلحي الوادي للموسيقى بإشراف الموسيقي فادي عطية الذي  قال أن هذه التشاركية هي تجربة جيدة ونحن اخترنا ثلاث أطفال  ليكون في الحفل مشاركة  من نفس جيل الأطفال  المكرمين كما اخترنا الآلات المناسبة لما تم تقديمه، وتألق في الحفل الطفل مارك معراوي الذي أدى أغنية “كان عنا طاحون” ببراعة تضاهي العمالقة المحترفين، وأطرب الحضور بقوة صوت تبشر بمستقبل لن يقبل بأقل من النجومية. كما تألقت نظيرة بوجق الوطن في أغنية “وطني” وتالا طارق الأحمد في “نسم علينا الهوى”.
من جانبها أوضحت الأديبة نهلة السوسو المشاركة في اللجنة الأدبية لتحكيم القصة أن المسابقة ضمت شقين أحدهما لأطفال سورية بشكل عام، والأخر لأبناء الشهداء كلفتة جميلة للإضاءة على أن أبناء الشهداء يعيشون حياة مختلفة، لذلك رأينا نصوصاً كتبت بصدق تجسد قصصاً تسجيلية يروي فيها الأطفال كيفية استشهاد آبائهم، وتشير إلى أن الطفل بدأ  رغم صغر سنه يدرك أهمية الوطن ومحبته والتضحية في سبيله. ورأت السوسو أنه على الرغم من مشاعر الفقد التي يعيشها الأطفال، إلا أنهم يشعرون بالمجد والفخار يكلل جباههم. ونوهت إلى أن القصة لها شروط محددة ولا يمكن التعامل معها ضمن سلم علامات، بل هناك مستوى يقحم نفسه، ورغم أننا قرأنا نصوصاً كثيرة إلا أننا حرصنا على اختيار الأفضل.
كذلك أوضح محمود سالم المشارك في لجنة التحكيم الفنية (التصوير الضوئي) أن المسابقة  هي نتيجة ورشات تصوير أقيمت في وقت سابق وفي أحوال عادية كان التصوير يتم في أماكن عامة وتراثية ولكن نتيجة الظروف كانت الصور من المكان الذي يتواجد فيه الأطفال وهو هنا مدارس أبناء الشهداء، فهم صوروا المكان مع التركيز على الموضوع الإنساني وتوثيقه، وفي الدرجة الثانية كان هناك اهتمام بتوثيق المناظر الطبيعية فسورية تزخر بمناطق طبيعية ساحرة، مع الإشارة إلى أن اختيار الموضوع كان مفتوحاً ومتروكاّ لقرار الأطفال.
أيضاً ضم  الحفل قراءة لبعض النصوص الفائزة حيث قرأ الطفل أحمد نصر الفائز بالجائزة الأولى للشعر (أبناء وبنات الشهداء) كلمات من ذهب تقول: “كلوا من لحمي ما شئتم، واشربوا من دمي ما أردتم، خذوا كل ذكرياتي، خذوا مني كل الحياة، واتركوا أطفال بلادي”. كما قرأت أليسار منصور إحدى الفائزات بمسابقة القصة  لبنات الشهداء رسالة بعنوان “رسالة إلى بابا في الجنة” جاء فيها :”إلى من كنت الأمل وستبقى زهرة حياتي، لن ينساك القلب مادام فيه النبض والحياة..الرحمة لدمك الذي سقى تراب هذه الأرض الطاهرة”، وقدمت الطفلة  لين الجندي الفائزة بالمركز الأول لمسابقة الشعر السنوية عن الفئة العمرية الأولى (7-12سنة) قصيدة بعنوان يا عصفور الدوري:
“يا عصفوري ما أحلاك، قلبي لا يهوى ألاك، غرد غرد يا عصفوري”
وشكرت الطفلة نغم ميهوب كل من ساعدها لتنمية مواهبها، وهي اليوم تكرم في مسابقة  الخط العربي حيث رسمت حمامة بيضاء تحمل قمحاً  مع عبارة “حماة الديار”.
وفي ختام الحفل تم تكريم الفائزين (أطفال – أدباء) في المسابقات السنوية وأبناء وبنات الشهداء والدولية (JQA) لرسوم الأطفال البيئية، وقدمت الحفل الإعلامية مي حلوة التي زينت بحضورها وكلماتها الفعالية وزادتها تألقاً وإبداعاً.
لوردا فوزي